توازن الردع الخامسة… رسائل السلام والتحدي والانتصار
هاشم علوي
ست سنوات والشعب اليمني يخوض معركة الدفاع المقدس ضد التحالف لعدوان السعوصهيوامريكي الذي تطاول بعدوانه وحصاره على الشعب دون رادع أو وازع ديني أو أخلاقي أو حق العروبة أو الجوار وكانت معظم الدول المشاركة تعتقد أن قواتها وطياريها وطائراتها في نزهة بأجواء اليمن وأن الحرب لن تحتاج للحسم سوى أسبوع أو أسبوعين أو شهرين إن طالت الحرب وكانت بعض الدول ترسل طياريها ومقاتلاتها للتدريب على اطلاق الصواريخ والقنابل مادامت مجانية وعلى حساب دول البعران وكانت تراها فرصة لتحالف الشر ان تعلم وتدرب طياريها على القتل والاجرام.
دول العدوان البعرانية لم تخض حرب منذ ظهورها على الخريطة وكل ما فعلته هو تمويل الحروب بتكاليفها الباهظة وحسب ما يخدم الأهداف الأمريكية الصهيونية سواء بأفغانستان أو العراق أو سوريا أو ليبيا أو الصومال وغيرها فأينما وجدت الحروب والفتن والأزمات وجد المال الخليجي والأهداف الأمريكية الصهيونية ومثلها كان التحالف على الشعب اليمني بعدوان ذات أهداف أمريكية وتمويل سعودي خليجي وأدوات مرتزقة دوليين ومحليين فلم يكن بحسبان دول العدوان الانتصار اليمني بل مجرد الصمود أو البقاء على قيد الحياة وارد في حساباتهم الشيطانية ولكن هو الله ذي سدد هو الله ذي رمى.
الشعب اليمني بقوة الله الذي اتخذ قراره بالتصدي للعدوان الحاقد الخبيث استحضر خيارات الصبر الاستراتيجي والرد والردع وجمع أشلائه واتخذ منها وقودا ومن إيمانه قوة ومن آهاته براكين تنفجر في عمق العدو ومواقعه العسكرية ومطاراته وقواعده وعصب اقتصاده ومواقعه الحساسة فكانت عمليات توازن الردع التي كانت الأولى منها في 17/9/2019 والثانية في 18/9/2019 والثالثة في 21/2/2020 والرابعة في 23/6/2020 والخامسة في 28/2/2021 عمليات توازن الردع طالت وتطال المنشئات الحيوية والعسكرية الحساسة على كامل جغرافيا جارات السوء ب بما فيها حقول النفط ومحطات أرامكو وحقول الشيبة وبقيق وخريص وغيرها وكل عمليات توازن الردع تحمل الرسائل والدلالات والأبعاد التي تظهر التطور النوعي الذي وصلت اليه القوات المسلحة اليمنية التي تعرضت للهيكلة والتشتيت قبل العدوان والتدمير والتفكيك قبل وبعد العدوان في مؤامرة كبرى استعدادا لبدء العدوان.
العملية الخامسة حملت رسائل السلام والتحدي والنصر بعد أن أخفق العدوان في كسر إرادة الشعب اليمني المجاهد فهذه العملية تأتي تأكيدا أن العدوان لن يتوقف والحصار لن يرفع سوى بتوازن الردع إن لم تصل القوات المسلحة اليمنية إلى مرحلة الوجع الكبير التي حذرت منها القيادة الثورية والسياسية والعسكرية فرسالة السلام التي تحملها عملية توازن الردع الخامسة التي استهدفت عاصمة العدوان الرياض ومناطق ابها وخميس مشيط تحمل رسالة مفادها أن قصف منشئات وعواصم دول العدوان لن تتوقف ما لم يتوقف العدوان على الشعب اليمني وبرفع عنه الحصار من منطلق قوله تعالى (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) والسن بالسن والعين بالعين والمطار بالمطار والميناء بالميناء كما حذر السيد القائد حتى يجنح العدو للسلام الحقيقي وليس المزيف الذي تدعوا اليه دول العدوان وأبواقها وأدواتها ومنظماتها التي نسمع عويلها عند كل عملية كبرى أو صغرى.
العملية حملت ردا على تحذيرات مجلس الأمن والأمم المتحدة وأمريكا وبريطانيا وبعران الخليج ومبعوثهم الأممي بأن لا سلام مادام العدوان والحصار مستمرين ومادامت اقدام الغزاة تطأ الأرض اليمنية وهي ردا على من يتباكون على هزائمهم وأدواتهم وجماعاتهم الإرهابية في مأرب فمن يحاول منع تحرير مأرب وعودتها إلى حضن الوطن فليحاول الدفاع عن مدنه وعواصمه من صواريخ ومسيرات القوات المسلحة اليمنية.
عملية توازن الردع الخامسة تحمل رسائل للمرتزقة بأن أسيادكم ممن تعتمدون عليهم بالبقاء يقصفون وتدك مواقعهم الحساسة والعسكرية والاقتصادية فلا تعتمدوا عليهم وعودوا إلى صف الوطن قبل فوات الاوان فكيف تأملون نجدتكم ممن يطلب النجدة من الباتوريوت الفاشل الذي لم يحم نفسه أو يمنع نفسه السقوط فوق المدنيين بعقر دار عواصم العدوان فمن لم يستطع إنقاذكم لم يستطع انقاذ نفسه.
عملية توازن الردع الخامسة تحمل في مضمونها الانتصار المؤزر من الله وبالله على أيدي الأبطال المجاهدين المجدين في تحرير مأرب من الغزاة وأدواتهم القذرة وأن تحرير الأرض اليمنية قاب قوسين أو أدنى وليست مأرب أبعد من دبي أو الرياض أو سقطرى المحتلة فكل ما فيها من منشئات عسكرية وحيوية وحساسة أهداف مشروعة الاستهداف وبنك الأهداف مليء ويتسع كلما استمر العدوان والحصار ومنع المشتقات النفطية من الوصول إلى ميناء الحديدة.
عملية توازن الردع ارسلت رسائل النصر والقوة والغلبة للشعب اليمني المجاهد الصامد الصابر ورسمت الابتسامة على الوجوه والاطمئنان بالقلوب وراحة البال ونسيان الالم الذي احدثته دول العدوان بحق الشعب اليمني فالعملية ادت إلى ارتياحا شعبيا واسعا ابداه الشعب اليمني وهو يتابع أخبار العملية من لحظات تناول أخبارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام حتى ظهر العميد سريع في بيان القوات المسلحة حول العملية.
التحليلات لن تتوقف وعويل دول العدوان لن يتوقف ومحاولات ايقاف تحرير مأرب وما بعدها لن تتوقف وسيظل العدو في غيه ما لم تنفذه لحظة جنوح للسلام.
جريمة العدوان بالحديدة التي انتجت خمسة شهداء مدنيين بقصف منزلهم بالحوك حي الربصة لن تمر مرور الكرام ولم نسمع تباكي أو قلق المبعوث الأممي وفريقه بالحديدة ومنظمته المنافقة مثلما نسمع ذلك العويل على الأعيان السعودية والقواعد العسكرية ومزاعم المخاوف على النازحين في مأرب التي تستخدمهم ادوات العدوان دروع بشرية…
اليمن ينتصر…العدوان ينكسر