إحتجاجات متواصلة في لبنان على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية
ومحتجون يقطعون الطريق أمام وزارة الداخلية في بيروت واصابات في صفوف الأمن
السياسية – متابعات :
استمرت الاحتجاجات في مدينة طرابلس شمالي لبنان على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في ظل الإقفال العام للبلاد، وشهدت ساحتها مواجهات بين المحتجين والقوى الأمنية، فيما قطع آخرون الطريق أمام وزارة الداخلية في العاصمة بيروت .
وتجمع مئات المحتجين بعد ظهر اليوم الخميس في ساحة عبد الحميد كرامي في مدينة طرابلس وأطلقوا هتافات منددة بالسياسيين. وتوجه عدد منهم إلى سرايا طرابلس وبدأوا برمي الحجارة على المدخل الرئيسي، في محاولة للدخول إلى السرايا كما قاموا برمي قنابل المولوتوف ما أدى إلى اشتعال حرائق متفرقة في باحة السرايا الخارجية.
وقامت القوى الأمنية برمي القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين ومنعهم من الدخول إلى السرايا.
وانطلقت مسيرة من المحتجين في مدينة طرابلس نحو منازل السياسيين بمواكبة من الجيش اللبناني، وقاموا بإفراغ النفايات أمام منازلهم. واستقدموا حاويات للنفايات وأضرموا النيران فيها أمام منزل النائب فيصل كرامي.
من جهة أخرى تجمع عدد من المحتجين أمام وزارة الداخلية والبلديات في محلة الصنائع في العاصمة بيروت وقطعوا الطريق.
وردد المحتجون في بيروت هتافات منددة بما حصل في طرابلس أمس وبتردي الوضع المعيشي وارتفاع سعر صرف الدولار.
وانتقلوا فيما بعد إلى ساحة رياض الصلح في وسط العاصمة وأشعلوا النيران وسط الطريق العام وأطلقوا هتافات منددة بالطبقة السياسية والفاسدين.
وكانت مواجهات اندلعت ليل أمس الأربعاء بين المحتجين والقوى الأمنية في مدينة طرابلس أسفرت عن مقتل مواطن من بين المحتجين وسقوط 226 جريحا من المدنيين والعسكريين.
أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان عصر اليوم الخميس عن إصابة 41 عنصرا وضابطا في مواجهات طرابلس ليل أمس الأربعاء، وحذّرت المخلين بالأمن بأنّها ستكون مضطرّة لاستخدام جميع الوسائل المشروعة وفقا للقوانين.
وقال البيان: “تأسف قوى الأمن لما آلت إليه الأمور من أعمال شغب واعتداءات وأفعال جرميّة نتج عنها سقوط ضحيّة ووقوع إصابات بين المواطنين وإصابة 41 عنصرا وضابطا، 12 منهم أُصيب من جرّاء رمي القنابل اليدويّة من بينهم إصاباتٍ بليغة وتحت المُراقبة الطبيّة”.
وأضاف البيان على “المخلّين بالأمن عدم الاعتداء على الممتلكات العامّة والخاصّة وعلى عناصر ومراكز قوى الأمن”.
وأشار إلى أنّ “قوى الأمن ليست المسؤولة عن تدهور الأوضاع الاقتصاديّة والمعيشيّة في لبنان وبخاصّة في طرابلس، لا بل تبقى هي الأمل والضّمانة -في هذه المرحلة المصيريّة والحسّاسة-لأمن المواطنين”.
ولفت إلى أن التّصعيد بدأ “من قبل بعض المشاركين في التّظاهُرة برمي الحجارة وحرق غرفة حراسة السراي وباب التفتيش بمادة البنزين، وتزايدت وتيرة أعمال الشغب عند محاولات دخول عدد من الشبان إلى قصر العدل وأقدموا على خلع البوابة الرئيسية وبدأوا برمي الحجارة تجاه العناصر والآليات”.
ولفت البيان إلى أنه ” في الساعة 2115 تحوّلت ساحة التظاهُر إلى ساحة معركة بكلّ ما للكلمة من معنى، حيث تمادى المُشاغبون بإلقاء قنابل مولوتوف وصل عددها إلى أكثر من 300 قنبلة، ومن ثمّ تمّ رمي 3 قنابل حربيّة روسيّة الصّنع باتجاه مداخل السّراي والباحة الرئيسيّة”، حيث انفجرت منها اثنتان وأسفر الانفجاران عن إصابة عدد من الضبّاط والعناصر وتضرّر عدد من الآليّات.
وأضاف البيان أن القوّة نفذت عمليّة حفظ الأمن والنّظام بإجراءات تصاعديّة مشروعة ومتناسبة بحسب القوانين المرعيّة للدّفاع المشروع عن حياة العناصر والمراكز والأماكن، عبر إطلاق النّار في الهواء تحذيرًا وتنفيذ عمليّة التفريق، ومع ذلك أصرّ البعض على الهُجوم على العناصرّ ممّا اضطّرهم إلى إطلاق النار بشكل دفاعي حفاظا على حياتهم.
* المصدر : رأي اليوم