نهاية التسامح مع السعودية.. فتح أبواب جهنم على الرياض
السياسية :
تصاعدت موجة الضربات الجوية والصواريخ اليمنية على مناطق مختلفة من المملكة العربية السعودية، بحيث استُهدفت في الأيام الأخيرة مراكز اقتصادية وعسكرية عميقة في الأراضي السعودية بشكل متكرر بالصواريخ الباليستية والطائرات المسّيرة التابعة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”. ولقد استهدف الجيش اليمني واللجان الشعبية مرة أخرى قاعدة الملك “خالد” الجوية في “خميس مشيط” بالسعودية، صباح يوم السبت الماضي بعد هجوم صاروخي على الرياض قبل عدة أسابيع فيما يعرف بعملية الردع الخامسة. وبحسب العميد “يحيى سريع” المتحدث باسم الجيش اليمني فإن الهجوم نفذته طائرتان بدون طيار من طراز “صماد 3” ولقد تمكنت هذه الطائرات الانتحارية من تدمير أهدافه مهمة بنجاح ويوم الجمعة الماضي هاجم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” هذه القاعدة العسكرية عدة مرات، وكذلك مطار “أبها”. وفي وقت سابق يوم الخميس الماضي، أعلن المتحدث باسم الجيش اليمني عن تنفيذ هجومًا ناجحًا على منشأة أرامكو النفطية السعودية في جدة باستخدام صواريخ كروز “قدس 2”. ولكن بينما يحاول السعوديون السيطرة والرقابة على الأخبار لمنع تسريب مثل هذه المعلومات حول الأضرار التي سببتها الهجمات اليمنية الأخيرة، إلا أنه وفقاً تقارير إعلامية، فقد تم العديد من الرحلات الجوية من مطار الملك “خالد” بعد الهجوم الأخير وتم نقل بعض الرحلات الأخرى الى مطارات اخرى.
رسالة صنعاء القوية للسعودية: اوقفوا الحصار والحرب حتى لا نهاجم العمق السعودي
يأتي تتويج هجمات صنعاء على القواعد العسكرية السعودية والبنية التحتية الاقتصادية، التي استهدفت رفع تكلفة استمرار الحرب على السعودية وإجبار الرياض على عدم تبني نهج عدواني وإجرامي تجاه الشعب اليمني المظلوم، في وقت تراجعت فيه قيادة السعودية خلال العامين الماضيين وبالتحديد عقب الهجوم الصاروخي على أرامكو في سبتمبر 2019، عن قبول شروط صنعاء واضاعت العديد من الفرص التي عبّرت عن نوايا صنعاء الحسنة بالامتناع عن شن هجمات واسعة النطاق في عمق الأراضي السعودية وذلك في مقابل ايقاف الحرب على أبناء الشعب اليمني وفك الحصار، إلا أن هذا النوايا الحسنة التي أظهرتها صنعاء وحتى الضغط الدولي على الرياض لم يجبر هذه الاخيرة على إنهاء قتلها لليمنيين بضرباتها الجوية، بل إن المسؤولون السعوديون لا يزالون يواصلون إصرارهم على استمرار الحرب.
لذلك، فإن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”، الذين يمتلكون بالإضافة إلى القدرات العسكرية المطورة ، معلومات استخبارية كاملة عن المراكز الاقتصادية والعسكرية السعودية ونقاط الضعف، سوف يقومون خلال الفترة القادمة بعدم التسامح مع السعودية وهذا الامر سوف يهدد الرياض بمواجهة واسعة النطاق. وحول هذا السياق، قال “محمد علي الحوثي”، عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن، “بدلًا من مخاطبة شركائكم في العدوان الأمريكي والإسرائيلي والإماراتي، أوقفوا حصار الشعب اليمني وغاراتكم البربرية والوحشية على البلاد حتى نتمكن من ايقاف مهاجمتكم”. وأضاف: “الهزائم المتكررة تؤكد أنه لا جدوى من استمرار الهجوم والحصار على أبناء الشعب اليمني، وأن محاولة إحلال السلام ووقف جرائمكم الإرهابية أفضل من المناورات الإعلامية التي تزعم دعوتكم للسلام”.
