اليمن: الانتقالي الجنوبي يحاول طمس معالم القصف الصاروخي الذي استهدف أعضاء الحكومة أثناء وصولهم مطار عدن
السياسية – رصد:
خالد الحمادي
ذكر مصدر أمني ان المجلس الانتقالي الجنوبي يحاول جاهدا السعي إلى (طمس) معالم وآثار القصف الصاروخي الذي استهدف أعضاء الحكومة الجديدة أثناء وصولهم مطار عدن الدولي الأربعاء الماضي، والذي ذهب ضحيته 26 قتيلا و110 جريحا وفقا لوزارة الصحة، قبل استكمال التحقيقات الأمنية في القضية وتحديد الجهة التي تقف وراء هذا الحادث.
وقال لـ”القدس العربي” إن “مسؤولين في المجلس الانتقالي الجنوبي، يسعون إلى طمس معالم وآثار القصف الصاروخي الذي طال مطار عدن أثناء وصول أعضاء الحكومة، الأربعاء الماضي، قبل استكمال التحقيقات الأمنية والفنية في هذه الحادثة، في محاولة منهم لصرف الأنظار عن الجناة الحقيقيين الذين يقفون وراء هذه العملية الاجرامية”.
وأوضح أنه في حين لم تعلن أي جهة حتى اللحظة مسؤوليتها عن الوقوف وراء هذه الحادثة “قام بعض المسؤولين الحكوميين بالتبرع بتوجيه أصابع الاتهام نحو جماعة الحوثي، منذ الوهلة الأولى، حتى قبل تشكيل الرئيس عبدربه منصور هادي لجنة تحقيق أمنية بقيادة وزير الداخلية اللواء الركن ابراهيم حيدان، لمعرفة الجهة التي تقف وراء هذه العملية”.
مشيرا إلى أن اتهامات بعض المسؤولين الحكوميين لجماعة الحوثي كان (اتهاما سياسيا) من قبيل أن الحوثيين أصبحوا العدو الواضح للشرعية الذين توجه اليهم كافة الانتهاكات بحكم انهم الخصم الواضح في المعركة الانقلابية ضد الدولة.
وأكد عدم وجاهة هذه الاتهامات المتسرعة نظرا لأن الوضع في محافظة عدن مختلف تماما عن باقي المحافظات، حيث “هناك أطراف أخرى مناهضة للشرعية، ومن مصلحتها الانقضاض عليها” في اشارة إلى أطراف في المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الامارات العربية المتحدة.
وكانت التفجيرات الصاروخية التي طالت مطار عدن الاربعاء المنصرم وقوبلت بإدانات عربية ودولية واسعة أسفرت عن سقوط 26 قتيلا و 110 مصابا على الأقل، أغلبهم من المدنيين، وفقا للتقرير الأولي الصادر عن وزارة الصحة العامة في الحكومة الشرعية.
وكان الانتقالي الجنوبي شارك بالحكومة الجديدة المشكّلة الأسبوع قبل الماضي بخمس حقائب وزارية من أصل 24 وزارة، والذي لا تزال ميليشياته هي المسيطرة على العاصمة الحكومية المؤقتة عدن والمسؤولة عن الوضع الأمني فيها، والذي رفض سحب قواته من عدن كشرط لمشاركته في الحكومة وفقا لاتفاق الرياض، ما اضطر السعودية إلى اقناع الرئيس هادي بتشكيل الحكومة قبل تنفيذ الجانب العسكري والأمني المتعلق بسحب ميليشيا الانتقالي الجنوبي المدعوم اماراتيا من محافظة عدن، لانقاذ اتفاق الرياض الذي تعثر تنفيذه لأكثر 13 شهرا.
وعلمت “القدس العربي” من مصدر حكومي أن تحركات حثيثة منذ الوهلة الأولى قامت بها أطراف في الانتقالي الجنوبي لإزالة آثار حادثة القصف الذي طال مطار عدن الدولي، الأربعاء الماضي، والذي تزامن مع وصول الحكومة إلى محافظة، ولكنه لم يصب أي من أعضاء الحكومة، نظرا لتأخر نزولهم من الطائرة التي أقلتهم من الرياض إلى عدن.
وكشف أن “هناك استهدافا واضحا لأعضاء الحكومة بهذا القصف وأن الهدف كان القضاء على أعضاء الحكومة” مشيرا إلى أن مسلحين يعتقد أنهم تابعين لنائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك، المدعوم إماراتيا، قاموا بالهجوم على بعض وزراء الحكومة في مطار عدن عقب وقوع القصف، وحاولوا القيام بعملية اغتيال لهؤلاء الوزراء في مدرج المطار أثناء استقلالهم للسيارات التي حاولت نقلهم إلى قصر معاشيق الرئاسي في حي كريتر، وتم انقاذ حياتهم بواسطة تدخل عاجل من قبل عربات مدرعة تابعة للقوات السعودية المرابطة في محافظة عدن.
وأشار إلى ان هناك مسئولين حكوميين من أتباع المجلس الانتقالي الجنوبي اتخذوا قرارات بسرعة إصلاح الأضرار التي لحقت بمطار عدن الناجمة عن الانفجارات الصاروخية، قبل استكمال التحقيقات الأمنية وإعلانها للجمهور لمعرفة الجهة التي تقف وراء ذلك، بذريعة السعي إلى إعادة تأهيل المطار بشكل عاجل كونه المطار الوحيد بعد مطار سيئون المسموح بحركة الملاحة الجوية فيه من قبل التحالف العربي.
وكشفت فيديوهات عديدة خروج مدير شرطة محافظة عدن السابق، شلال شائع، من الطائرة الحكومية قبيل وقوع الانفجارات بعدة دقائق ومغادرته للمطار بسيارة مدرعة إماراتية، والذي كان قد أقاله الرئيس هادي قبل عدة أشهر غير أنه ظل يرفض تسليم منصبه الأمني للمعين خلفا له حينذاك. واظهرت الفيديوهات حضور كثيف لأتباعه حتى سلّم الطائرة لاستقباله بالهتافات “يا شلال سير سير.. نحن بعدك للتحرير” في إشارة إلى استقلال الجنوب عن الشمال، كما هو الهدف الرئيس المعلن للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وسعى نشطاء ومسئولون في المجلس الانتقالي الجنوبي إلى اختلاق قضايا جانبية خلال اليومين الماضيين لإبعاد الأنظار عن قضية التحقيقات في حادثة تفجيرات مطار عدن، فيما أعلن بعضهم التنصل عن التزام الانتقالي الجنوبي بالجانب العسكري والأمني في اتفاق الرياض والذي يقضي بانسحاب ميليشيا الانتقالي الجنوبي عن محافظة عدن، وهو ما أكده القيادي في الانتقالي الجنوبي الدكتور عيدروس النقيب الذي قال في رسالة وجهها لرئيس الوزاراء معين عبدالملك انه قد “جرى تنفيذ متزامن للشق العسكري والأمني مع الشق السياسي من اتفاق الرياض” في إشارة إلى أنه لن يتم تنفيذ أي شيء آخر متعلق بالجانب الأمني والعسكري، أكثر مما هو حاصل الآن.
ونتيجة للتصعيد السياسي والأمني من قبل الانتقالي الجنوبي فشل مجلس الوزراء في اجتماعه الأول في محافظة عدن الخميس الماضي في مناقشة موجهات البرنامج العام للحكومة، وأرجعت الحكومة رسميا أسباب ذلك الفشل إلى مبرر وقوع “الحدث الاستثنائي في الهجوم الإرهابي على مطار عدن والذي أراد من خلاله من خطط له ونفذه محاولة عرقلة توحيد الصف الوطني وتنفيذ اتفاق الرياض، واستعادة الدولة واستكمال إنهاء الانقلاب” وهي محاولة حكومية للحفاظ على الشراكة لأطول فترة ممكنة مع الانتقالي الجنوبي الواقعة تحت قبضته الأمنية في محافظة عدن.
* المصدر: القدس العربي
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع