السياسية – متابعات :

الخبر:

تشير الأنباء والتقارير إلى أن الرئيس المصري، خاصة بعد الاجتماع الأخير لمجلس التعاون الخليجي في العلا بالسعودية ، قد عقد الجزم على الاقتراب من تركيا أکثر من ذي قبل.

الإعراب:

في حين أن الخلاف الأهم بين مصر وتركيا هو الملف الليبي ، إلا أن الأدلة تظهر أن رغبة السيسي في الاقتراب من أردوغان أقوى من أن تشکل عائقًا أمام التقارب بين البلدين. بالطبع ، هذا التعبير عن الرغبة يتعلق بتغيير الوضع في المنطقة أكثر من أي شيء آخر. كان السيسي قد رسم مؤخرًا خطوطًا حمراء خطيرة للغاية بوجوده الشخصي على الحدود الغربية لبلاده لتقريب الأتراك من مصر في ليبيا.

إن الاجتماع الأخير لمجلس التعاون الخليجي وتجاهل مصر قد تحول الآن إلى غضب السيسي علی الأشقاء العرب. الغضب عارم لدرجة أن السيسي ، على الرغم من الخلافات الأيديولوجية القوية مع تركيا ، اختار الاقتراب من أردوغان للانتقام من إخوانه العرب غير الأوفياء ، وإلى حد ما تعويض تكاليف وقوفها علی مدی ثلاث سنوات ونصف مع السعودية والإمارات والبحرين ضد قطر.

الحقيقة أن مصر أثبتت أخوتها للسعودية والإمارات والبحرين في قضية حصار قطر. لکن تقارب البلدان الثلاثة هذه مع قطر دون أخذ مصر بنظر الاعتبار قد کلف السيسي غاليا لدرجة أنه مع العلم بأن ترکيا لها صلاتها مع الإخوان المسلمين أکبر منافسي السيسي هذا وأنها لم تؤيده في محاولة الانقلاب ضد الرئيس الفقيد مرسي لکنه رغم هذا قد أصر علی الارتماء في أحضان ترکيا بهدف الانتقام من إخوته الثلاثة الغادرة وأن يضع الملف الليبي علی الطاولة لإظهار حسن نواياه.

إن تعشق السيسي للأتراك واحتضان الأتراك له وانفتاحهم عليه أظهر مرة أخرى أن مزاعم التمسك بالأيديولوجيا لبعض الدول لا تعدو حدود مصالحها الخاصة ، وفي الواقع الإيديولوجيا إنما هي أداة وحيدة لخدمة المصالح لا أكثر.

يری السيسي أنه عندما تحتضن السعودية والإمارات والبحرين، رغم عداوتها طويلة الأمد مع أيديولوجية الإخوان، قطر المدافع عن الإخوان فلماذا تضيع مصر هذه الفرصة ولا تستغل مصالحها المحتملة المترتبة علی اقترابها من تركيا الإخوانية الهوی؟

ومن المحتمل أيضًا أن تطمح مصر ، في ضوء اقترابها الاستراتيجي من تركيا ، إلی التخلص من هجمات الإعلام القطري ، وخاصة قناة الجزيرة.

كما يظهر هذا القرب أن الخاسرين الرئيسيين في حصار قطر هم الدول الأربع التي حاصرت هذا البلد. بطبيعة الحال ليس من غير المتوقع في القريب العاجل أن تصطف هذه البلدان الثلاثة أيضا وراء أبواب أنقرة للحصول على إذن لدخول تركيا؛ وإن أشعلت السعودية بالفعل مصباح العلاقات مع تركيا وأرسلت وزير خارجيتها قبل نحو شهر إلى النيجر لتقبيل يد وزير الخارجية التركي.

* المصدر : قناة العالم