كتب: المحرر السياسي

لم تكن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للسعودية مستغربة خاصة بعد جملة من التطورات التي حصلت في الآونة الأخيرة في المنطقة بشكل عام ومنطقة الخليج بشكل خاص، التي سارعت الأنظمة فيها خاصة في الإمارات والبحرين، إلي الإعلان وبشكل رسمي ورعاية أمريكية على التطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني.

المملكة السعودية ومنذ نشأتها في أربعينيات القرن الماضي وفي تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي لم تقف مواقف جادة من هذا الصراع، بل اتسمت علاقتها بالقوة مع كل من أمريكا ودول أوروبا الغربية وظل تعاملها يتسم بنوع من البرجماتية والمغالطات السياسية.. لم تحترم هذه المملكة وجود المقدسات الإسلامية فيها (مكة المكرمة والمدينة المنورة) وما يترتب على ذلك من مواقف لا مساومة فيها ولا جدال.

إن زيارة نتنياهو لمملكة الشر، جاءت لتمهد للتطبيع الكامل مع السعودية، لقد سبق لمسئولين سعوديين أن رحبوا بخطوات التطبيع مع الكيان الصهيوني مع العديد من دول المنطقة، فالزيارة كانت بمثابة ما يمكن تسميته بكسر للمحرمات المتمثلة في المقاطعة الكاملة للعدو الصهيوني وتحريم وتجريم إقامة أي نوع من أنواع العلاقات معه، يقابل ذلك الدعم المطلق للقضية الفلسطينية وللحقوق العربية المشروعة.

 

والشيء المؤكد، أن التطبيع هو مشروع أمريكي صهيوني استمر العمل عليه في دوائر الاستخبارات الأمريكية والصهيونية والغربية لسنوات طويلة وها هو اليوم يؤتي ثماره بعد أن تم تقطيع وتمزيق العلاقات العربية- العربية والعربية الإسلامية، وضرب دول المنطقة من الداخل وتحويلها إلي كيانات هزيلة وضعيفة، لا حول لها ولا قوة وأصبحت في انتظار ما يأتيها من أوامر من البيت الأبيض.

جندت السعودية، إمكانياتها المالية المهولة ليس لخدمة الشعب السعودي، بل لخدمة وإشباع رغبات الملك وحاشيته والأمراء والمقربين من النظام، وتوظيف جزء كبير من تلك الأموال لخدمة المشروع الأمريكي المتمثل في تمويل الانقلابات وتغيير الأنظمة في العديد من دول العالم التي لاتسير في الفلك الأمريكي وتنفيذ الاغتيالات والتصفيات للشخصيات والرموز الوطنية في العديد من الدول مقابل حماية النظام في المملكة وغض الطرف عن ممارسات وسلوكيات نظام آل سعود.

لا يمكن للغطرسة السعودية والعبث بمقدسات الأمة أن يستمر ولا يمكن للإجرام السعودي بحق الشعب اليمني أن يستمر أيضا فالجرائم التي ارتكبت بحق الشعب اليمني لاتسقط بالتقادم وسيحاسبون علي قتل الآلاف من المواطنين اليمنيين وتدمير البنية التحتية.