السياسية – رصد:

أثارت الخطوة التي اتخذتها وزارة الخارجية الأمريكية في الإدارة السابقة بتصنيف جماعة “أنصار الله” في اليمن كمنظمة إرهابية قبل ساعات من رحيلها عن البيت الأبيض ردود فعل كثيرة، معظمها كان يرى أنها تعقد الحل السياسي وتطيل من أمد الحرب.

وبعد أيام قليلة من وصول بايدن إلى البيت الأبيض وتسمية الوزراء المرشحين، أعلن وزير الخارجية في الإدارة الجديدة بلينكين عن مراجعة القرار والسعي لوقف الحرب… ما تأثير تلك الخطوة… وكيف استقبلها اليمنيون؟

يقول الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء عبد الله الجفري، إن الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هو حزب “إرهابي”، لكن الحزب الديمقراطي الذي يمثله بايدن هو حزب معتدل، لكن في النهاية السياسة الأمريكية ثابتة لا تتغير معاييرها بتغير الرؤساء الذين يأتون ويغادرون، لكن الاختلاف هو أن لكل شخص من هؤلاء طريقة في التفكير حول كيفية معالجة الملفات في الشرق الأوسط والبلدان الأخرى.

سياسات متهورة

وأضاف لـ”سبوتنيك”، “عندما كنا نشاهد ترامب، نراه رجل متهور وبلطجي وغير متزن سياسيا، وهذا خطأ في حق أمريكا كدولة ديمقراطية عمرها أكثر من 250 عام، وقد شاهدنا لأول مرة في تاريخ هذا البلد أن يتم اقتحام والدخول إلى مبنى الكونجرس من جانب البلطجية، فهذا الأمر غير مسبوق، ما يؤكد أن ترامب لا يمتلك أي قدر من الفهم سواء كان في السياسة أم في الاقتصاد والعلاقات الخارجية، إذا عندما وضع بايدن ملف اليمن وملفات أخرى هو ومرشح الخارجية على طاولته في الساعات الأولى لدخوله البيت الأبيض، وأنه سيتم إعادة النظر في القرار السابق للخارجية بتصنيف “أنصار الله” منظمة إرهابية، لأنهم يدركون أن هذا القرار خطأ ومتهور، حيث حاول ترامب في أيامه الأخيرة تحقيق مكاسب سياسية حتى يعد رئيسا ناجحا بعد الخروج من الحكم، فإذا كانت حركة أنصار الله منظمة إرهابية، لماذا تأخر قرراره 4 سنوات منذ توليه دفة الحكم”.

خلط الأوراق

وتابع الخبير الاستراتيجي، هذا التخبط “الترامبي”، كان وراء تلك الاضطرابات، وقام بتوريط الولايات المتحدة في الكثير من الملفات الخارجية ولم يعرف كيف يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، خاصة بعد عملية اقتحام الكونجرس في بداية هذا الشهر أثناء التصديق على فوز بايدن.

وأكد الجفري، أن “الإدارة الجديدة في البيت الأبيض تريد أن تكون هناك تسوية في الشرق الأوسط وفي اليمن بصفة خاصة، وهو ما يعني أن الجانب الدبلوماسي في تلك الإدارة يختلف عن الإدارات السابقة، وأيضا ما درا من تفعيل قانون عدم تصدير السلاح للسعودية والذي يستخدم في حرب اليمن هو مؤشر طيب، كما أن بايدين يحاول اليوم مغازلة إيران فيما يتعلق بالاتفاق النووي الذي ألغاه ترامب، وسوف تدفع أمريكا فاتورة ما فعلته الإدارة السابقة في البيت الأبيض”.

رؤية مختلفة

من جانبه قال رئيس مركز جهود للدراسات باليمن الدكتور عبد الستار الشميري، “من الواضح أن الإدارة الأمريكية الجديدة في واشنطن تنظر بمنظار آخر للوضع في اليمن، وهذا ليس بجديد فقد تحدث الديمقراطيين في تصريحات سابقة عن هذا الموضوع، حيث يضع الديمقراطيون الوضع الإنساني في اليمن كأولوية بغض النظر عما يحدث أو تقوم به حركة أنصار الله”.

وأضاف لـ”سبوتنيك”، “لذلك من المتوقع أن يعاد النظر في القرار وأن يدرج ضمن قائمة المباحثات الجديدة بين واشنطن وإيران، واعتقد أن هذا القرار الأمريكي سيكون أحد الأوراق الجديد التي تستفيد منها الإدارة الجديدة في الحوار مع طهران وتحسين شروط التفاوض فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني”.

شروط التفاوض

وتابع الشميري، إن “القرار جاء في الأيام الأخيرة لترامب ولم يكن قد بلغ مداه في التأثير على أنصار الله”الحوثيين” مع وصول بايدن للبيت الأبيض، حيث أن تلك الجماعة ليس لها مصالح عميقة في الخارج مع الشركات والبنوك، وتنحصر مصالحها داخليا، ولذا لم يكن للقرار الأمريكي تأثير مباشر على الوضع في اليمن ولا حتى على حسم المعركة، لكن تأثير القرار مستقبلا لو بقي سيكون على شروط التفاوض السياسي إذا ما حدث ذلك”.

بدأت وزارة الخارجية الأمريكية مراجعة لقرار تصنيف “الحوثيين” كـ “منظمة إرهابية”، حسبما أكد متحدث باسم الوزارة لوكالة “سي إن إن” اليوم  السبت.

وقال المتحدث: “مثلما قال وزير الخارجية المُعين بلينكن، لقد بدأت وزارة الخارجية مراجعة لتصنيف أنصار الله منظمة إرهابية”، وتابع قائلا: “لن نناقش الأمر علنا أو نعلق على الشؤون الداخلية المتعلقة بالمراجعة، لكن، نظرا لحدوث كارثة إنسانية في اليمن نحن بأسرع ما يمكن على إجراء مراجعة واتخاذ قرار”، حسب قوله.

وكان قد صنف وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية في آخر 11 ساعة لإدارة ترامب، وهي الخطوة التي يخشى دبلوماسيون وأعضاء الكونغرس ومنظمات المساعدات الدولية بأنها قد تشعل الوضع على الأرض في اليمن، وستُقوض جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة وستعزز الأزمة الإنسانية في البلاد.

ورغم مراجعة القرار، أكد المتحدث أن الخارجية “تؤمن بقوة” بضرورة تغيير أنصار الله سلوكهم، وحملهم مسؤولية كبيرة للكارثة الإنسانية والفوضى اللتين يشهدهما اليمن، لكنه أوضح قائلا: “في الوقت نفسه علينا أن نتأكد من أننا لا نعيق تقديم المساعدات الإنسانية”، حسب قوله.

وأكد المسؤول الأمريكي أن بلاده ستدعم جهود المبعوث الأممي لليمن، مارتن غريفيث، لحث أطراف النزاع على التوصل لاتفاق سياسي لحل الأزمة.

وكان قد كشف بلينكن في جلسة استماع في الكونغرس الثلاثاء الماضي ، أن بلاده ستوقف دعم الحملة السعودية في اليمن، لكنه أكد في الوقت نفسه أن على واشنطن أن تناقش هذا الأمر مع شركائها في الرياض.

* المصدر: سبوتنيك

* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع