اليمن: الحوثيون ينفون وجود مفاوضات مع السعودية بشأن وقف الحرب
السياسية – رصد:
خالد الحمادي
نفت جماعة الحوثي الانقلابية في اليمن وجود أي مفاوضات مع المملكة العربية السعودية بشأن وقف الحرب في اليمن، واعتبرت ما نشرته وكالة «رويترز» بهذا الصدد مجرد «تسريب سعودي» لا يبنى عليه، ويعد بمثابة «بيع الوهم للعالم» للتغطية على جرائمها في اليمن مع قرب انعقاد قمة العشرين، بتسريب خبر أن الرياض قدمت عرضاً بوقف دائم لإطلاق النار مع الحوثيين مقابل سماحهم بوجود منطقة عازلة منزوعة السلاح على الحدود بين اليمن والسعودية.
وقال عضو المكتب السياسي الأعلى لجماعة الحوثي محمد علي الحوثي، إن «تسريب رويترز بشأن مناطق فاصلة بين الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية اعتمد على مكتبها في الإمارات، ومكتبها بث أخباراً غير صحيحة قد تكون خدمة لفصائل تتبع الإمارات للضغط النفسي على آخرين من فصائل الارتزاق مع احتدام المعركة (…) إن هذه الأخبار لا تمت إلى المهنية بصلة».
وأوضح الحوثي أن «صمود اليمن عرّى حرب العدوان (السعودية) الإعلامية بإشاعاتها أو بسكوتهاعن معانات اليمن من الحصار والعدوان أو بتقديم أخبار تعزوها إلى مصادر مجهولة كما فعلت وكالة رويترز». وقال: «إن السلام هو مطلب الشعب اليمني… ولكن التسريبات لا تصنع السلام».
وقال موقع «26 سبتمبر نت» الإخباري التابع للتوجيه المعنوي للحوثيين: «بدلاً من أن تتجه السعودية بالفعل نحو وقف عدوانها المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية ورفع حصارها، تعمل القيادة السعودية على تجاوز مرحلة انعقاد قمة العشرين التي تستضيفها خلال الأيام المقبلة دون أية مفاجآت غير متوقعة، وذلك بالحديث عن وقف إطلاق النار في اليمن، وهو ما يعمل على تحسين صورتها بشأن جرائمها المستمرة في اليمن».
وأضاف أن السعودية «تتجه نحو بيع الوهم للآخرين من خلال افتعال مواقف سياسية توحي بأنها بالفعل جادة في رفع يدها عن اليمن الصامد وأنها باتت أكثر حرصاً على دماء اليمنيين».
وأوضح أن «التنازلات الإعلامية المستمرة بشأن الإعلان المشترك أو وقف إطلاق النار وغيره ليست إلا مواد وشعارات للاستهلاك الإعلامي، الهدف منها إيصال رسالة لدول وشعوب العالم أن النظام السعودي يعمل من أجل السلام في اليمن، وذلك رداً على كل الأصوات التي بدأت تطالب بوقف العدوان على اليمن، وكذلك اتخاذ بعض الدول كألمانيا قراراً بوقف بيع الأسلحة للسعودية».
وكانت وكالة «رويترز» نشرت أمس الأول خبراً نسبت فيه إلى ثلاثة مصادر دبلوماسية قولهم إن السعودية أبلغت جماعة الحوثي في اليمن في محادثات وصفتها بـ«رفيعة المستوى» بأنها «ستوقع على اقتراح للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار على مستوى البلاد إذا وافقت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران على إقامة منطقة عازلة على طول حدود السعودية».
وذكرت أن الرياض طلبت مزيداً من الضمانات الأمنية من الحوثيين، ومنها منطقة عازلة على طول الحدود مع شمال اليمن، إلى أن يتم تشكيل حكومة انتقالية تدعمها الأمم المتحدة.
وأوضحت أن الحوثيين «قد يكونون أقل استعداداً للتعاون مع السعودية إذا نفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديداته بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية قبل تركه المنصب» مشيرة إلى أن السعودية وجماعة الحوثي عقدا مباحثات افتراضية، ورفعا في الآونة الأخيرة مستوى التمثيل في هذه المحادثات ليشارك فيها كبير مفاوضي الحوثيين محمد عبد السلام ومسؤول سعودي أكبر.
وقال مصدر سياسي يمني لـ«القدس العربي»: «جاء هذا الخبر نتيجة للضغوط الكبيرة التي تتعرض لها السعودية من قبل الأمم المتحدة وبعض الدول الغربية لإجبارها على الموافقة على الإعلان المشترك الذي تتبناه الأمم المتحدة عبر ممثلها في اليمن مارتن غريفيث، والذي يتضمن وقفاً دائماً للحرب في اليمن».
وأوضح أن السعودية، على ما يبدو، عرضت على جماعة الحوثي مقترحاً بإنشاء منطقة عازلة على الحدود بين اليمن والسعودية لقاء موافقة الحوثيين على «الإعلان المشترك» التابع للأمم المتحدة، غير أن قيادات جماعة الحوثي ما زالت مختلفة فيما بينها باتخاذ قرار بهذا الصدد، وتحديداً بين «قيادات الداخل وقيادات الخارج» بدليل أنه حتى الآن لم تعلن جماعة الحوثي موقفاً رسمياً واضحاً بهذا العرض.
وأضاف أن تسريب الإدارة الأمريكية خبراً بشأن سعي الرئيس دونالد ترامب قبل مغادرته البيت الأبيض إلى تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية للضغط عليهم لقبول «الإعلان المشترك» فيما قامت أبو ظبي بإكمال المهمة بتسريب خبر عرض الرياض بشأن المنطقة العازلة بين البلدين.
* المصدر: القدس العربي
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع