المصالحة الخليجية: هل يؤثر اتهام قطر للبحرين بانتهاك مجالها الجوي على مساعي المصالحة؟
السياسية – رصد:
تناولت صحف عربية الاتهامات التي وجّهتها قطر إلي البحرين بشأن قيام مقاتلات من سلاح الجو البحريني باختراق الأجواء القطرية.
وأبلغت قطر مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة عن ” خروقات جوية من قبل أربع طائرات مقاتلة بحرينية اخترقت الأجواء القطرية في يوم الأربعاء الموافق التاسع من ديسمبر/كانون الأول 2020″.
من جهتها، نفت وزارة الخارجية البحرينية اتهامات قطر، ووصفتها بأنها “ادعاء لا مسؤول وعار عن الصحة ولا يمت للحقيقة بصلة”.
“المشاغبة الجوية”
تقول صحيفة القدس العربي في افتتاحيتها: “في خطوة تصعيد ترفع منسوب التوتر في الخليج العربي قامت أربع مقاتلات بحرينية باختراق أجواء قطر ومياهها الإقليمية، مما دفع السلطات في الدوحة لإبلاغ مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة عن هذا الخرق لمجالها الجوي باعتباره تهديدا لأمن المنطقة”.
وتضيف الصحيفة: “يجري ذلك على خلفية مباحثات حل أزمة الخليج التي تقودها الكويت، وكان لافتا فيها خبر إصدار الديوان الملكي السعودي أمرا عاجلا إلى كافة الجهات في المملكة بوقف الهجوم الإعلامي على قطر، وكان واضحا أن سلطات البحرين والإمارات تحاولان وضع العراقيل أمام الحل”.
وتتابع القدس العربي: “في ظل محاولة الرياض لضبط حركات حلفائها في حصار قطر، يبدو الموقف البحريني مثيرا للتساؤل، لكنه يكتسب مفارقة سياسية أكبر حين يتم تظهيره على خلفية مواقف المسؤولين البحرينيين (والإماراتيين طبعا) المتحمسة لإسرائيل، والناشطة بكل الاتجاهات لتمتين العلاقات الأمنية والمالية معها، وهي مواقف تجاوزت حدود المنطق وصارت أقرب لإعلانات فضائحية عن التعاطف مع المستوطنين واليمينيين المتطرفين في إسرائيل”.
وتمضي الصحيفة قائلة: “عبر أشكال المشاغبة الجوية والبحرية المفتعلة، تحاول سلطات البحرين، التي خضعت للنفوذ السعودي لعقود، مدفوعة على الأغلب بالمثال الإماراتي، وبنشوة العلاقة المستجدة مع إسرائيل، للقول إن لها، هي أيضا، رأيها في موضوع التوازنات الخليجية”.
الأزمة الخليجية: كيف يمكن تحقيق المصالحة بين قطر ودول المقاطعة؟
وتقول صحيفة الشرق القطرية في افتتاحيتها: “إن هذه الأعمال الاستفزازية وغير المسؤولة من البحرين تعتبر تصعيداً يرفع من حدّة التوتر في المنطقة، التي لا تحتاج إلى المزيد من مثل هذه الأفعال. لقد وضعت دولة قطر مجلس الأمن والأمم المتحدة أمام مسؤولياتها لاتخاذ ما يلزم وفق أحكام ميثاق الأمم المتحدة لوضع حد للانتهاكات البحرينية من أجل الحفاظ على السلم والأمن والاستقرار الدوليين والإقليميين”.
وتضيف الصحيفة: “حرص دولة قطر على علاقات حسن الجوار وممارستها لأقصى درجات ضبط النفس، لا يمنعها من الاحتفاظ بحقها الكامل في الرد على أي انتهاكات انسجامًا مع حقها السيادي المشروع، واتخاذ ما يلزم من إجراءات للدفاع عن حدودها ومجالها الجوي والبحري وأمنها القومي، وفقًا لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
“التصعيد الإعلامي”
قالت صحيفة رأي اليوم في افتتاحيتها إن “من يتابع وسائل الإعلام القطرية في اليومين الماضيين يجد اهتمامًا غير عادي بالشكوى التي قدمتها دولة قطر… توقيت هذا التصعيد، وما يعكسه من توتر ليس بريئا، وينطوي على أهمية كبيرة أخطر من قياس حجم رد الفعل القطري إعلاميا وسياسيا، مما يوحي بأن وراء الأكمة ما وراءها”.
وأضافت رأي اليوم: “خاصة أن التوتر يأتي قبل أقل من أسبوعين من انعقاد قمة لقادة مجلس التعاون الخليجي في المملكة العربية السعودية، من المفترض أن يشارك فيها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، ويتم خلالها توقيع وثيقة مصالحة تنهي الخلاف بين قطر والدول الخليجية الثّلاث المقاطعة لها”.
ومضت الصحيفة قائلة: “من متابعة الإعلام القطري، وبعض أذرعه، يمكن رصد تجدّد التصعيد الإعلامي وبطريقةٍ لا تقل شراسة للانتقادات ضد الدول الخليجية الثّلاث المقاطعة لدولة قطر، ودولة الإمارات رأس الحربة تحديدا، كما لوحظ أيضا عودة الانتقادات، والهجمات بشكل أصح للمملكة العربية السعودية بعد فترة هدوء لم تعمر طويلًا”.
وتقول الصحيفة: “أيا كانت الأسباب التي دفعت مملكة البحرين لإرسال هذه الطّائرات، واختراق الأجواء القطرية، أو كيف ستتطوّر حالة التوتر هذه، والرسائل الخفية من جرائها، فما يمكن قوله إن المصالحة الخليجية تواجِه أزمة، وقد تعود الخلافات إلى المربع الأول، وما يخشاه الكثيرون أن تتطور إلى ما هو أسوأ، ونكتفي بهذا القدر في الوقت الراهن”.
الأزمة الخليجية: وزير خارجية قطر يقول إن بلاده متفائلة لكن جميع المشاكل لن تُحل في يوم واحد
أما صحيفة أخبار الخليج البحرينية فنقلت عن وزارة الخارجية البحرينية قولها إن “ادعاء السلطات القطرية قيام أربع مقاتلات من سلاح الجو الملكي البحريني باختراق الأجواء القطرية هو ادعاء لا مسؤول، وعار من الصحة، ولا يمت للحقيقة بصلة”.
وأضافت الصحيفة: “أثناء تنفيذ طلعة جوية تدريبية مشتركة لطائرتين نوع ف ١٦ تابعتين لسلاح الجو الملكي البحريني وطائرتين من نفس النوع تابعتين لسلاح الجو الأمريكي قامت الطائرات الأربع بالاندماج في تشكيل جوي واحد ومن ثم التوجه إلى أجواء مملكة البحرين عبورًا بأجواء المملكة العربية السعودية، ولم يتم خلال رحلة العودة التحليق على الأراضي القطرية ولم يتم استخدام المجال الجوي القطري”.
وشددت الصحيفة على أن “سلاح الجو الملكي البحريني يتوخى الدقة والحرفية أثناء تنفيذ جميع الطلعات الجوية لضمان عدم الاقتراب من حدود الدول الأخرى”.
المصدر : بي بي سي
– المادة الصحفية تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي ” السياسية”