السياسية :

مع تراكم الدراسات والتجارب المتعلقة بإنتاج لقاح مضاد لكوفيد 19، يتضاعف أمل الأطباء والخبراء في مواجهة هذا المرض بنجاح، بعد التوصل إلى طريقة أثبتت فعاليتها، وتعتمد على استخدام أجسام مضادة تحاكي جهاز المناعة عند الإنسان وتعمد إلى منع فيروس كورونا المستجد من التسلل والالتصاق بالخلايا البشرية السليمة.

ويثير هذا العلاج الجديد الكثير من الآمال في بلدان عديدة ومنها فرنسا، حيث أكد الناطق باسم الحكومة غابرييل أتال، أن هذا العلاج يخضع للدراسة والبحث.

ويتم انتاج هذا الدواء عبر استخدام أجسام مضادة تسمى “تحييد الأجسام المضادة وحيدة النسيلة أو الجزيئات” وهي أجسام مضادة اصطناعية خاصة ببروتين سبايك، بروتين فيروسي يشارك في العدوى بواسطة السارس- CoV-2. وتمنع تلك الأجسام مرور فيروس كورونا إلى الخلايا، وبالتالي، فإن ذلك العلاج من شأنه الحد من إمكانيات الإصابة بأشكال خطيرة من كوفيد 19 بعد انتقال عدوى فيروس كورونا المستجد إلى الجسم.

وقد تمكنت شركتان على الأقل، من التقدم في تجاربهما، حيث كشفت التجارب عن فعالية كبيرة لهذا العلاج، ومنه، مثلا عند كبار السن من المرضى الذين لا تبدو عليهم أعراض، لأن كبار السن يعانون من شيخوخة الجهاز المناعي، وقد تضعف استجابة أجسامهم المضادة للفيروس. وفي هذه الحالة، فإن الأجسام المضادة أحادية النسيلة المعادلة، لديها فرصة أفضل لتكون فعالة لدى هؤلاء الأشخاص.

ولكي يكون العلاج فعالا، يؤكد المختصون ضرورة استعماله بسرعة بعد الإصابة وعدم الانتظار حتى تتدهور حالة المريض، ومن الأفضل أن يتم ذلك في غضون الثلاثة أيام الأولى بعد اختبار الفحص PCR الإيجابي، وهي المرحلة الأولية التي يحمل المريض خلالها وجودًا قويًا للفيروس في الدم، وقبل ظهور أعراض الجهاز التنفسي في إطار ما يعرف بالمرحلة الالتهابية.

وقد أعلنت مجموعة الأدوية الأمريكية إيلي ليلي Eli Lilly ، التي طورت علاجًا من هذا النوع (يجمع بين الأجسام المضادة المسماة “bamlanivimab” و “etesevimab”) أن علاجها ساعد على تخفيض تقليل حالات الوفيات لدى ٧٠٪، من بين ١٠٣٥ مريضا شملتهم التجربة الثالثة.

كما أعلنت شركة رونيجيرون Regeneron للتكنولوجيا الحيوية عن نتائج مؤقتة إيجابية للمرحلة الثالثة من تجربة REGEN-COV، وهي مزيج من اثنين من الأجسام المضادة، للاستخدام الوقائي، أي حتى قبل الإصابة بالفيروس، وتتعلق البيانات التي تم تحليلها بحوالي 400 مريض. وقد أعلنت الشركة مؤخرًا أن علاجها فعال أيضا ضد السلالة الجديدة للفيروس التي اكتشفت في بريطانيا وبنسبة أقل ضد تلك التي اكتشفت في جنوب إفريقيا.

حتى الآن، لم يكشف عن المعلومات المتوفرة فيما يتعلق بآثار جانبية خطيرة لهذا العلاج، لكن إدارة الغذاء والأدوية في الولايات المتحدة تؤكد وجود أعراض جانبية كالحساسية وبعض ردود الفعل الكلاسيكية إزاء اللقاحات، من قبيل الحمى والرعشة والصداع والغثيان.

ومن مميزات هذا العلاج سهولة إنتاجه، إذ تتم تلك العملية عبر استنساخ خلية واحدة، وبصورة مستمرة ولانهائية، مما يسهل عملية الإنتاج الصناعي، كما يمكن تخزينه في درجة حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات مئوية، وهو ما يسهل عملية النقل أيضا.

وفي شهر نوفمبر / تشرين الثاني، سمحت السلطات الأمريكية باستخدام هذا العلاج، الذي صممته شركة التكنولوجيا الحيوية Regeneron، بصورة عاجلة،  لعلاج دونالد ترامب عندما أصيب بفيروس كورونا الجديد. كما قامت ألمانيا بشراء 200 ألف جرعة في يناير / كانون الثاني، بلغت قيمتها 400 مليون يورو، ما يعادل 2000 يورو للجرعة الواحدة، ما يجعل من هذا العلاج نخبويا بامتياز.