السياسية:

بقلم : سلام مسافر

وجد ممثل ليبيا في الأمم المتحدة، المنشق عبد الرحمن شلقم، نفسه وجها لوجه مع الرئيسين باراك حسين أوباما صحبة سلفه، وليم جيفرسون كلينتون يبديان تعاطفهما مع انشقاقه عن نظام القذافي.

، ويشيدان بكلمته الحماسية أمام مجلس الامن،باعضائه الجاهزين للتصويت على إستخدام العمل العسكري لمنع العقيد من ” القيام بمذبحة فِي بنغازي”.
ولاحظ شلقم ان بيل كلينتون ، كان أكثر حماسا للتدخل العسكري في ليبيا، فيما كان باراك أوباما، قلقا من ” the day after “.
تحدث كلينتون في اللقاء السريع، عن شخص غريب ممكن ان يقدم على كل شيء. وذكّر بكلمة القذافي الطويلة امام الجمعية العامة للامم المتحدة في 24 ايلول/ سبتمبر 2009 ومزق خلالها ميثاق الامم المتحدة، وهاجم بشدة عجز المنظمة الدولية عن درء الحروب، وفرض العقوبات على الشعوب، واستغرقت الكلمة 96 دقيقة، مثلت الحدث الاكثر دهشة، وطرافة، وحدة في تلك الدورة.
ويعتقد عبد الرحمن شلقم ان تحمس كلينتون، للتدخل العسكري، يعكس إحساس الرئيس الاميركي الثاني والاربعين، بان بلاده لم تتدخل في الوقت المناسب، لوقف المذابح في يوغوسلافيا ورواندا.

وفيما كان أوباما، يسال الدبلوماسي الليبي المنشق، عن اليوم التالي بعد إسقاط القذافي، فانه اكد تعاطفه من الليبيين، قائلا ” لا تنس أنني من أصول افريقية”.
المفارقة، ان العقيد القذافي، كان راهن على الأصول الأفريقية للرئيس الاميركي الثالث والاربعين وكان يخاطبه بعبارة” ولدنا مبروك”.
وبعد أقل من عقدين على الضربات الصاروخية المدمرة لمقر العقيد في العزيزية عام 1989، استقبل سمراء الدبلوماسية الأميركية، كوندليزا رايس، وتغزل بها، واسمعها قصيدة وجد؛ دبجها على شرف اللقاء الفريد في الخيمة.

وفي نفس الخيمة ، استقبل القذافي ، النصاب الدولي توني بلير ، وعامله باحتقار مدركا، ان توني السمسار، جاء ممثلا لشركات بريطانية وعالمية طمعا في عقود مع ليبيا بعد ان سلم العقيد ملف بلاده النووي . ودفع تعويضات تزيد على ملياري دولار لضحايا تفجير لوكربي . ورفعت عواصم الغرب وواشنطن اسم ليبيا من لائحة الارهاب ، وتقاطروا عليه يلثمون يدية كما بيرلسكوني الذي اعتذر باسم ايطاليا عن مجازر بلاده في ليبيا مطلع القرن الماضي وطبع قبلة ممزوجة بلعاب سكران على يد القذافي وسط الخيمة .
كان القذافي، ينظر الى العالم، ربما؛ على انه خيمة كبيرة، تتيح له التناسب مع القبائل الاخرى، متجاهلا الأوضاع الجيوسياسية في كوكب الأرض،وتشابك المصالح الدولية، وروح العداء المتحكمة في العلاقات بين البلدان على اختلاف الانظمة، والبحث عن الأرباح، حتى خارج المعايير الأخلاقية .

لم يكن العقيد الليبي، ساذجا، لكنه، كان يطرب لمديح الظل العالي، سواء من أبناء جلدته، أو من أوروبيين وعرب وأفارقة، كانوا يتملقون طمعا في المال المهدور دون حساب.

أواخر آب/ أغسطس من العام 2011، زارت شخصية مثيرة للجدل، سبق والتقت صدام حسين عشية الغزو الأميركي عام 2003، ولعب مع القذافي شوط شطرنج فاز فيه معمر القذافي على كيرسان ايليومجينوف رئيس جمهورية كالميكيا إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية، ذات الأغلبية البوذية . وكان يرأس الإتحاد الدولي للشطرنج.
حينها كنت في مهمة صحافية بواشنطن، التقيت خلالها طيفا واسعا من خبراء معاهد الأبحاث الأميركية، عربا وأميركيين، وتوصلت إلى استنتاج أن البيت الأبيض يستخدم الأوروبيين قفازا لالتقاط الكستناء من حريق ليبيا وأن النهاية سيحددها باراك حسين أوباما الذي يحلو للقذافي بأن يخاطبه “ولدنا مبروك حسين” على أنه ابن أفريقيا المسلم.
لكن أوباما كان يعبئ كؤوس البيرة المثلجة في مطبخ البيت الأبيض ساخرا من سذاجة العقيد، و لم يلتفت أو يكترث ولو لمرة للرسائل المفتوحة والأخرى بواسطة مبعوثين كان العقيد يبثها وجدا إلى “ولده مبروك حسين”، طالبا منه وقف الحرب على ليبيا.

ولمعرفتي السابقة بحركات إيليومنجينوف في العراق، ومع صدام حسين الذي أغرقه بكوبونات النفط مقابل أكاذيب بالتدخل لرفع الحصار. فقد نشرت مقالا
عنوانه “اللعبة بدأت!”، أشرت فيه إلى أن زيارة رئيس كالميكيا السابق إلى القذافي في مخبأه، ستعجل في بداية النهاية.

لم يمض وقت طويل حتى عجل المشعوذ البوذي في نهاية من تغلب عليه في شوط الشطرنج.

من المستبعد أن يكون القذافي لاعب شطرنج بمهارة كيرسان، بل ليس مؤكدا فيما إذا كان معمر يعرف قواعد اللعبة التي تحتاج إلى عقل مدني.
بيد أنه كان يجب أن يظهر كيرسان خسارته أمام القذافي، على شاشات التلفزيون.
أما خلف الكاميرات وفي الكواليس فقد حصل رئيس كالميكيا السابق على مراده؛؛ كيف يفكر القذافي وكيف يعيش.

معلومات لاشك أن جهة ما تريد الحصول عليها لأن الأقمار الصناعية قد تتمكن من رصد تحركات العقيد المكشوفة، إلا أنها لن تستطيع التعرف على خيالاته. وكتبت حينها “ربما تكون زيارة إيليومجينوف إلى طرابلس بداية نهاية اللعبة بالعودة إلى مصير صدام حسين”.

* موقع روسيا اليوم
*المادة الصحفية تعبر فقط عن رأي الكاتب