السياسية – وكالات:

تنطلق في أوروبا صباح اليوم الأحد برنامج تطعيم عابرا للحدود على نطاق غير مسبوق في إطار الجهود المبذولة للقضاء على جائحة كوفيد-19 التي عرقلت اقتصادها وأودت بحياة أكثر من 1.7 مليون نسمة في أنحاء العالم.

وكانت القارة التي يبلغ عدد سكانها 450 مليونا قد أبرمت عقودا مع عدد من الموردين للحصول على أكثر من ملياري جرعة لقاح، وهي تهدف لتطعيم جميع سكانها البالغين خلال العام القادم.

ورغم أن في أوروبا بعضا من أفضل أنظمة الرعاية الطبية والموارد الصحية في العالم، دفع حجم الجهود الهائل دولا للاستعانة بالأطقم الطبية المتقاعدة في حين خففت دول أخرى القواعد التي تحدد من هم المسموح لهم بالقيام بالحَقن.

وتظهر عمليات المسح ترددا كبيرا حيال اللقاح في دول من فرنسا إلى بولندا، لكن قادة دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين يروجون للقاح على أنه أفضل فرصة للعودة إلى قدر من الحياة الطبيعية العام القادم.

فقد أوضحت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية التي تنسق البرنامج في تغريدة: “نبدأ طي صفحة سنة صعبة… التطعيم هو السبيل الدائم للخروج من الجائحة”.

وكانت المجر قد بدأت أمس السبت بإعطاء جرعات لقاح فايزر- بيونتيك للعاملين في الخطوط الأمامية بمستشفيات العاصمة بودابست.

وتعتزم دول من بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا والنمسا والبرتغال وإسبانيا بدء تطعيمات للجماهير تبدأها بالعاملين في المجال الصحي اليوم الأحد. وبدأت دول خارج الاتحاد الأوروبي هي بريطانيا وسويسرا وصربيا التطعيم بالفعل في الأسابيع الأخيرة.

ويمثل توزيع جرعات فايزر-بيونتيك تحديات صعبة حيث يجب تخزين اللقاح في درجات حرارة منخفضة جدا تصل إلى حوالي 80 درجة تحت الصفر.

وتسلمت فرنسا أمس السبت الشحنة الأولى من اللقاح المكون من جرعتين، وستبدأ الحملة في منطقة باريس الكبرى ومنطقة بورغوندي-فرانش-كومتيه.

من جهتها، أعلنت ألمانيا أن شاحنات في طريقها لتسليم اللقاح لدور رعاية المسنين التي تتصدر قائمة متلقي اللقاح اليوم الأحد. وإلى جانب المستشفيات ودور الرعاية، سيتم استخدام صالات رياضية ومراكز اجتماعات أصبحت خاوية بسبب إجراءات الإغلاق.

أما إيطاليا، ستُستخدم أجنحة رعاية صحية مؤقتة تعمل بالطاقة الشمسية في ساحات المدن في أنحاء البلاد، وقد صممت على شكل زهرة الروزماري ذات الأوراق الخمسة، رمز الربيع.

وفي إسبانيا، يجري نقل الجرعات جوا إلى الجزر وإلى جيبي سبتة ومليلة في شمال أفريقيا. وتنشئ البرتغال وحدات تخزين باردة من أجل أرخبيلي جزر الآزور وماديرا في المحيط الأطلسي. وقالت وزيرة الصحة البرتغالية مارتا تيميدو للصحفيين “ثمة بارقة أمل الآن، دون أن ننسى أن أمامنا معركة صعبة جدا”.