“ألوية الوعد الحق” يُعلن استهداف قصر اليمامة في السعودية
والرياض تتحدّث عن اعتراض صاروخ استهدف مطار العاصمة.. و”أنصار الله” تنفي.. هل التنظيم من أبناء الجزيرة العربية فعلاً.. أم فصيل عراقي في محور المقاومة؟ وهل سيضرب دبي أم هي رسالة سياسية وصلت إلى بريد أصحابها؟
السياسية – رصد :
هل تم استهداف السعودية من داخلها؟ وهل تم قصف قصر اليمامة بالمملكة؟ وهل تنظيم الوية “الوعد الحق” تنظيم سعودي معارض للحكومة السعودية ام خليجي ام هو امتداد لفصائل محور المقاومة؟ ام اسم لا وجود له؟ ومن اي جغرافيا تم استهداف السعودية مؤخرا؟
تلك أسئلة شغلت بال المراقبين والرأي العام المتابع للإعلان السعودي عن اعتراض صاروخ باليستي استهدف مطار الرياض، ما أدى إلى وقف حركة الملاحة فيه، وعلى الفور اتهمت السعودية حركة أنصار الله الحوثية في اليمن. إلا أن الحركة وفي بيان نفت اي علاقة لها بالاستهداف واكدت انها لم تقم باي عمليات عسكرية خلال هذه الفترة، وانها اذا قامت بذلك فإنها ستعلن عنه بكل فخر. رغم ذلك تصر المصادر السعودية على أن الصاروخ انطلق من داخل اليمن.
وبشكل مفاجئ ظهرت إلى العلن جماعة تعلن عن نفسها لأول مرة وتتبنّى الهجمات وتضيف تفاصيل عن الهجوم ألوية الوعد الحق (أبناء الجزيرة العربية) تنظيم جديد مجهول يقول انه قصف العاصمة السعودية الرياض بطائرات مسيرة.
وتؤكد الجماعة بحسب بيان رسمي لها قالت فيه “بعد تمادي أعراب الخليج في جرائمهم بحق شعوب المنطقة ومواصلتهم دعم عصابات الإجرام الداعشي والجماعات التكفيرية التي أوغلت بدماء الأبرياء،هاهم أبناء الجزيرة العربية يوفون بوعدهم ويرسلون طائرات الرعب المسيرة إلى مملكة آل سعود ويدكون حصونهم في قصر اليمامة وأهداف أخرى في الرياض ويعلنون بداية نقل معادلة الردع إلى داخل مشيختهم ثأرا لدماء الشهداء”.
وتوعّدت الجماعة في البيان أن “تكون الضربة القادمة على ما وصفه بأوكار الشر في دبي إذا ما تكررت جرائم محمد ابن سلمان ومحمد ابن زايد”.
من البيان المنشور لتنظيم “ألوية وعد الحق” يؤشر إلى أن الجماعة من داخل الجزيرة العربية وهو ما يطرح احتمال أن يكون الاستهداف من داخل الأراضي السعودية. ولكن ثمة تناقض كبير بين إعلان السعودية عن اعتراض صاروخ باليستي، وإعلان الحركة عن إرسال طائرات مسيرة. كذلك إعلان السعودية أن المستهدف هو مطار الرياض، بينما قال بيان الحركة الوليدة إن القصف استهدف قصر اليمامة.
فما هي الحقيقة؟ ولماذا هذا التناقض في البيانات. وهل هو صاروخ بالستي تم اعتراضه أم طائرات مسيرة ضربت أهداف عديدة في الرياض؟
الجدير بالتنويه هو أن هذا الهجوم لجماعة مجهولة ليس الأول من نوعه، ففي الشهر الماضي نفّذت جهة مجهولة هجوما كبيرا على مطار عدن في لحظة نزول أعضاء الحكومة اليمنية الجديدة القادمين من الرياض، وأكدت المعلومات والبيانات حينها أن لا علاقة لحركة أنصار الله بهذا الهجوم على المطار، ورغم تشكيل لجنة تحقيق إلا أنها لم تُحدّد بعد الجهة التي نفّذت الهجوم.
ترجح بعض الفرضيات أن تكون فصائل مقاومة عراقية وراء الهجمات الأخيرة على السعودية ردا على الهجمات الانتحارية التي نفذها تنظيم داعش في بغداد، اذ ركزت وسائل اعلام عراقية على هوية المنفذين السعودية. فضلا عن هجمات تنظيم داعش أول أمس على قطعات الحشد الشعبي شرقي محافظة صلاح الدين ما أدى إلى مقتل قيادات ميدانية كبيرة في الحشد وعدد من المقاتلين.
كما أن البيان المنشور لجماعة “ألوية الوعد الحق” يشير إلى مسألة الثأر للشهداء في العمليات الإرهابية. ولكن هل تم استهداف الرياض انطلاقا من الأراضي العراقية هذه مسألة تحتاج إلى دلائل وإثبات والبحث في القدرة والإمكانات.
اللافت كذلك أن هذه الهجمات وهذا التصعيد حيال الرياض، يأتي في وقت تُطرح فيه مبادرات للحوار بين السعودية وإيران. وتعلن فيه طهران عن ترحيبها بأي حوار مع الرياض. وفي وقت تستعد فيه إيران إلى معركة في المجال الدبلوماسي والتفاوضي مع الإدارة الأمريكية الجديدة تأمل فيه إيران أن تخفف بعض القيود والعقوبات على نشاطها الاقتصادي، ومن غير المتوقع أن تلجأ طهران أو اطراف محور المقاومة إلى التصعيد تجاه السعودية أو الولايات المتحدة في الشق العسكري في هذه الظروف.
البيان المنشور لتنظيم “ألوية الوعد الحق” يتوعّد الإمارات ودبي تحديدا بالاستهداف لاحقا، وهذا هو المعيار الأوضح لمعرفة مدى جدية هذا التنظيم وهذا المسار في التصعيد، وإذا ما كان سيكمل في العمليات ويُوسّع مداها ونوعيتها أم أنه ستكون عملية بمثابة الرسالة السياسية التي وصلت إلى بريد أصحابها.
* المصدر : رأي اليوم – ـ كمال خلف
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع