السياسية – متابعات :

على الرغم من فضح ممارساتها الظالمة وانتهاكاتها التعسفية بحقّ أبناء المنطقة الشرقية عمومًا والقطيف خصوصًا، تواصل السلطات السعودية تنكيلها بهم دون أيّ رادع.

قبل أسابيع قليلة، شنّت الأجهزة الأمنية حملة مباشرة ضدّ رجال دين بارزين في القطيف. أهالي المحافظة اعتادوا تهوّر النظام ومُسارعته الى توقيفاتٍ لا مُسوّغ قانونيا لها أو حتى منطقيا. في كلّ مرة، يُثبت آل سعود أنهم منبتٌ للجور والطغيان، لا للعدالة والإنصاف. أمّا مسرحية حقوق الإنسان التي يدّعون تبنّيها، فليست سوى عرض هزليّ لا ينجح في إقناع أيّ جهة تنادي بالمعايير الإنسانية، أو أيّة منظمة تتخذ من حرية الرأي والتعبير هدفًا وشعارًا.

بحسب مصادر خاصة من داخل القطيف، العمليات الأمنية المُباغتة ضدّ الأهالي وشخصيات بارزة في المنطقة لا يبدو أنها ستتوقّف بل تجنح الى ما هو أوسع.

في حديثها لـ”العهد”، توثّق المصادر عدد الاعتقالات والاقتحامات التي حصلت مؤخرًا في القطيف والأحساء، فتوضح أنها وصلت الى حدود الـ33 عملية طالت المنازل الآمنة والاستراحات، فيما بلغ عدد التوقيفات 34 شملت علماءَ وشبابًا وشاباتٍ من خلال نصب نقاط تفتيش مُفاجئة وتسطير استدعاءات بالجملة.

على صعيد محاكمة معتقلي القطيف والأحساء، تُبيّن المصادر أن 35 معتقلًا بشكل تعسفي وعلى خلفية سياسية بحتة حوكموا بطريقة سرية دون معرفة تفاصيل جلساتهم القضائية، في ظلّ حرمان ذويهم من أيّة معلومات قد تُطمئنهم وتمنحهم صورة جليّة لمصيرهم في الزنازين.

من بين هؤلاء السجناء المظلومين، تقبع 3 نساء داخل المعتقل (سيدة من عائلة سليمان الدخيل من أهالي جزيرة تاروت، وسيدتان من عائلة عبد العال التاروتي من حيّ أم الجزم) ، سيقت الى هناك بعد اقتحام منازلهن.

على صعيد العلماء، يتشارك السيد خضر العوامي والشيخ عباس السعيد والسيد هاشم الشخص الوضع نفسه، اختطافٌ في وضح النهار وغموضٌ يُخفي أيّ معطى عنهم وعن سبب سجنهم، إلّا أن الثابت أنهم محتجزون في سجن المباحث في الدمام.

أمّا الرادود الحسيني محمد بو جبارة الذي زُجَّ به في المعتقل، على خلفية تصويره فيديو في “بر الأصفر” في الاحساء بمناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين مع 14 آخرين، فآخر المعلومات وفق المصادر تشير الى نقله الى سجن الدمام.

الأصعب في هذا كلّه ما أقدمت عليه السلطات قبل أيام قليلة، عندما هدمت مسجد الإمام الحسين (ع) في الزارة جنوب بلدة العوامية، في تصعيدٍ خطيرٍ يُفسّر حكمًا أنه استهدافٌ بغيضٌ لكلّ من رفع صوته بوجه آل سعود، خاصة أن المسجد كان مقرًّا للشيخ الشهيد نمر باقر النمر يؤمّ فيه المصلّين ويُرشدهم الى الحقّ ودفع الظلم.

حتى الآن، الاقتحامات اليومية طالت 15 بلدة في محافظة القطيف، ونتيجتها رفع أعداد المعتقلين الى ما يزيد عن 200 معتقل من العوامية فقط، ما يُنذر بما هو أسوأ، طالما أن القيادة السعودية لا تُعير اهتمامًا لأية مناشدات حقوقية، ولا يعنيها سوى خنق الحريات والأصوات.

* المصدر : موقع العهد الإخباري – لطيفة الحسيني