القادة العرب يهنئون بايدن, على الرغم من أن الكثيرين كان يفضل ترامب
أرسلت أغلب البلدان رسائل متوهجة بمناسبة فوز المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية في الثالث من نوفمبر الجاري, في حين لا تزال المملكة العربية السعودية ــ التي كانت على علاقات طيبة مع الرئيس ترامب والتي قد تعاني في ظل إدارة بايدن ــ صامتة.
بقلم :آرون بوكسرمان
(صحيفة “تايم أوف اسرائيل- timesofisrael” الإسرائيلية – ترجمة: أسماء بجاش- الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
من القاهرة إلى بغداد والدوحة, بعث رؤساء الدول من مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط تهنئتهم للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي خاضها ضد دونالد ترامب القاطن الحالي للبيت الأبيض.
بيد أن أحد اللاعبين الرئيسيين في المنطقة اختار الالتزام بالصمت, المملكة العربية السعودية،التي يقال إنها فضلت ترامب، ولم تتقدم بعد.
ومن على منبر تويتر, غرد عبد الله الثاني، ملك الأردن: “تهانينا للرئيس المنتخب جو بايدن ونائب الرئيس كامالا هاريس, أتطلع إلى العمل معكم لتعزيز الشراكة التاريخية القوية بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية، من أجل تحقيق أهدافنا المشتركة المتمثلة في السلام والاستقرار والازدهار”.
كانا الأردن، وهو حليف إقليمي مهم للدولة اليهودية والولايات المتحدة الأمريكية، علاقة صعبة مع الرئيس المنتهية ولايته.
ورغم أن الروابط بين الحكومة الأردنية والأميركية ظلت وثيقة تحت سلطة ترامب، فإن السياسات التي انتهجتها الإدارة الأميركية لم تحظى في الغالب بشعبية بين الأغلبية المؤيدة للفلسطينيين في الأردن.
وطوال فترة رئاسته، كانت سياسة الرئيس ترامب مثيرة للجدال في منطقة الشرق الأوسط بقدر ما كانت في الولايات المتحدة.
فقد عكف الرئيس ترامب على نسج علاقات وثيقة مع بعض الحكومات, وفي نفس الوقت تسبب في خلق فجوات مع حكومات أخرى.
كان ترامب قد أقام علاقات جيدة بشكل خاص مع تحالف إقليمي من الدول الإسلامية السُنّية، بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي, كان أول زعيم عربي يهنئ بايدن بفوزه في سباق الانتخابات الرئاسية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي أن الرئيس “السيسي يأمل في تعاون مشترك وعمل مشترك لتعزيز العلاقات الاستراتيجية الثنائية بين مصر والولايات المتحدة بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين”.
تفيد العديد من التقارير بأن الرئيس السيسي كان من بين أكثر الزعماء دعماً لترامب، حيث كانت تربطه به علاقات شخصية ممتازة, وكان الرئيس ترامب قد أشار في الماضي إلى أن السيسي يعتبر “الديكتاتوري المفضل لديه”.
وقال عمرو أديب، المذيع المصري المعروف بتأييده للجيش المصري، من على منبر إحدى القنوات التلفزيونية المصرية قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية: “كلنا نعرف التناغم الموجود بين السيسي وترامب”, لو كنت أميركياً، لكنت صوت لترامب”.
لا يحظى نائب الرئيس السابق جو بايدين بشعبية في الاوساط المصرية, نتيجة دعمه لحكومة الإخوان المسلمين المنتخبة ديمقراطياً في عام 2012.
فبعد الاحتجاجات الشعبية والانقلاب العسكري الذي أطاح أخيراً بجماعة الإخوان المسلمين من على سده الحكم في مصر في يوليو 2013، علق الرئيس أوباما لفترة وجيزة المليارات من المساعدات الأميركية للبلد.
كما هنأ امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني, بايدن ورفيقته في سباق الانتخابات كامالا هاريس, حيث غرد على تويتر: “أطيب تمنياتي لشعب الولايات المتحدة. إنني أتطلع إلى العمل معكم لتعزيز الصداقة بين بلدينا”.
ففي ظل إدارة ترامب، تعرضت قطر لحصار كبير من قِبَل جيرانها، بما في ذلك السعودية, ويبدو أن إدارة بايدن قادرة على تغيير الديناميكيات الإقليمية والعلاقة بين قطر والسعودية وحلفائها.
