إسرائيل قلقة أكثر من أي وقت مضى بشأن نتيجة الانتخابات الأمريكية
بقلم: د/ عدنان أبو عامر (صحيفة “ميدل ايست مينتور” – ترجمة: نجاة نور، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)
تزداد إسرائيل قلقا بشأن نتيجة الانتخابات الأمريكية, وتخشى فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن وخسارة حليفها دونالد ترامب.
واستعداداً لانتصار الديمقراطيين، تسعى إلى تعاون أوثق مع دول المنطقة، ونفوذ أكبر داخل الحزب الديمقراطي، واتصالات إيجابية مع فريق حملة بايدن لإلغاء احتمال وجود سياسة خارجية معادية لإسرائيل في واشنطن ونهاية العلاقة الغرامية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
من بين المخاوف التي تقلق إسرائيل بشأن الرئيس بايدن في البيت الأبيض, أنه قد يعيد الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحب منه ترامب في عام 2018.
ويتوقع الإسرائيليون أيضاً أن تكون قضية المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة والقدس، مرة أخرى على جدول الأعمال مع الإدارةال ديمقراطية التي من المرجح أن تنظر إليها مرة أخرى على أنها عقبة في طريق السلام, ومن المحتمل أيضاً أن تتشجع الأمم المتحدة على رفض المستوطنات غير القانونية.
يعتقد معظم الإسرائيليين أن علاقة إسرائيل بالبيت الأبيض ستكون أقل من ودية.
التقدير هو أنه إذا اكتسح بايدن الانتخابات، فإن القضية الفلسطينية ستكون على رأس أولويات سياسته الخارجية، لأنه سيحاول أن ينأى بنفسه عن سلفه.
ومن المرجح أن يدفع الديمقراطيون المتطرفون من أجل المناصب الحكومية الرئيسية ومن هناك يمارسون الضغط على إسرائيل فيما يتعلق بالمستوطنات, حيث لا يزال الإسرائيليون يتذكرون ” الماضي السيئ” في عهد الرئيس باراك أوباما.
في عام 2016 وقع اتفاقية مساعدة لمدة عشر سنوات مع إسرائيل بقيمة 3.8 مليار دولار سنوياً، والتي يجب أن يصادق عليها الكونغرس سنوياً.
واليوم يطالب الراديكاليون في الحزب الديمقراطي باستغلال ذلك لدفع إسرائيل لتغيير مواقفها.
علاوة على ذلك، من غير المرجح أن يتم تنفيذ المزيد من وعود ترامب, بالطبع، ستبقى السفارة الأمريكية في القدس تحت ادارة بايدن، ولكن قد يقيم السفير في تل أبيب.
يُعتقد أن الرئيس بايدن سيعيد فتح السفارة الفلسطينية في واشنطن- مكتب منظمة التحرير الفلسطينية على وجه التحديد- التي أغلقها ترامب في عام 2018.
علاوة على ذلك، سيعيد المساعدات إلى المؤسسات الفلسطينية، وكذلك للأونروا، والتي يوفر الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين، لكن بايدن لا ينوي استخدام المساعدة لإسرائيل كوسيلة للضغط عليها لتغيير سياساتها.
قد يكون أول الزوار الأجانب لبايدن إذا فاز في الانتخابات هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع بيني غانتس وغابي أشكنازي وزير الخارجية, حيث سيعملون بكل جهد على أمل أن يكونوا قادرين على فتح صفحة جديدة في العلاقة بين اسرائيل وواشنطن.
لا شك أن القضية الأكثر أهمية التي تواجه إسرائيل مع بايدن هي إيران، لأنه إذا تم انتخابه فسوف يعمل على أحياء اتفاقية قديمة جديدة مع طهران لتخفيف العقوبات القاسية التي فرضها ترامب.
كما أنه سيقاتل من أجل اتفاق معدل طويل الأمد يتضمن قيوداً على برنامج إيران النووي وتطوير الصواريخ.
تجري الانتخابات الرئاسية الأمريكية في ظل اعتقاد خبراء إسرائيليين وأمريكيين أن واشنطن فقدت قوتها النسبية ونفوذها العالمي، وهو ما ينعكس في موقفها تجاه إسرائيل، بما في ذلك التهديد بقطع المساعدات العسكرية.
وبينما تعتمد إسرائيل الآن على الولايات المتحدة أقل مما كانت عليه من قبل، فمن الواضح أن هوية الرجل الجالس في البيت الأبيض، سواء كان بايدن أو ترامب لها تأثير على إسرائيل ومستقبلها فيما يتعلق بإيران والمستوطنات والفلسطينيين.
لا شك في أن الإسرائيليين يواجهون تحولا كبيرا في هذه المناسبة التاريخية, ويجب أن يسألوا أنفسهم ما إذا كانوا مستعدين لما قد يكون نتيجة انتخابات محرجة للغاية.
يكشف التدقيق بالوضع عن أن إسرائيل قد تخلت إلى حد ما عن الديمقراطيين في أمريكا منذ عام 2016, ولا يمكنها الاعتماد إلا على دعم بدون أسئلة من ترامب والجمهوريين والمسيحيين الإنجيليين.
تم وضع الاتصالات مع الديمقراطيين والمؤثرين المرتبطين بهم، بما في ذلك النخبة الأكاديمية والمنظمات العمالية والأقليات- وعلى رأسهم بالطبع الجالية اليهودية- جانباً, في الاندفاع للحصول على مكاسب فورية من إدارة ترامب.
لقد تم تحقيق ذلك على حساب رؤية إسرائيل بعيدة المدى, واتسعت الفجوة بين إسرائيل والجالية اليهودية الأكبر والأكثر نفوذاً في العالم في ظل رئاسة ترامب.
اليهود الأمريكيون هم تقليديون ديمقراطيون بشكل أساسي، ومن المرجح أن يكونوا كذلك في الانتخابات الحالية, حيث سيكون من الممتع معرفة ما إذا كانوا كذلك.
يعتبر دونالد ترامب رئيساً متعاطفاً مع إسرائيل، وربما يكون الرئيس الأمريكي الأكثر تأييداً لإسرائيل في التاريخ.
سنعرف في غضون أيام قليلة ما إذا كان سيغادر البيت الأبيض في يناير 2021, أو في يناير 2025.
وفي كلتا الحالتين، يجب أن تكون إسرائيل جاهزة لليوم الذي سيحل محل ترامب شخص آخر.
إذا فاز بايدن هذا الأسبوع، فإن اختصار الأمد الذي حققه نتنياهو في السنوات الأربع الماضية سيكون عائقاً كبيراً أمام علاقة إسرائيل بالرئيس الجديد.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.