معارك مأرب تعرض الملايين للخطر.. الأمم المتحدة تحذر من عواقب سيئة
السياسية:
حذرت الأمم المتحدة من تعريض ملايين المدنيين إلى الخطر، جراء التصعيد العسكري في مدينة مأرب في اليمن، في وقت حقق فيه مقاتلو جماعة “الحوثيين”، تقدماً جديداً نحو آخر معاقل الحكومة المعترف بها دولياً في المدينة الواقعة شمال البلاد.
أوضاع إنسانية صعبة
منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، كتب في تغريدة على تويتر: “أشعر بالقلق الشديد نتيجة التصعيد العسكري الحاصل في مأرب، وتداعياته المحتملة على الأوضاع الإنسانية”، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كذلك حذّر لوكوك من أن “أي هجوم عسكري على مأرب سيضع ما يصل إلى مليوني مدني في خطر، وينتج عنه نزوح مئات الآلاف، الأمر الذي سيؤدي إلى عواقب إنسانية لا يمكن تصورها، لقد حان الوقت الآن للتهدئة، وليس لمزيد من البؤس للشعب اليمني”.
تأتي المعارك في مدينة مأرب لتزيد الوضع الإنساني سوءاً في اليمن، حيث وجهت وكالات تابعة للأمم المتحدة، يوم الجمعة الماضي، تحذيرات من أن 400 ألف طفل يواجهون خطر الموت هذا العام جرّاء شح الغذاء.
إضافة إلى ذلك، توقعت الوكالات الأممية أن تعاني نحو 1,2 مليون امرأة حامل أو مرضعة سوء التغذية الحاد في 2021.
بدورها، حذرت المديرة التنفيذية لليونيسف هنرييتا فور، من أنه “مع كل يوم يمر من دون تحرك سيموت مزيد من الأطفال. المنظمات الإنسانية بحاجة ماسة إلى موارد يمكن توقعها، وإلى الوصول من دون عوائق إلى السكان على الأرض”.
معارك مأرب تتواصل
ويشنّ المقاتلون الحوثيون منذ أكثر من عام حملة للسيطرة على مدينة مأرب، تكثّفت في الأسبوعين الأخيرين.
الحوثيون حققوا خلال الساعات الماضية تقدماً جديداً نحو مدينة مأرب، الواقعة على بعد 120 كلم شرق صنعاء الخاضعة لسيطرتهم، وأسفرت المعارك ضد القوات الحكومية إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين.
في هذا السياق، قال مصدر عسكري يمني للوكالة الفرنسية، إن “الحوثيين تمكنوا من التقدم غرب وشمال مدينة مأرب، بعد سيطرتهم على منطقة الزور، وصولاً إلى الجزء الغربي من سد مأرب، وإحكام السيطرة على تلال جبلية تطل على خطوط إمداد لجبهات عدة”.
مصادر عسكرية أخرى قالت إن القوات الحكومية حشدت مئات المقاتلين للقتال على الجبهات، فيما قُتل العشرات من الجانبين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وفقاً للمصادر العسكرية.
كما تسببت الاشتباكات في مأرب في نزوح مئات اليمنيين، خاصة في مخيم الزور القريب من سد مأرب، بعد وصول الاشتباكات إلى المنطقة.
يسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة المعترف بها، خصوصاً في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي.
من شأن سيطرة الحوثيين على مأرب توجيه ضربة قوية إلى الحكومة المدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية، منذ مارس/آذار 2015، إذ إن شمال اليمن سيصبح بكامله في أيدي الحوثيين، وبالتالي إضعاف موقف الحكومة في المفاوضات.
عربي بوست