عبداللهيان:نحن مع الحكومة الشرعية في صنعاء والشعب اليمني،ولسنا ضد أي يمني آخر
قناة العالم تناقش تطورات المنطقة في حوار مفصل مع أميرعبداللهيان
السياسية – متابعات :
أكد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران حسين أميرعبداللهيان أن الصهاينة لم يستطيعوا ارتكاب جريمة اغتيال الشهيد فخري زاده لوحدهم ومن دون تعاون الأجهزة الأخرى، مشددا على أنه سوف لن يكون لإيران “اتفاق إقليمي” أو “اتفاق صاروخي” على غرار الاتفاق النووي.
وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج “من طهران” أكد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران حسين أميرعبداللهيان أن: هناك شواهد وأدلة كثيرة تؤكد ضلوع الكيان الصهيوني في عملية اغتيال الشهيد محسن فخري زاده، لكن هل كان بمقدور الصهاينة لوحدهم ومن دون الاستعانة بالأجهزة الأميركية أو سائر الأجهزة تنفيذ هذه العملية أم لا.. من المؤكد أنهم لم يستطيعوا، وتفاصيل ذلك قد اتضحت للأجهزة الأمنية الإيرانية، لكن حتى انتهاء التحقيق من المرجح ألا نفصح عن التفاصيل، وننتظر أن تفضي المتابعات الأمنية إلى نتائجها.
وإليكم مقتطفات من أبرز العناوين التي طرحها أميرعبداللهيان في لقاءه مع قناة العالم:
– من المؤكد أن الصهاينة لم يستطيعوا ارتكاب جريمة اغتيال الشهيد فخري زاده لوحدهم ومن دون تعاون الأجهزة الأخرى
– أولى خطوات قانون الإجراءت الاستراتيجية لإلغاء الحظر بدأت قبل حوالي 4 أشهر في مجلس الشورى
– القانون لم يأت ردا على اغتيال الشهيد فخري زاده وحسب، بل هو رد على نقض العهود الأوروبي ورد على إجراءات الحظر الظالمة والأحادية، كردة فعل منطقية وأصولية لإخراج البلاد من إجراءات الحظر الأميركية المكررة واللامتناهية
– تضارب الرؤى والآراء حول قانون الإجراءت الاستراتيجية إنما هو دليل على تعدد وتكثر الأصوات والديموقراطية في إيران
– رغم تطبيق الاتفاق النووي في فترة رئاسة أوباما لكن آليات النقض بدأت في تلك الفترة
– في منطق السياسة الخارجية من السذاجة التفكير بأن مجيء بايدن سوف يكون العصر الذهبي لتطبيق الاتفاق النووي وحل المشاكل التي نعاني منها تجاه الطرف الآخر
– بايدن وقبل أن يستلم الحكم يتحدث عن تكوين تحالف مع أوروبا وعدد آخر من الدول، ويقول بصراحة إن هدفنا من هذا التحالف هو متابعة استراتيجية التصدي لإيران والصين وروسيا
– يتحدث بايدن عن موضوعات أوسع من الملف النووي، فهو يتحدث عن المنطقة والصواريخ الدفاعية الإيرانية، وطبعا هو يريد أن يضع جميع الملفات على الطاولة
– لا نأخذ بالأقاويل الأميركية المضطربة، بل ملاكنا سوف يكون تصرف أميركا مستقبليا
– على بايدن والديموقراطيين أن يقولوا هل أن استراتيجيتهم المقبلة مواصلة العداء مع الشعب الإيراني، أم الصداقة والتعاون السلمي؟
– سوف لن يكون لنا “اتفاق إقليمي” أو “اتفاق صاروخي” على غرار الاتفاق النووي
– على وزير الخارجية الألماني أن يجيب ما الذي فعلوه للشعب الإيراني تجاه نقضهم للعهد في الاتفاق النووي
– لو كانت السعودية راغبة في حوار ثنائي فأهلا وسهلا بها، لكن سوف لن يكون لنا اتفاق نووي ثاني
– تطبيع العلاقات إنما تم بين محمد بن زايد والكيان الصهيوني، ولكن حتى 6 من إمارات العربية المتحدة لم يكن لها دور في هذا التطبيع
– أصلا أين لوزير الخارجية البحريني من ثقل في المعادلات الإقليمية والدولية بحيث نراه يطل علينا من تل أبيب؟ من الأحرى أن يبقى في تل أبيب وحسب
– الصلة التي تربط الأميركان بالصهاينة سوف تجعلهم يتبرصون الفرص لإذلال الحكام العرب في علاقات تطبيعية أكثر
– من دون شك هناك علاقات لحكام الرياض الحاليين وعناصر من العائلة الحاكمة مع الصهاينة
– يبقى الحوار والحل السياسي الحل الوحيد الذي من شأنه أن ينقذ اليمن
– خلال الأعوام الـ5 الماضية باعت بريطانيا أكثر من 6 مليارات دولار من الأسلحة إلى السعودية
– في الأعوام الـ5 الماضية لم يقع حتى انفجار إرهابي واحد في صنعاء أو شمال اليمن الذين يتمتعان بحكم أنصارالله وحلفاءه، لكن بات الجنوب اليمني مرتع الإرهابيين والحروب بالنيابة
– سأم الملك سلمان وابنه محمد بن سلمان من الحرب على اليمن وهم يبحثون على الخروج منها بكرامة، لكن اللاعبين الدوليين الباحثين عن زبائن لأسلحتهم يريدون إطالة أمد هذه الحرب
– القرار لقضية اليمن هو أكبر من الإمارات أو حتى من حكام الرياض
– حضور السفير الإيراني في صنعاء يتضمن هذه الرسالة الواضحة بأننا نقف إلى جانب الحكومة الشرعية والشعب اليمني، وفي نفس الوقت لا نقف بوجه أي يمني آخر
– زيارة فيصل المقداد إلى طهران جاءت عرفانا للجميل بدعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشعب السوري
– هذه الزيارة تدل على أن العلاقات بين البلدين تحظى بالأولوية، وأن سوريا تعتبر الجمهورية الإسلامية شريكا مهما واستراتيجيا في المنطقة
– أنا سمعت مرارا من السيد بشار الأسد أن قال: إن دماء الشعب الإيراني اختلطت بدماء الشعب السوري
وإليكم نص اللقاء الكامل لقناة العالم الإخبارية مع المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران حسين أميرعبداللهيان:
إغتيال الشهيد فخري زاده
العالم: السؤال الأول حول عملية الاغتيال التي تمت قبل عشرة أيام واستهدفت العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، لقد شهدنا قبل عشرة أعوام أيضا سلسلة اغتيالات استهدفت العلماء النووين الإيرانيين، لكن هذه السلسلة انقطعت ويبدو أنها عادت ثانية في الوقت الراهن، ما هو تحليلكم بهذا الشان؟
أميرعبداللهیان: العملية التي تمت ضد العالم الإيراني السيد محسن فخري زاده لم تكن العملية الأولى من هذا النوع، وكما أشرتم فإنه وخلال الأعوام الماضية تم تنفيذ سلسلة عمليات واغتيالات استهدفت العلماء النووين في إيران، هذا لا يعني أنه خلال الأعوام السابقة كان أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية سواء الصهاينة أو الأجهزة الأخرى التي تنشط ضد إيران، كان يمكنها أن تنفذ عمليات اغتيال ولكنها لم تكن ترغب القيام بذلك، إلا إنهم كانوا يرصدون علمائنا دائما، وكانوا يحاولون استغلال أي فرصة أو ثغرة أمنية لتوجيه ضربة إلى القطاع العلمي والتقني الفريد من نوعه في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومنه مجال العلماء الذين ينشطون في المجالات الدفاعية بالبلاد والمجالات العلمية الدقيقة والحساسة، وكذلك المجال النووي، لذلك إن كنت أريد تقديم تحليلي فإنني أقول، امتدادا لسلسلة الاغتيالات تلك نشهد اليوم وبعد عدة سنوات بأن العدو كان يبذل ما بوسعه خلال هذه الأعوام ولكنه لم ينجح، وللأسف استغل ثغرة أمنية سنحت له وقام بهذه العملية المعقدة التي كان قد تم التخطيط لها، لتقع هذه الحادثة المريرة .
إن كنتم تسألون مني من يقف وراء هذه القضية، فأقول إن بعض المسؤولين الأمنيين في الكيان الصهيوني زعموا بأن كيانهم المزيف يقف وراء هذه العملية، نتنياهو حاول نفي ذلك، إن نتنياهو شخص جبان أساسا، ربما يطرح بعض المزاعم ولكنه لا يجرؤ على تحمل المسؤولية لأنه يعرف بأنه لا يمكنه تحمل تبعاتها.
ما يمكنني قوله الآن هو أنه تم تحديد من أمروا بتنفيذ هذه الجريمة من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولاشك بأنهم سيتلقون ردا حازما. المتورطون بجريمة الاغتيال هذه والذين تم التعرف على بعضهم من قبل الأجهزة الأمنية وحتى اعتقالهم لا يمكنهم الفرار من وجه العدالة وسنرد عليهم بشكل حازم يجعلهم يندمون على فعلتهم. ولكن فيما يخص تفاصيل هذه العملية الاستخباراتية والأمنية التي ستتخذ للرد على هذه الشبكة فإنني أفضل وبناء على حساسية الموضوع والملف بأن يتم الإعلان عنها في الوقت المناسب إن شاء الله من قبل الدوائر الأمنية المعنية التي تدافع عن اقتدار وأمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ سنين طويلة .
العالم: تفضلتم بأن التحقيقات جارية لتسليط الضوء على خفايا وملابسات جريمة اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، هل ثبت لحد الآن تورط أطراف أجنبية في التخطيط لهذه العملية وتنفيذها؟
أميرعبداللهیان: أولا فيما يخص المخططين للاغتيال والمنفذين لدينا الكثير من الأدلة التي تثبت تورط الصهاينة في هذا الموضوع، ولكن هل كان بإمكان الصهاينة أن ينفذوا هذه العلمية بدون مساعدة الاستخبارات الأميركية أو سائر وكالات الاستخبارات الأخرى مثلا، لاشك بأنهم لم يكونوا قادرين على ذلك، تفاصيل هذه العملية اتضحت لدى دوائرنا الأمنية، ولكننا لن نخوض كثيرا في التفاصيل حتى الانتهاء من تحقيقاتنا، وننتظر بأن تحقق المتابعات الأمنية نتائجها المرجوة.
ولكن كما اتضح لاحقا بأن الصهاينة كان لهم دور كبير في عمليات اغتيال علمائنا النوويين، إلا أنه وفي مجال التنفيذ استفادوا من عناصر وإمكانات سائر الوكالات الأخرى لكي يحققوا نواياهم الخبيثة، على الأقل يمكن القول بأن هذه الأدلة والشواهد موجودة وهي واضحة بالنسبة للدوائر الأمنية، وستشهدون في القريب العالج القيام بإجراء حازم وحاسم ضد الآمرين بهذه الجريمة من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية .
العالم: بعد بضعة ساعات من اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده قال قائد حرس الثورة الإسلامية في تصريح له “إنهم يعرفون كيف انتقمنا منهم” ماذا كان يقصد بالضبط؟
أميرعبداللهیان: للرد على هذه الجريمة وتحقيق الانتقام والإجراء الذي يجعل الآمرين يندمون على فعلتهم، تعمل الجمهورية الإسلامية الإيرانية على عدة مستويات، ولكن فيما يخص القوانين التي وضعت لتحقيق هذا الأمر وكيفية تنفيذها، أعتقد بأنه سيتم تقديم التفاصيل بعد أن نسمع خبر الرد الحاسم للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آنذاك ستتضح تفاصيل الرد بالمثل هذا والإجراء الذي يجعلهم يندمون.
قانون الإجراءات الاستراتيجية لإلغاء الحظر
العالم: بعد عدة أيام من عملية الاغتيال عقد مجلس الشورى الإسلامي اجتماعا صادق فيه على قانون “الاجراءات الاستراتيجية لإلغاء الحظر ضد إيران”، والذي الزم الحكومة بزيادة نسبة تخصيب اليورانيوم وكمية إنتاج وتخزين اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمائة وكذلك إلغاء التطبيق الطوعي للبروتوكول الإضافي وسائر القضايا، ما هو تحليلكم عن هذا القانون بصفتكم مستشار رئيس البرلمان؟
أميرعبداللهیان: قانون الإجراءات الاستراتيجية لإلغاء الحظر بدأ العمل به منذ حوالي أربعة أشهر في البرلمان الجديد، وقد تم بحث ومناقشة بنوده بشكل تخصصي في المجلس ولجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية وبمشاركة اللجان الأخرى مثل الاقتصاد والطاقة .
أولا، هذا القانون كان يطوى مساره الطبيعي ليصل إلى البرلمان ويوضع على جدول الأعمال وتتم المصادقة عليه. ما أدى إلى تسريع وتيرة هذا القانون الذي كان سيتم المصادقة عليه بالتالي بعد أسبوعين أو ثلاثة مع إجراء تعديلات على بعض بنوده، هو اغتيال العالم الإيراني الشهيد فخري زاده، البرلمان وفي إطار إحدى المراحل التي كان يجب أن يتخذها للرد على عملية الاغتيال بادر إلى تسريع وتيرة المصادقة على هذا القانون، ولكن في الحقيقة أنا باعتباري على صلة بالموضوع وأتابع التطورات التي تجري في البرلمان عن كثب، يمكني القول بأن هذا المشروع لم يكن مشروعا نابعا عن العاطفة، لم يتم المصادقة عليه في أجواء عاطفية أبدا، لقد تم الأخذ والعطاء بين مختلف الدوائر التخصصية المعنية في البلاد والبرلمان وجرت نقاشات موسعة، وما تم المصادقة عليه اليوم هو قانون الجميع ملزمون بتنفيذه، حتى أن أحد بنوده يشير بصراحة إلى أن مسؤولية تنفيذ هذا القانون تقع على عاتق مسؤولي الحكومة، وأن تنصل أي شخص عن تنفيذه هذا القانون فإن أحد بنوده الأخرى أيضا حدد ما يجب القيام به. ولكن ما هي العلاقة بين هذا القانون واغتيال الشهيد فخري زاده؟ قلت إنه سرّع وتيرة المصادقة عليه عدة أيام، فيما يخص رد فعل البرلمان حيال هذه العملية فقط، الرد الذي يجب أن يحصل عليه هؤلاء هو رد قوي وحاسم في المجالات الأخرى وسيطال الآمرين بعملية الاغتيال، ولكن باعتباره أول رد فعل للبرلمان حيال عملية الاغتيال، رأى البعض أن ما جاء في إطار هذا القانون هو ضرب من رد فعل البرلمان، هذا في حين أن القانون لم يكن رد فعل على عملية الاغتيال فقط، بل هو رد فعل على نكث العهود من قبل الدول الأوروبية، وعلى الحظر الأحادي الجائر، وبالتالي باعتباره خطوة منطقية ومبدئية لإنقاذ وإخراج البلاد من الحظر الأميركي المتواصل والذي لا نهاية له .
العالم: أشرتم إلى أن جزءا من القرار جاء كرد فعل على عدم وفاء الدول الأوروبية بتعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي، برأيكم ماذا سيكون رد فعل الدول الأوروبية على هذا القرار؟
أمير عبداللهيان: بداية أودّ أن اؤكد هنا بأننا وخلال الأعوام التي أمضيناها بعد انسحاب أميركا من الاتفاق النووي وعدم وفاء الثلاثي الأوروبي، بريطانيا وفرنسا وألمانيا بتعهداته المنصوص عليها في الاتفاق، كان موقف الصين وروسيا حيال الجمهورية الإسلامية الإيرانية مختلفا جدا، أعني أن الصين وروسيا لم يواكبا الحظر الأميركي الأحادي، رغم أنهما أيضا تعرضا لبعض القيود والاعتبارات السياسية بسبب الحظر الأحادي الأميركي، لكن فيما يخص أوروبا يمكنني القول إن الأوروبيين تلاعبوا بإيران فقط في هذا المجال، أطلقوا العبارات المنمقة فقط واتخذوا إيماءات جميلة، تم اتخاذ بعض الخطوات الصغيرة، تم فتح بعض القنوات المالية الصغيرة بيننا وبين دولة أوروبية أو مع جزء من أوروبا في بعض الموضوعات الخاصة، ولكن نظرا للقدرات التي تتمتع بها إيران، ونظرا لعدد سكانها الذي يفوق 80 مليونا ومساحتها الشاسعة فإن هذه الخطوات كانت صغيرة جدا ولا تستحق الإشارة لها حتى.
فيما يخص هذا الموضوع وفي هذا الإطار، ما تم الإشارة إليه بصراحة في هذا القانون، هو أنه بالتالي كان على أوروبا وأميركا أن يقوما بأمرين في إطار الاتفاق النووي وإن لم يفعلا فإنه وبناء على المواعيد المحددة في القانون سيتم تنفيذه بقوة واقتدار، وأقل ما يمكنهم أن يفعلوه هو أن يتم شراء النفط الإيراني وأن تصل عائدات بيع النفط إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية عبر مسار مصرفي صحيح، هذا أقل ما يتوقعه الشعب الإيراني من الاتفاق النووي. ولكن يمكنني القول بصراحة إن القانون الذي تم المصادقة عليه في البرلمان والمعنويات التي تسود البرلمان لمتابعة تنفيذ هذا القانون، ليست بشكل يتصور الأوروبيون أن بامكانهم التنصل عن تعهداتهم حيال إيران من خلال مواصلة ألاعيبهم السابقة أو تقديم الوعود الواهية للحيلولة دون تطبيقه، وذلك لأن هذا القانون تم إقراره في البرلمان وأن دور الحكومة هو التنفيذ فقط ويجب أن تنفذه .
العالم: الاختلاف في وجهات النظر أمر طبيعي في الأنظمة الديمقراطية، ولكن يبدو أن إدارة الرئيس روحاني أعربت عن معارضتها لهذا القرار وبالتالي تدخل المجلس الأعلى للأمن القومي وأيّد القرار، ما هو سبب هذا الأمر برأيكم؟
أميرعبداللهیان: طبعا تعدد الآراء أمر طبيعي في الديمقراطية التي تسود الجمهورية الإسلامية الإيرانية، نحن وأثناء عملية المصادقة على هذا القانون في البرلمان واجهنا تصريح المتحدث باسم الحكومة والذي برأيي كان تصريحا متسرعا ويتعارض مع الأجواء التي تسود تطلعات ممثلي الشعب للمصادقة على هذا القانون، ولكن من جهة أخرى خاطب وزير الخارجية بصراحة أطراف الاتفاق النووي الأخرى بأنه وبمنأى عن تحفظ الحكومة وموافقتها أو معارضتها على بعض بنود المشروع، إلا أنه تحول إلى قانون وهذا القانون واجب التنفيذ في الجمهورية الإسلامية الإيرانية والحكومة هي التي يجب أن تنفذه. لكن القانون يشتمل على فقرة أيضا مفادها إن طرأ تغيير ملحوظ على مواقف الأطراف الأخرى وكانت هناك ضمانة لتطبيقها ولا تكون على مستوى الوعود والكلام فقط فإن بإمكان الحكومة أن تتابع مسار الموضوعات الأخرى .
الاتفاق النووي والإدارة الأميركية الجديدة
العالم: السؤال الذي يطرح نفسه هو رئاسة جو بايدن للإدارة الأميركية الجديدة، هل تتوقعون أنتم في إيران بأن تشهد مواقف وقرارات أميركا تغييرا حيال إيران بعد وصول بايدن إلى السلطة؟
أميرعبداللهیان: سؤالكم له أبعاد مختلفة، من جهة هناك رؤية ونظرة مفادها أن الاتفاق النووي وثيقة رسمية تم التوقيع عليها بين الجانبين خلال فترة تواجد الديمقراطيين في البيت الأبيض، إذا بعد عودة الديمقراطيين إلى البيت الأبيض، هناك احتمال بأن يعودوا إلى الاتفاق، وهذه فرصة لإحياء الاتفاق النووي ثانية، هذه نظرة تجاه الاتفاق النووي .
فيما يخص هذا التوجه أن سألتموني وإنا أستطيع تقديم العديد من الأدلة والشواهد لكم تكشف بأنه وعلى عهد الرئيس أوباما رغم العمل بالاتفاق النووي إلا أن الجذوة الأولى لخرق الاتفاق النووي بدأت منذ ذلك الحين، إذا من السذاجة والبلادة أن نكون متفائلين جدا حيال عودة الحقبة الذهبية للاتفاق النووي وتسوية جميع مشاكلنا مع الطرف الآخر على صعيد الحوار السياسي ومواقفنا المبدئية على صعيد السياسة الخارجية بمجرد تسلم بايدن لمقاليد الحكم .
النقطة الثانية هي أن أسلوب الديمقراطيين يختلف عن الجمهوريين أو أسلوب بايدن يختلف عن شخص ترامب، وهذا صحيح، ترامب كان شخصا لا يمكن التكهن بشخصيته ومواقفه، أساسا الديمقراطيون وعلى صعيد السياسة الخارجية حين يريدون اعتماد سياسة المواجهة يحاولون تشكيل ائتلاف أو تحالف، ويحاولون عبر هذا الائتلاف مع بعض االدول ممارسة ضغوطهم. السيد بايدن وقبل أن يتسلم مقاليد الحكم يتحدث عن ضرورة تشكيل ائتلاف مع أوروبا وبعض الدول الأخرى ويقول بصراحة إن الهدف من تشكيل هذا الائتلاف هو متابعة سياسة التصدي لإيران وكذلك الصين وروسيا. إذا بناء على هذه الرؤية يتضح بأن بايدن يتبع نفس الخطوات التي كان يتابعها السيد ترامب ولكن بكلفة أقل فيما يخص الاتفاق النووي وإدارة الملف النووي .
هناك طبقة ثالثة أو مستوى ثالث في هذا الخصوص يمكننا الاشارة اليها، وهي أن السيد بايدن أيضا مثل ترامب يتحدث عن المفاوضات، لقد رايت البارحة تغريدة نشرها ترامب، ترامب لازال يكرر مزاعمه الواهية ويقول في حال فوزه، فإنه وخلال فترة زمنية كان قد قال 20 ثانية سابقا ومؤخرا قال في غضون ساعة سيجلس على طاولة المفاوضات مع إيران، حلم ترامب وبايدن هو أن تعود إيران إلى طاولة المفاوضات، ولكن ما أعلنه السيد بايدن لحد الآن عن المفاوضات يتخطى حدود القضايا النووية، إنه يتحدث عن المنطقة، يتحدث عن الصواريخ الدفاعية الإيرانية، طبعا ترامب يريد أن يطرح جميع الموضوعات على طاولة المفاوضات .
أنظروا بادءا ذي بدء يجب أن أقول بأن معيارنا ليس التصريحات المضطربة التي يطلقها الأميركان، معيارنا هو كيفية سلوك أميركا، سلوك أميركا يمكن أن يكون مفصليا فيما يخص الموقف الذي ستتخذه إيران للتعامل مستقبلا، موفقف الأميركان من إيران خلال العقود الأربعة الماضية واضح، نحن نعرفهم جيدا وهم أيضا يعرفوننا جيدا، لذا فإن فترة المكر والخداع وإطلاق التصريحات الواهية في البيت الابيض قد ولت، يجب أن يصرح الأميركان من خلال مواقفهم الصريحة والعملية كيف سيتعاملون مع الشعب الإيراني العظيم وكيف سيكون سلوكهم حسياله، وبالطبع فإن إيران وفي إطار الرد والإجابة ستتخذ سياسة وموقفا يتناسب مع موقف وسلوك الأميركيين.
الفرضية الأخيرة أيضا هي، قد يقول بعض الأشخاص في الداخل والخارج أن مجيء بايدن للسلطة فرصة بحد ذاتها، قد يفتح نوافذ صغيرة. أنظروا المهم فيما يخص موضوع إيران وأميركا هو التوجه الاستراتيجي، الأمر الحاسم هو على مستوى الاستراتيجيات وليس على مستوى التكتيكات، إذا على السيد بايدن والديمقراطيين أن يقولوا بأن استراتيجيتهم حيال إيران هل ستكون استمرار العداء، أم أن استراتيجيتهم ستكون الصداقة مع إيران والتعاون السلمي، احترام حقوق الشعب الإيراني واحترام حقوق الشعوب، أم يريدون متابعة أسلوبهم السلطوي السابق. لذلك رغم تشاؤمي الكبير ولكننا في نفس الوقت سننتظر لنرى ماذا سيكون موقف أميركا عمليا في حقبة التصريحات المضطربة الراهنة، وبعد ذلك ستتخذ الجمهورية الإسلامية الإيرانية قرارها بما يتناسب مع ذلك.
“الإتفاق النووي الموسع”
العالم: تحدثتم عن ضرورة الانتقال من مرحلة الأقوال إلى الأفعال، وكذلك الاختلاف بين سياسة الجمهوريين والديمقراطيين الذين يشددون على التحالفات، هل تصريحات وزير الخارجية الألماني التي أدلى بها قبل أيام وتأكيده على تضمين بعض البنود للاتفاق النووي مثل الصواريخ الباليستية الإيرانية والنفوذ الإقليمي الإيراني تأتي في هذا الإطار؟
أميرعبداللهيان: أولا وزير الخارجية الألماني استخدم مصطلح الاتفاق الموسع، هذا الاتفاق الموسع قد يكون مفهومه بان يتم إضافة موضوعات أخرى إلى الاتفاق النووي، وهناك مفهوم آخر وهو أن تضاف أطراف جديدة إلى الاتفاق النووي، إستنباطي أنا شخصيا من تصريحات وزير الخارجية الألماني هو أنه كان يقصد إضافة موضوعات أخرى وجديدة إلى الاتفاق النووي، الجمهورية الإسلامية الإيرانية اتخذت قرارها بهذا الشأن مسبقا، حين تم التوقيع على الاتفاق النووي صرح قائد الثورة الإسلامية المعظم قائلا بأنه لن يكون هناك اتفاق نووي ثان وثالث، لن يكون لنا أي اتفاق إقليمي واتفاق صاروخي وما إلى ذلك، وعلى الأميركيين والأوروبيين والأطراف المعنية بالاتفاق النووي أن تثبت حسن نواياها في هذا الاتفاق النووي أولا، وهؤلاء أثبتوا قولا وفعلا بأنهم غير صادقين في هذا الخصوص.
ولكن أنا أعتقد بان التصريحات التي يطلقها الأوروبيون أحيانا في هذا الخصوص، نابعة من أنهم يشعرون بأنهم يبتعدون من حقبة حكم ترامب ويقتربون من حقبة عمل إدارة بايدن، هذا فضلا عن أنه سيبدأ تحالف وتعاون جديد بالنسبة للأوروبيين الذين كانوا يفتقرون للاستقلالية في التعامل مع أميركا خلال الفترة الاخيرة.
أنا أقول للمسؤولين الأوروبيين دائما خلال لقاءاتي معهم إننا نشعر بالأسف لأنكم لا تتمتعون بالاستقلالية والهوية في مواقفكم مقابل أميركا، وتشعرون بأن على أميركا أن تمسك بأيديكم كالطفل الصغير لتحافظوا على توازنكم. الحق يقال إن الأوروبيين وعلى صعيد السياسية الخارجية اثبتوا بأنهم لا يتمتعون بأي استقلالية ومبادرة مقابل أميركا.
على أي حال هذا هو الوضع، ونحن نتوقع بأن يستخلص الأوروبيون العبر من الماضي، ويجب أن أكرر ثانية بأن على الأوروبيين أن يبتعدوا عن التصريحات المكررة والواهية، يجب أن يعلم الأوروبيون بأن تغيير موضوع تم الاتفاق عليه سابقا إلى موضوع بين أوروبا وأميركا بشكل يلعب أحدهما دور الشرطي الصالح والآخر الشرطي السيء، فإن حقبة مثل هذه اللعبة قد ولت، المهم هو أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستقوم بتقييم التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الألماني أو المبادرة التي يطرحها الأوروبيون بهذا الشان على أساس معيار أنها هل ستضمن مصالح الشعب الإيراني بلا مكر وخديعة أميركية أم لا؟ هذا هو المعيار بالنسبة لنا وإلا فإن ما يقال والتصريحات التدخلية التي تطلق، أنا أعتقد بان وزير الخارجية الألماني مدين أمام الشعب الإيراني بأن يكشف ما الذي فعله أمام نكث العهود المنصوص عليها في الاتفاق النووي؟
العلاقات الإيرانية السعودية
العالم: على الصعيد ذاته أعلنت بعض الدول مثل السعودية بأنها تريد المشاركة في أي مفاوضات مستقبلية حول الاتفاق النووي، هل ستوافق إيران على هذا الأمر؟
أميرعبداللهیان: أولا نحن لم نغلق طريق التفاوض الثنائي مع السعودية أبدا، رغم المواقف غير البناءة التي اتخذتها المملكة حيال التطورات الإقليمية ومنها حيال الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الطريق مفتوح دائما أمام السعودية للعودة إلى الحوار الثنائي والتحرك في مسار بناء والعودة من مسارها التخريبي إلى اتخاذ مسار بناء، نحن تركنا الطريق مفتوحا.
ثانیا، يقترحون أشكالا مختلفة للحوار، ومآل جميعها هو أن أحد الأطراف دائما يتكون من الدول دائمية العضوية في مجلس الأمن، والجزء الآخر يتكون من بعض الدول الإقليمية، لم يتم التوصل إلى صيغة موحدة في خصوص أن المفاوضات الإقليمية بمشاركة الاطراف الأجنبية، هل تكون لصالح المنطقة أم لا؟ ربما تكون نوايا البعض خيرة، ولكن التصور السائد هو أن دول وحكومات المنطقة يمكنها أن تتحاور فيما بينها وترسي السلام والأمن والاستقراروتحقق الرخاء و التنمية لجميع المنطقة، لا يجب أن نتصرف بشكل يفتح الطريق أمام تدخل الأطراف الاجنبية لإصلاح شؤون دول المنطقة، نحن في دول المنطقة مسلمون، جيران، لدينا ثقافة مشتركة، لدينا كتاب واحد، لدينا نبي واحد، يمكننا أن نجلس ونتحدث معا.
برأيي هذا المسار الذي تتبعه السعودية وتحاول المشاركة في مفاوضات الاتفاق الجديد، أولا لن تكون هناك أي مفاوضات جديدة وفق القاعدة السابقة، الاتفاق النووي كان حقيقة قائمة، لم يبق من هذا الاتفاق سوى قشرة خارجية، والآن هل تحاول بعض الأطراف إحياء هذا الاتفاق لصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية أم لا؟ أما يجب تطبيق الاتفاق السابق بحذافيره وإلغاء جميع انواع الحظر، أو بلورة مفاوضات جديدة، مفاوضات مع من؟ مع نفس الذين نكثوا الاتفاق؟ الحوار مع الديمقراطيين الذين كانوا أول من نكث الاتفاق؟ لذا أصل الحوار لاظل يكتنفه الكثير من الغموض. السعودية إن كان لديها نية بالحوار مع إيران فأهلا وسهلا، المسؤولون الإيرانيون أعلنوا مرارا بأنهم مستعدون للحوار مع السعودية والتعاون فيما بيننا، أن تسود علاقات واتصالات طبيعية بين البلدين، وأن تعود العلاقات والصلات بين البلدين إلى مسارها الطبيعي، ولكن للأسف فإن بعض الحكام العرب في منطقتنا شرعيتهم على علاقة مباشرة بالبيت الأبيض، والأسوأ من ذلك أن بعض دول المنطقة وخلال الأشهر الاخيرة ربطت شرعيتها بكيان مزيف وغير شرعي أي “إسرائيل”، على الأمة الإسلامية أن تبكي دما لأن بعض حكامها يفتقرون إلى الهوية لدرجة أن يلجأوا لكيان مزيف وبلا هوية للحفاظ على هويتهم.
التطبيع مع الكيان الصهيوني
العالم: في السياق نفسه يطرح موضوع التطبيع بين الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية، ويبدو أن هذه السلسلة ستتواصل، ما هو تحليلكم بهذا الشان؟
أميرعبداللهیان: أولا ما يطرح الآن تحت عنوان تطبيع العلاقات، تم بضغط من ترامب واللوبي الصهيوني في أميركا، نحن لا ننسى أبدا ذلك السيرك الذي أقامه ترامب في شرفة البيت الأبيض حيث أرغم وزيري خارجية الإمارات والبحرين بأن يوقعا بذلك الوضع المخزي والمهين والمزري على اتفاقية التعاون مع الجانب الإسرائيلي.
أظن أن تطبيع العلاقات هذا كان بمثابة نصر انتخابي بالنسبة لترامب أكثر منه تطبيقا علی صعيد الواقع. لن يستفيد حكام دول المنطقة من متابعة قضية تطبيع العلاقات، فشعوب المنطقة مبدئيا لديهم مشاكل جدية مع قضية تطبيع العلاقات وهي لا تخضع لهذه القضية، فحتى الشعوب في الإمارات والبحرين يعارضون هذا النهج بشكل كامل، أبعد من ذلك يمكنك أن تزور دولة مثل الإمارات وتتفقد تطبيع العلاقات بين محمد بن زايد والنظام الصهيوني فيها. حتی الإمارات الست في الإمارات العربية المتحدة لم تلعب دورا في هذه القضية، أي أن العلاقات في داخلها أيضا ضعيفة وواهنة جدا مع الكيان الصهيوني مثل شبكة العنكبوت.
على الرغم من ادعاءات الصهاينة، على الرغم من المزاعم التي صدرت في الأيام المتبقية من ولاية السيد ترامب وبومبيو وبعض المسؤولين الأميركيين، أعتقد أن تطبيع العلاقات كان استعراضا فحسب في حدود ما حدث. على سبيل المثال، موقف البحرين في النظام الدولي مقارنة بدولة حضارية وتاريخية ودينية مثل مصر، ما هو موقع البحرين بين البلدان الكبيرة في العالم وهي تهرول نحو النظام الصهيوني بهذه الضجة؟ أين موقع وزير الخارجية البحريني في المعادلات الإقليمية والعالمية حتی ينتهي به المطاف في تل أبيب؟ موقعه هو تل أبيب نفسها، وليس أكثر من تل أبيب، موقعه في أرض محتلة يوجد فيها حفنة من المغتصبين.
أنا أعتبر مشروع تطبيع العلاقات بالونا اصطناعيا وفقاعة لا شيء فيها وهي تنفجر بإبرة ضعيفة، وسترى أنه لن يتشكل شيء باسم تطبيع العلاقات العربية والنظام الصهيوني. لو كان من المقرر أن يتشكل ويتبلور لما اغتيل أنور السادات عقب ميثاق كامب ديفيد! لو تبلور لنزل الشعب المصري اليوم إلى الشوارع دعما للنظام الصهيوني، وليس ضد النظام الصهيوني، لذلك أتی التطبيع لتوفير مزيد من المواد الدعائية لترامب. بالطبع، إن الأميركيين، بالنظر لعلاقتهم بالصهاينة يستغلون أي فرصة لإذلال الحكام العرب والتطبيع أكثر من ذي قبل، لكن تلقينا رسائل تؤكد أن الحكام العرب فعلوا ذلك بضغط من ترامب، ونأمل أن نرى إصلاح هذا السلوك من قبل نفس الحكام، وهذا ما تريده إرادة الشعوب في المنطقة.
العالم: قبل نحو أسبوعين نقلت وسائل إعلام عربية وإسرائيلية عن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمنطقة نيوم في السعودية ولقائه مع ولي العهد السعودي، لكن بعد ساعات قليلة نفى مسؤولون صهاينة الاجتماع، وكذلك وزير الخارجية. السعودية نفت أيضا، هل تعتقد أن نتنياهو زار السعودية حقا؟ أم أنها كانت مجرد مسألة جس نبض الأوضاع والأخبار على مستوى المنطقة؟
أميرعبداللهيان: إذا سألتني ما إذا كان للمسؤولين السعوديين علاقة سرية مع النظام الصهيوني أم لا، أجيب بأن المسؤولين الحاليين في السعودية وعناصر من آل سلمان مرتبطون بالتأكيد بالصهاينة، لكن من الصعب للغاية تأييد ما إذا تحققت بالفعل هذه الرحلات والزيارات المتبادلة في المنطقة التي تتحدث عنها.
التطورات في اليمن
العالم: الموضوع الآخر هو التطورات في اليمن.. هناك خلافات واشتباكات كثيرة بين قوى البرلمان الانتقالي وقوات الرئيس المخلوع عبد ربه منصور هادي.. كيف تقيمون هذه الساحة؟
أمير عبداللهيان: أعتقد أولا أن اليمن ليس له حل إلا الحل السياسي، وما زال الحل الوحيد المنقذ لليمن هو الحوار والنهج السياسي. استمرار الحصار الإنساني لليمن والإجراءات التي تتخذها السعودية وبعض الأطراف الخارجية أظهر أن هذه الأعمال في السنوات الخمس الماضية، لم تساعد قط سياسات العدوان السعودي، بل جعل الوضع أكثر تعقيدا وصعوبة. لسوء الحظ، باعت بعض الدول الأجنبية، بما في ذلك بريطانيا، أكثر من 6 مليارات دولار من الأسلحة للسعودية في السنوات الخمس الماضية، وكلها أصبحت عاملا في قتل النساء والأطفال والمدنيين في اليمن.
من ناحية أخرى، نرى أن أنصار الله وحلفاؤها رحبوا دائما بالحل السياسي، إذ یعتبرون أن اليمن ملك لكل اليمنيين، وأعتقد أن أنصار الله قد قاموا بعمل رائع في اليمن خلال هذه السنوات، يمكنك أن تمعن النظر في السنوات الخمس الماضية لتری أنه لم يحدث أي هجوم إرهابي في صنعاء وشمال اليمن، التي يسيطر عليها أنصار الله وحلفاؤها، لكن جنوب اليمن فد أصبح جزء منه بؤرة للإرهابيين، وجزء آخر أصبح مكان اشتباكات بالوكالة هناك، مما أسفر عن مقتل اليمنيين. إنهم يشعلون الصراع بأموال السعودية وغيرها بين اليمنيين ويشعلون حربا في جنوب اليمن. ونعتقد أن كل الأطراف اليمنية يجب أن تعود إلى طاولة المفاوضات بأسرع ما يمكن، والسعودية التي بدأت هذه الحرب بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا والصهاينة يجب أن تخرج من هذه الحرب في أسرع وقت ممكن، وهناك معلومات دقيقة على المستوى السياسي وعلی مستوى المنطقة تفيد بأن الملك سلمان ومحمد بن سلمان قد سئما من هذا الوضع ويسعيان للخروج من هذه الحرب بكرامة وشرف. لكن المشكلة أن اللاعبين الدوليين الذين يتطلعون لبيع الأسلحة يبدو أنهم بحاجة إلى مواصلة هذه الحرب. نأمل أن يعود حكام السعودية إلى طريق العقلانية، وأن يتوقفوا عن قتل النساء والأطفال، تاركين اليمن لليمنيين. يمكن لليمن أن يكون جارا جيدا لنا جميعا وعضوا جيدا في المنطقة، وأن يسير على طريق النمو والتنمية والأمن المستدام.
لسوء الحظ، في السنوات الأخيرة، أينما دخل الأميركيون، جلبوا انعدام الأمن وازدهار الإرهاب، يمكنك أن ترى مثالا واضحا على ذلك بعد ما يقرب من 20 عاما في أفغانستان وما يقرب من 17 عاما في العراق، وأينما دخلت السعودية كان هناك عدم استقرار وقتل وإراقة دماء، لم يجلب وجود الجيش السعودي في البحرين للناس سوى القتل وإراقة الدماء وسجون متعددة الطبقات في ذلك البلد؛ لم يجلب سوى خلق شرخ عميق بين الحكومة والشعب، ووجود السعودية في اليمن والحرب التي فرضتها عليه لم يجلب سوى القتل وانعدام الأمن وعدم الاستقرار في اليمن. بالطبع يكمن وراء كل هذه الأزمات التي تديرها الولايات المتحدة واللوبي الصهيوني ووراء الخداع السعودي في هذه اللعبة يكمن حدث مهم يلاحقه أعداء المنطقة، ألا وهو جهدهم من أجل تفكك الدول الإسلامية، من هنا يجب على الأمة الإسلامية توخي اليقظة في هذا الصدد، وعلى حكام المنطقة التحرك من أجل اليقظة والحفاظ على استقلال الدول ومنع التدخل الأجنبي والطرف الثالث.
العالم: قلتم إن السعودية خُدعت في اليمن وهناك شائعات أن الإمارات شجعت السعودية على الدخول في مستنقع اليمن.. كيف تنظرون إلى الحرب التي شنتها السعودية في اليمن؟
أميرعبد اللهيان: لكل من السعودية والإمارات طموحاتهما الخاصة في المنطقة، بما في ذلك ضد اليمن، لكن السعودية لا يمكن أن تبدأ حربا في المنطقة ضد اليمن دون الضوء الأخضر الأميركي ومساعدتها، لذا فإن اتخاذ القرار بشأن مهاجمة اليمن هذا ما يعدو إرادة حكام الإمارات وحتى السعودية.
العلاقات بين طهران وصنعاء
العالم: والسؤال الآخر بشأن اليمن، إيران أرسلت سفيرها إلى اليمن. أولا ما هي الرسائل وراء إرسال إيران سفيرها إلی اليمن؟ ثانيا، إذا أمكن، تفضلوا كيف تم إرسال السفير الإيراني إلی اليمن؟
أميرعبداللهيان: أولا أن إرسال سفيرنا إلى اليمن يبعث برسالة قوية مفادها أننا عملنا لصالح الحكومة اليمنية الشرعية في صنعاء، وندعم أنصار الله وحلفاءها في اليمن، ندعم البرلمان اليمني ومقره في صنعاء، وهو أكثر المؤسسات شرعية في هذا البلد. أردنا أن نعلن أننا نعترف بهذا الوضع ونؤيد أي حوار بين أنصار الله والحلفاء مع الأطراف اليمنية الأخرى التي طالما أيدها السيد عبد الملك الحوثي، هذه هي رسالتنا الواضحة. نحن مع الحكومة الشرعية في صنعاء، نحن مع الشعب اليمني وفي نفس الوقت نحن لسنا ضد أي يمني ونعتقد أن مستقبل اليمن ملك لكل اليمنيين. دخل السفير حسن إيرلو إلى صنعاء رسميا وقانونيا عبر مطار صنعاء ويقوم بمهامه الدبلوماسية لتطوير العلاقات بين البلدين، وهناك دول أخرى لديها سفراء هناك سواء بصورة متنقلة أو ثابتة ومقيمة.
العالم: وزير الخارجية السوري الجديد فيصل المقداد سافر إلى طهران والتقى بمسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى، وهذه أول رحلة خارجية له منذ تعيينه وزيرا للخارجية السورية، ما هي رسائل هذه الرحلة؟
أمير عبداللهيان: أولا، الزيارة الخارجية الأولى لوزير الخارجية السوري إلى طهران لها مغزى عميق جدا في حد ذاتها، وعندما نتحدث عن العلاقة الاستراتيجية بين إيران وسوريا، فهذا جزء من تجليات هذه العلاقة. طبعا سيزور فيصل المقداد بلدانا أخری من خلال هذه النظرة الاستراتيجية. وبطبيعة الحال، قامت جمهورية إيران الإسلامية خلال هذه السنوات بأعمال عظيمة في تعميق العلاقات بين طهران ودمشق، وقد أراد السيد فيصل المقداد تقديرا لدعم جمهورية إيران الإسلامية ولنشر رسالة في هذا الجو بأن العلاقات بين البلدين تحظی بالأولوية وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية شريك مهم واستراتيجي في المنطقة بالنسبة لسوريا وبالطبع هذا رأي الرئيس السوري السيد بشار الأسد ووجهة نظر الشعب السوري. فنحن الدبلوماسيين في كل مرة نتحدث فيها مع السلطات السورية قد تم تبادل جملة جديدة بيننا خلال هذه السنوات. لقد سمعت هذا مرات عديدة من السيد بشار الأسد الذي قال: دماء الشعب الإيراني امتزجت بدماء الشعب السوري. في خضم هذه التطورات والحرب الإرهابية ضحينا بشهداء عظماء من أجل أمننا القومي وأمن المنطقة ومساعدة سوريا، وأعتقد أنه من الطبيعي أن نرى ردود فعل السلطات السورية والشعب السوري تجاه إيران.
كما أظهرنا من الناحية العملية أنه في هذا الوقت الذي تعتبر فيه سوريا مهمة بالنسبة لنا كحليف استراتيجي سنواصل دعمنا القوي لسوريا لتطهيرها من الإرهابيين وتطوير العلاقات واستعادة الأمن والسلام لكل أراضي سوريا. وأؤكد أن الأمن اليوم هو أيضا مسألة مترابطة ومتماسكة لشعبي أيضا، ولا يمكننا رؤية انعدام الأمن في البلدان المحيطة بنا، وهذا يتعلق بأمننا الداخلي وأمن المنطقة ونظرتنا القيمية إلی مساعدة إخواننا من بني البشر في سوريا.
العالم: بالنسبة للتطورات في سوريا، هل غيرت إيران مستوى تواجد مستشاريها في سوريا؟
أميرعبداللهيان: ما زلنا متواجدين في سوريا كمستشارين، بناء على طلب الحكومة السورية، ونواصل مساعدة سوريا استشاريا في مكافحة الإرهاب، وفي نفس الوقت ثمة تعاون متعدد وشامل في المجالات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأؤكد لكل من رجال الأعمال السوريين والإيرانيين أن الوقت قد حان لهم لتوسيع العلاقات التجارية بين البلدين.
* المصدر : قناة العالم