عبر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي عن تهانيه:”إننا نعرب عن تمنياتنا المخلصة بالتنمية والرخاء للشعب الأميركي. إن دولة الامارات والولايات المتحدة الأمريكية صديقان وحليفان بشراكة تاريخية قوية نأمل ان نعززها معا”.
ومؤخراً وقعت دولة الإمارات على اتفاقية تطبيع مع إسرائيل في ظل إدارة الرئيس ترامب, ومثلها كمثل مصر، كانت أبو ظبي تأمل سراً أن يظل ترامب في السلطة.
كتب ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة رسالة إلى بايدن هنأه فيها، وفقا لما جاء في البيان الإعلامي على حد قول الملك:” “إن مملكة البحرين تقدر علاقاتها التاريخية القوية والعميقة مع الولايات المتحدة الأميركية، وهي علاقات تعود إلى أكثر من 120 عاما. وسوف نستمر في العمل من أجل إقامة تعاون بنّاء على كافة المستويات، والتعاون الذي من شأنه أن يعزز العلاقات الاستراتيجية”.
انظمت البحرين، على غرار دولة الإمارات، مؤخراً إلى ركب اتفاقيات التطبيع مع الدولة اليهودية.
هنأ رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك بايدن بالفوز في الانتخابات, كما وافق السودان مؤخراً على صنع السلام مع إسرائيل في أعقاب إزالة الرئيس ترامب أسم السودان من القائمة السوداء في واشنطن للدول الراعية للإرهاب, ولكن هذه الاتفاقية كانت مثيرة للجدال في البلد، حيث لا يؤيد الشارع السوداني التقارب مع إسرائيل.
“بالنيابة عن شعب السودان، أهنئ بايدن وكامالا هاريس لانتخابهم رئيسا ونائبا للرئيس, وأتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع كل منهما لمواصلة بناء جسور الصداقة والتعاون بين بلدينا”.
كما هنأ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي, بايدن, بالرغم من كونه شخصية مثيرة للجدل بالنسبة للكثير من العراقيين الذين يتذكرون دعمه القوي وتأييده المطلق لحرب العراق في العام 2003, “أتقدم بتهانيّ للرئيس المنتخب جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس، وأتطلع إلى تعزيز الروابط الاستراتيجية بين بلدينا من أجل مستقبل قائم على الاحترام المتبادل والتعاون الوثيق والمشترك من أجل التصدي للتحديات ودعم السلام والأمن وتحقيق الاستقرار والازدهار”.
ومن جانبه، أعرب رئيس الدولة اللبناني ميشيل عون عن أمله في أن يتم خلال فترة ولايته تحقيق التوازن في العلاقات اللبنانية الأميركية لصالح الشعبين اللبناني والأميركي الصديقين”.
ومن جهة أخرى لم تتحدث السعودية حتى كتابة المقال, حيث كان لرئيس ترامب علاقة وثيقة مع “صديقه” ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
فقد قاوم الرئيس ترامب الإجماع الدولي المتزايد على مسؤولية شخص الأمير محمد بن سلمان فيما يخص مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في مدينة اسطنبول التركية, مطلع أكتوبر من العام 2018، وهي جريمة قتل, زُعم أنه قد رعاها هو نفسه، وعارض قراراً كان من شأنه أن ينهي الدعم العسكري الأمريكي الذي تقدمه للرياض في حملتها العسكرية في اليمن.
انتهج بايدن مبدأ القسوة عند الحديث عن التساهل الذي أبداه سلفه في التعامل مع الإدارة السعودية, كما وعد بإعادة النظر في العلاقة بين الولايات المتحدة والحكومة السعودية، وإنهاء الدعم للحرب التي قادتها الرياض في اليمن.
واضاف “اريد أن اوضح تماماً اننا لن نبيع لهم المزيد من الاسلحة في النهاية, حيث سنجعلهم يدفعون الثمن، وسنجعلهم المنبوذين كما كانوا”.
ومنذ الإعلان عن فوز بايدن في سباق الانتخابات الرئاسية أعربت المملكة العربية السعودية عن تهانيها لرئيسي آخرين، بما في ذلك رئيس تنزانيا على إعادة انتخابه.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.