زهير أندراوس*

تجري اليوم الثلاثاء الانتخابات الأمريكيّة التي يتنافس فيها الرئيس دونالد ترامب (جمهوريّ) ضدّ نائب الرئيس السابق، جو بايدن (ديمقراطيّ)، وبحسب المُستشرِقة الإسرائيليّة، شيمريت مئير، فإنّ الشرق الأوسط بات مُقسّمًا لثلاثة مراكز: الأوّل يتكوّن من مؤيّدي ترامب وتتصدّره إسرائيل، إذْ أنّه بموجب استطلاع للرأي العّام فإنّ نصف الإسرائيليين يريدون فوز ترامب، أمّا المركز الثاني، فيضُم الدول التي حافظت على الحياديّة، والثالث أولئك الزعماء الدول الذين ينتظرون بفارغ الصبر فوز بايدن.

وفي هذا السياق رأت المستشرقة مئير أنّ ما أسمته باليمين السياسيّ بالمنطقة، ويشمل إسرائيل، الإمارات والسعوديّة ومصر، يُريد ترامب رئيسًا، لافتةً إلى أنّ وسائل الإعلام في الدول العربيّة المذكورة، وهي تابعة بالمُطلق للأنظمة، تعمل بدون كللٍ أوْ مللٍ على الترويج لترامب، ولا تُخفي بتاتًا أنّها مع إعادة انتخابه، ذلك أنّ هذه الدول، أضافت المُستشرِقة، ستزداد قوّتها الجيو-سياسيّة أكثر في حال إعادة انتخاب ترامب، وبالمُقابل ستستفيق مع ضربةٍ قويّةٍ في الرأس إذا نجح بايدن، وفق أقوالها.

وشدّدّت المُستشرِقة في مقالٍ تحليليٍّ نشرته اليوم الثلاثاء في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، شدّدّت على أنّ الدول التي حافظت على الحياديّة، مثل قطر والأردن، وابتعدت عن المُنافسة، حافظت في الوقت ذاته على علاقاتٍ ممتازةٍ مع الإدارة الحاليّة، ولكنّها ابتعدت عن تأييد المشاريع السياسيّة في الشرق الأوسط، مثل خطّة السلام الأمريكيّة، المعروفة إعلاميًا بـ”صفقة القرن” والتطبيع مع إسرائيل، ذلك أنّهما، أيْ قطر والأردن، لم تتذوقّا طعم الحلويات اللذيذة التي قام بتوزيعها ترامب، ولذا فإنّهما أبقيتا الطريق مفتوحًا أمام علاقاتٍ جديدةٍ في حال انتخاب بايدن، كما قالت.

وزعمت المُستشرِقة الإسرائيليّة أنّ كلّا من إيران والفلسطينيين يُريدون خسارة ترامب، ليرفعوا كأس الشمبانيا بدون كحول احتفالاً بفوز بايدن، ذلك أنّ إستراتيجيّة رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، كانت أنّ فترة ترامب ستمُرّ هي الأخرى، وإيران على اقتناعٍ تامٍّ بأنّ “طرد” ترامب من البيت الأبيض سيُنهي حقبة الضغوطات والعقوبات الأمريكيّة التي وصلت إلى الحدّ الأقصى خلال ولايته، كما أنّ سياسة الرئيس الحاليّ، برأي المستشرقة نقلت إيران من وضع الهجوم إلى حالة الدفاع، على حدّ توصيفها.

عُلاوةً على ذلك، أوضحت المُستشرقة أنّ الانتخابات الحاليّة تُعتبر “تاريخيّةً” بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، ولا حاجة للتظاهر بتاتًا بأنّ ترامب كان سيئًا لإسرائيل، إذْ أنّه كان الأحسن للدولة العبريّة، وبالتالي إذا وصل بايدن إلى البيت الأبيض سيكون الأمر بالنسبة لتل أبيب أقّل حلاوةً، ولكنّ الدعم الأمريكيّ لدولة الاحتلال سيبقى كما كان، على حدّ قولها.

ورأت أنّ التحدّي الكبير الذي ينتظِر صُنّاع القرار في تل أبيب إذا فاز بايدن سيكون العمل على التوصّل لتفاهماتٍ مع الإدارة الجديدة في كلّ ما يتعلّق بالعقوبات على إيران، وعدم انتهاج سياسة غوغائيّة كما فعل رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قبل وخلال وبعد التوقيع على الاتفاق النوويّ بين إيران وبين مجموعة دول (5+1) في العام 2015، لأنّه باعتقاده سلوك نتنياهو عندها وجّه رسالة ضعفٍ إسرائيليّةٍ للعالم.

وعبّرت المُستشرِقة عن أملها في أنْ يكون بايدن مع مستشاريه ومُقرّبيه قد فهم وذوّت الحقيقة بأنّ المُناوشات غيرُ المُتوقّفة مع إسرائيل لا تجلِب سوى وجع الرأس، مُختتمةً بالقول إنّه في نهاية المطاف، تبقى المصالِح الأمريكيّة والإسرائيليّة مُتساوِقةٍ بصرف الطرف عن هوية الرئيس الذي يجلِس في البيت الأبيض، طبقًا لأقوالها.

* المصدر : رأي اليوم
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع