أحمد صقر*

كشفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، عن تفاصيل مخطط إسرائيلي لتصفية الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية.

ومرت أمس الذكرى الـ16 لرحيل الرمز الفلسطيني “أبي عمار” المولود في 4 آب/ أغسطس عام 1929، والذي توفي في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2004 عن عمر ناهز الـ75 عاما، في ظل ظروف معقدة وغامضة داخل مستشفى “كلامار” العسكري الفرنسي، عقب تدهور حالته الصحية بعد حصاره من قبل الاحتلال في مقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.

وقالت الصحيفة في خبرها الرئيس اليوم: “لو انطلقت هذه العملية التي أطلق عليها الاسم السري “أولمبيادا” على الدرب، لكان الشرق الأوسط يبدو مختلفا تماما”.

وأوضحت أن “الأمر تعلق بتفجير استاد كامل في بيروت على من فيه، بهدف تصفية ياسر عرفات وأبي جهاد (خليل الوزير) وقادة منظمة التحرير الذين تواجدوا في المكان بتاريخ الأول من كانون الثاني/ يناير 1982”.

وأشارت إلى أن عملاء “إسرائيل”، الذين أطلقت عليهم مصطلح “رسل”، قاموا “بزرع كيلوغرامات كثيرة من المواد المتفجرة تحت مقاعد العديد من المشاركين من المنظمة في الاحتفال، إضافة إلى أنه بمحاذاة مدرج الاستاد كان يفترض أن تقف ثلاث مركبات متفجرة أخرى تحمل طُنين من المواد المتفجرة”.

وأفادت الصحيفة، بأن “الخطة كانت هي التفجير في البداية للعبوات التي زرعت تحت المقاعد وعندها، بعد نحو دقيقة، في الفزع الذي سينشأ، وفي ظل تدافع الناجين المفزوعين إلى الخارج، يتم تشغيل المركبات المفخخة في جهاز عن بعد أيضا، فتتحقق النهاية العظمى الدامية للعملية”.

وبحسب حديث ضابط إسرائيلي كبير جدا بقيادة المنطقة الشمالية في ذاك الوقت، فإن “شدة الانفجار والدمار كانت ستكون ذات أبعاد غير مسبوقة، حتى في مقاييس لبنان”.

وأضافت الصحيفة: “كانت جذور عملية “أولمبيادا” زرعت في القتل لعائلة هيرن على يد سمير قنطار في نيسان 1979، حيث تعاظم الغضب في إسرائيل، وبعد نهاية الجنازة أمر رئيس الأركان رفائيل إيتان قائد المنطقة الشمالية يانوش بن غال ببساطة بـ”قتلهم كلهم”.

وكانت الرسالة بحسب الصحيفة “واضحة؛ كل رجال المنظمة في لبنان؛ دمهم في رقبتهم، ومن أجل هذه المهمة كان بن غال يعرف بالضبط من يحتاج؛ مئير داغان”، منوهة إلى أن هناك “تقريرا كاملا سينشر غدا في ملحق سبعة أيام، بعد أن صادقت الرقابة العسكرية لأول مرة على نشر تفاصيل جديدة عن عملية “أولمبيادا”، بشهادات داغان وبن غال اللذين توفيا”.

ونبهت إلى أن “قلة في إسرائيل فقط كانوا يعرفون في الوقت الحقيقي عن الخطة، مثلما عن قسم غير صغير من نشاطات إسرائيل في لبنان في تلك الأيام السائبة”، مضيفة أنها “فتحت قيادة داغان، بعلم من رئيس الأركان ولكن في السر عن باقي هيئة الأركان وشعبة الاستخبارات تقريبا، وعملت وحدة ظلال في غاية السرية كانت تنفذ العمليات؛ عمليات عصابات واغتيالات للفلسطينيين، وقد أخفي القسم الأكبر منها عن رئيس الوزراء بيغن”.

وأفادت “يديعوت”، بأن “العملية لتفجير الاستاد لم تجتز كل المستويات والأذون العادية، فقد خططت في الظلال من قبل عدد صغير من مشاركي السر”، مؤكدة أن “عملية “أولمبيادا” أوقفت في اللحظة الأخيرة، فقبل ساعات من ساعة الصفر استدعي مخططو العملية إلى بيغن، الذي في خطوة دراماتيكية وبينما كان على فراش الشفاء، قرر إلغاء العملية”.

وذكرت أنه “بعد نصف سنة بدأت حرب لبنان الأولى، ولم تنته إلا بعد 18 سنة من ذلك وبثمن باهظ من الخسائر”، مشيرة إلى أن “داغان، حتى يوم وفاته، آمن بأن إسرائيل فوتت فرصة ذهبية”.

وقال داغان: “لو كانت قيادة المنظمة خرجت من اللعبة في ذاك اليوم، لأعفيت إسرائيل وجميعنا من حرب لبنان بعد نصف سنة من ذلك، ومن مشاكل أخرى لا حصر لها”.

* المصدر : عربي21
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع