الإمارات: اتفاقية الأسلحة بين موافقة الإدارة الأمريكية ورفض أعضاء الكونجرس
بقلم: دلمار لافورج و إدوارد وونغ
(موقع” نيوز 24- news24” الفرنسي- ترجمة: أسماء بجاش, الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
أخطرت إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته, الكونجرس رسمياً بأنها تخطط لبيع طائرات الشبح المقاتلة من طراز F-35، وطائرات بدون طيار المتطورة وغير ذلك من الأسلحة الحديثة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وبذلك تخوض الإدارة الأمريكية معركة محتملة مع المشرعين خلال الأسابيع الأخيرة من عمر الإدارة الحالية.
ومن الممكن أن يؤدي تمرير صفقة بيع الأسلحة والتي تقدر قيمتها 23 مليار دولار إلى تغيير شامل للتوازن العسكري في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي قد يسمح لدولة الإمارات الصغيرة والقوية, بالحصول على قوة أكبر في منطقة التي يخيم عليها الخصومات الطائفية والحروب المتأججة بالوكالة في المنطقة.
ولكن كبار المشرعين الديمقراطيين عارضوا ما يقولون بأنه عملية عاجلة لتعزيز الصفقة قبل انتهاء ولاية الرئيس ترامب.
فهذه العملية تعمل على اختصار عملية مراجعة البنتاغون العادية، ووزارة الخارجية والكونجرس لفحص كافة أوجة مبيعات الأسلحة.
بذلت جهود من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونجرس خلال الأعوام الأخيرة للحد من مبيعات الأسلحة المحتملة إلى دول الخليج الفارسي، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.
ولكن بعض المساعدين في الحزب الديمقراطي في الكونجرس اعترفوا بأنه من غير المرجح أن يحصلوا على القدر الكافي من الدعم من جانب الجمهوريين لمنع تمرير هذه الصفقة.
ورغم هذا فإن عملية تسليم الأسلحة تستغرق سنوات، ومن الممكن أن تلغيها إدارة الرئيس جو بايدن.
والواقع أن العديد من مستشاري الرئيس المنتخب بايدن يبدون تشكيكهم في مبيعات الأسلحة إلى البلدان العربية في منطقة الخليج بسبب الحرب المأساوية التي شنتها السعودية على اليمن منذ أواخر مارس من العام 2015 والتي حصدت أرواح الآلاف من المدنيين.
ومن جانبها, قالت وزارة الخارجيّة الأمريكية أن الاتّفاقيّة شملت ما يصل إلى 50 طائرة مقاتلة من طراز “F-35“, و18 طائرة بدون طيار من طراز “Reaper“ وأسلحة دقيقة وموجة أخرى.
كما مارس المسؤولون في الإمارات العربية المتحدة الضغوط لشراء طائرات من طراز “إي إيه 18 غرولير”EA-18 Growler -, وهي طائرات حربية إلكترونية يمكنها التصدي للدفاعات الجوية المعادية, ولكن المسؤولين الأميركيين قالوا إن هذا الطلب لم تتم الموافقة عليه حتى الآن.
تم تأخير الإعلان لفترة طويلة، وقد عمل مسؤولو إدارة ترامب في الأشهر الأخيرة على التعجيل بالدفع نحو إتمام صفقة بيع الأسلحة بتزامن مع المبادرة الدبلوماسية التي عرفت باسم اتفاقيات إبراهيم, والتي من خلالها احتلت دولة الإمارات المرتبة الثالثة على قائمة الدول العربية بعد مصر والأردن التي تعترف بإسرائيل.
وفي المقابل, تعهدت إسرائيل بتعليق خطة الضم للأراضي المحتلة في الضفة الغربية.
ومن جانبهم, نفى مسؤولون في الإدارة الأمريكية أن تكون حزمة الأسلحة عبارة عن مكافأة مباشرة لدور الإمارات في التقدم الدبلوماسي، الذي يشكل جزءاً من مبادرة أكبر أشرف عليها البيت الأبيض لحمل الدول العربية على تطبيع علاقاتها مع تل أبيب وزيادة في عزل إيران.
وفي الوقت نفسه، لم يجادل هؤلاء في أن زخم مبيعات الأسلحة، بعد سنوات من الطلبات المقدمة من الإمارات لشراء مقاتلات الشبح F-35، كان مرتبطاً بالمبادرة الدبلوماسية.
والواقع أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ربط بين القضيتين في إعلانه، فأكد أن الاتفاق التاريخي لدولة الإمارات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بموجب اتفاقيات إبراهيم يوفر فرصة فريدة لتحويل المنطقة بشكل إيجابي.
إن طائرة F-35، بفضل قدرتها على التهرب من الدفاعات الجوية المعادية، هي واحدة من أكثر الأسلحة تقدماً في الترسانة العسكرية الأميركية, كما أن هذا النوع من المقاتلات لطالما كان مطمعاً منذ أمد بعيد من قبل الدول في مختلف أنحاء العالم.
وفي المقابل, كانت إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تملك طائرات F-35, تعكف منذ فترة طويلة على منع اي دولة اخرى في الشرق الاوسط من الحصول عليها.
ولكن المسؤولين الأميركيين قالوا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق بشكل خاص على بيع الأسلحة لدولة الإمارات ــ بالرغم من أنه أعلن في وقت لاحق بصورة علنية عن معارضته لهذه الصفقة ــ كجزء من الحملة الأوسع نطاقاً لحمل الإمارات على الاعتراف بإسرائيل والتي أعطت نتنياهو نصراً دبلوماسيا.
كانت السياسة الأميركية المنتهجة منذ الحرب العربية الإسرائيلية في العام 1973، تتلخص في ضمان احتفاظ إسرائيل بما يسمى الميزة العسكرية النوعية على جيرانها العرب.
ينص تعريف الكونغرس على ضرورة أن تضمن الولايات المتحدة قدرة اسرائيل على هزيمة “اي تهديد عسكري تقليدي ذي مصداقية” في حين تتكبد الحد الادنى من الخسائر.
وفي الشهر الماضي قدم اثنان من أعضاء الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ مشروع قانون من شأنه أن يمنع تسليم الطائرات F-35, إلى أن يقدم البيت الأبيض تقريراً إلى الكونجرس مفاده أن صفقة الأسلحة لن تشكل أي مخاطر جديدة على القوات الأميركية أو تقوض الميزة العسكرية الإسرائيلية في الشرق الأوسط.
وقد دافع جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب وكبير مستشاريه عن صفقة الأسلحة الإماراتية، حيث لعب دوراً محورياً في المفاوضات الدبلوماسية الرامية إلى حمل الإمارات والدول العربية الأخرى على الاعتراف بإسرائيل.
كما وقد عملت الإدارة الأمريكية في ظل إدارة الرئيس ترامب على التفاوض على اتفاقيات مماثلة مع البحرين والسودان.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع.