حصار اليمن .. جريمة ضد الإنسانية
السياسية – المحرر السياسي
ليس أبشع من أن يتحول الصراع بينك وبين عدوك إلى أساليب قذرة بسبب عجزهم عن حسم المواجهة عسكرياً، وهذا ما هو حاصل بالفعل عندما فشلت دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي، رغم ما تمتلكه من إمكانيات عسكرية مهولة ومخزون مالي كبير ودعم ومشاركة الدول الكبرى في العدوان على اليمن بقيادة أمريكا وبريطانيا وبقية الدول الاستعمارية في أوروبا من حسم الحرب التي تشنها على البلاد.
ذلك ما دفعها إلى الحصار البحري والجوي والبري على الشعب اليمني لتحقيق ما عجزت عن تحقيقه في المواجهة العسكرية، وهذا أسلوب نازي يعرفه العالم كله، يلجأ إليه العاجز لحصار شعب بأكمله دون النظر إلى العواقب الوخيمة جراء ذلك على المدنيين العزل وحرمانهم من حياة معيشية مستقرة.
إن ما يترتب على حصار دول العدوان على اليمن، كارثة إنسانية تمس كل ما يتصل بالحياة من حرمان دخول المواد الغذائية ومواد الطاقة والأدوية والمستلزمات والمعدات الصحية إلى التأثير الكامل على منظومات توليد الطاقة الكهربائية، كل ذلك يتسبب في تداعيات كارثية يمتد أثرها إلى أبسط الجوانب الحياتية للمدنيين ومستوى معيشتهم.
الحصار الأمريكي السعودي على اليمن، جريمة بشعة وهو بمثابة إبادة جماعية لشعب بكامله، ومن يحاصرك يكون قد تخلى عن انتمائه للجنس البشري ولم يعد في قاموسه شيء من الإنسانية التي هي القاسم المشترك لكل سكان الأرض على اختلاف جنسياتهم وأنظمتهم ومبادئهم وعاداتهم وأخلاقهم.
أن تحاصر شعب بأكمله يعني حصار الطفولة والشيوخ والعجزة والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة وحكمت عليهم جميعاً بالموت وأحرمتهم مستلزمات البقاء أحياء، وما يحصل للشعب اليمني من حصار جائر تفرضه دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي جريمة بحق الإنسانية يتحملها المجتمع الدولي بكامله والذي يقف موقف المتفرج إزاء ما يعانيه الشعب اليمني من ظلم كبير لم يشهد له العالم مثيلاً في التاريخ المعاصر.
الشعب اليمني قال كلمته أمس الأول عندما خرج في 25 ساحة بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات تحت شعار “حصار تحالف العدوان الأمريكي يقتل الشعب اليمني”، ورددت حناجر الملايين بصوت هادر رفضها للحصار والتنديد به وبصوت سمعه العالم كله، داعية إلى النظر بجدية لما يحصل في اليمن من جريمة لا مثيل لها على مستوى العالم، وليس أمام الشعب اليمني إزاء ذلك، إلا المزيد من الصمود لكسر الحصار وهو ما يحصل على الواقع.