المعنويات الضعيفة للجيش السعودي.. المناورات السعودية والإماراتية الهزلية
عقب الإعلان عن وقف الدعم الأمريكي للدول المشاركة في تحالف العدوان، لم يتبق رسميًا أي دولة في ذلك التحالف العسكري لمهاجمة اليمن باستثناء السعودية، وأصبح السعوديون يجدون أنفسهم عاجزين أمام اليمنيين في هذه الحرب، وحتى ولو اشتروا بمليارات الدولارات معدات الثقيلة، فإنهم لا يزالون غير قادرين على صد الضربات الجوية التي تنطلق من صنعاء نحو المدن السعودية، ويبدو أن الرياض تجري بعض التدريبات العسكرية المشتركة مع دول أخرى وتنشرها في العديد من وسائل الإعلام من أجل الحفاظ على تحالفها المفكك.
وفي هذا الصدد، وصلت طائرات مقاتلة سعودية من طراز “إف 15 سي إي” يوم الجمعة الماضي إلى مركز الدفاع الجوي والصاروخي بقاعدة “الظفرة” الإماراتية للمشاركة في مناورات مشتركة أطلق عليه اسم “علم الصحراء 2021” ومن المقرر أن يتم اجراء هذه المناورات هذا الشهر. كما أجرت المملكة العربية السعودية تدريبات جوية أخرى بقيادة الولايات المتحدة الأسبوع الماضي. وبالتأكيد، لن يؤثر إجراء هذه التدريبات العسكرية على معادلات ساحة المعركة في اليمن، ولكنها جاءت لاستعادة الصورة المفقودة للتحالف الذي شكلته السعودية في مارس 2015 في ذكرى تأسيسه.
السعودية بحاجة إلى تنظيم “القاعدة”
في الأسابيع الأخيرة، كانت مدينة مأرب في قلب تطورات الحرب اليمنية، حيث حقق أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” تقدما ملموسا خلال الشهر الماضي في محاولة لتحرير هذه المحافظة من المرتزقة التابعين للسعودية وحكومة “منصور هادي” القابعة في فنادق الرياض، ووصلوا الآن إلى البوابات الغربية للمدينة بعد سيطرتهم على المناطق المحيطة بسد مأرب. وعلى مدار الـ 48 ساعة الماضية، تمكنت قوات صنعاء من التقدم من الغرب على الجبهات الشمالية الغربية والجنوبية الشرقية.
وفي غضون ذلك، كشف جهاز المخابرات في صنعاء، في تقرير صدر يوم أمس، لأول مرة عن معلومات عن تنظيم “القاعدة” في مأرب وأنشطته وعناصره وهيكله التنظيمي في محافظة مأرب. وقال جهاز المخابرات في صنعاء في تقرير إنه تمّكن من كشف المخابئ والمنازل والمزارع التي يستخدمها عناصر الشبكة والفنادق التي يسافرون إليها ومستودعات الأسلحة ومعسكرات التدريب وما يتصل بها من تدريب وطرق التهريب وعلاقات هذه العناصر الإرهابية مع قوات “هادي” وميليشيات حزب الإصلاح (الإخوان المسلمون اليمني) وكذلك أماكن تواجدهم على جبهات الصراع. كما كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن تحالف العدوان السعودي جمع خلال الايام الماضية عددا كبيرا من العناصر الإرهابية التكفيرية والسلفية من محافظات المهرة وحضرموت وشبوة وقاموا بنقلهم إلى جبهة مأرب. ولفتت تلك التقارير إلى أن هذه القوات الإرهابية قد تدربت في قاعدة عسكرية تسيطر عليها الإمارات في إريتريا لعدة أشهر وتم إرسالها على الفور إلى ساحات القتال في غرب مأرب لمنع سقوط هذه المدينة الاستراتيجية وأكدت تلك التقارير أن بعض العناصر الإرهابية رفعوا أعلام تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين في ساحات القتال.
وقد تعني هزيمة مأرب، خسارة حكومة “منصور هادي” المستقيلة جميع مناطق اليمن الشمالية. لذلك، فإن الاستيلاء الوشيك للجيش واللجان الشعبية اليمنية على مأرب، إلى جانب استمرار الضربات الجوية المكثفة التي تشنها صنعاء في عمق الأراضي السعودية، وضع الرياض في موقف صعب عشية دخول السنة السابعة من الحرب على أبناء الشعب اليمني. ولقد جعل الموقع الاستراتيجي المهم لمحافظة مأرب ومكانتها الاقتصادية واحتياطيات النفط والغاز التي تمتلكها، منها محافظة استراتيجية ومهمة للغاية في الحرب بين صنعاء والحكومة المستقيلة، حيث يمر خط أنابيب النفط اليمني الرئيسي عبر مأرب إلى محطة نفط “رأس عيسى” في البحر الأحمر.
* المصدر : الوقت التحليلي