محور المقاومة يتصدّى لعنصرية ماكرون ضد النبي محمد بخلاف دويلات التطبيع
السياسية : محمد علي الديلمي
تصدى محور المقاومة لتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العنصرية التي”تسيء إلى النبي محمد عليه السلام” ,وتزامنت مع الاحتفاء بالمولد النبوي لرسول البشرية,بخلاف الدويلات الخليجية التي هرولت للتطبيع مع الكيان الصهيوني .
وكان ماكرون قال في حفل تأبين المعلم صمويل باتي الذي قُطِع رأسه في أحد شوارع العاصمة باريس بسبب عرضه على تلاميذه رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد: “لن نتخلى عن الرسوم وإن تقهقر البعض”.
وجاء الرد سريعا على تصريحات الرئيس الفرنسي على لسان قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي خلال حفل المولد النبوي ,واصفا الرئيس الفرنسي بأنه مجرد “دمية” تحركها الصهيونية العالمية .
وقال السيد عبد الملك إن “طاغوت العصر المتمثل في الولايات المتحدة وإسرائيل، ومن يدور في فلكهم ويواليهم، امتداد للاعوجاج عن الصراط المستقيم، وللانحراف عن الأنبياء ومنهجهم، وللتحريف للمبادئ والقيم والتعليمات الإلهية”.
وتابع قائلا: “يجتمع اليوم هؤلاء بكلهم تحت الراية الأمريكية، يسعون في الأرض فسادا، وما ماكرون الرئيسي الفرنسي إلا دمية من دمى الصهاينة اليهود، يدفعون به إلى الإساءة المعلنة إلى النبي محمد، وإلى الإسلام”.
ورغم أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون أعلن “تفهمه” لمشاعر المسلمين إزاء الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد (ص)،لكن دون أن يعلن صراحة رفضه الإساءة للإسلام .
وتابع ماكرون: “أعتقد أن ردود الفعل (تجاه الإساءة الفرنسية للإسلام) كان مردها أكاذيب وتحريف كلامي، ولأن الناس فهموا أنني مؤيد للرسوم الكاريكاتورية (المسيئة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم)”.
واتسعت رقعة الاحتجاجات على الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وآله سلم في مختلف أنحاء العالمين الإسلامي والعربي في مؤشر على انتشار الغضب من نشر الرسوم ودفاع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن نشرها في صحيفة شارلي ايبدو.
من جانبه كان السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بلبنان قد رد على ماكرون بسبب تصريحاته حول النبي محمد قائلا :
” إن فرنسا أعلنت حربًا على الإسلام عبر دعمها لنشر الرسوم الساخرة المسيئة للنبي محمد(ص)، مُعتبرًا في الوقت نفسه أنه لا يوجد شيء اسمه “إرهاب إسلامي”، مُعلنا رفضه ربط جريمة “شخص محدد” بـ”دين كامل أو لأتباع هذا الدين”.
وأكد نصر الله، في كلمة تليفزيونية في ذكرى المولد النبوي،: “لا شيء اسمه إرهاب إسلامي أو فاشية إسلامية، ومن يرتكب الجريمة هو المجرم”.
وأكد نصر الله أن “الفكر التكفيري الإرهابي في منطقتنا حمته الدول الغربية واستخدام هذا النوع من الجماعات يجب أن يتوقف”، مُؤكدًا أنه لا يمكن للمسلمين أن يتحملوا أي إساءة تتوجه إلى النبي محمد(ص) “ويعتبرون أن الدفاع عن كرامة نبيهم في أعلى الأولويات.
وتسارعت ردود الفعل تجاه تصريحات ماكرون ماادى إلى قيام الكثير ,عددمن الدول العربية والإسلامية بمقاطعة المنتجات الفرنسية ,وخاصة الغذائية منها .
فيما استجدت فرنسا حكومات الدول الإسلامية إلى وقف دعوات مقاطعة سلعها التي جاءت بعد تصريحات لمسؤولين، من بينهم الرئيس، ، تنتقد ماوصفته ب” التطرف الإسلامي” عقب مقتل مدرس بعد عرضه رسوما مسيئة للنبي محمد.
ونشر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر باللغة العربية عبر فيها عن تمسكه برفض” خطاب الحقد” وقبوله ” للخطاب السلمي”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، وصف ماكرون الإسلام بأنه دين “في أزمة”، وأعلن عن خطط لقوانين أكثر صرامة لمواجهة ما سماه “الانفصالية الإسلامية” في فرنسا.
ولم يكن موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية غائبا عما قاله ماكرون من تصريحات وصفت أنها تدخل ضمن العداء الصريح للإسلام والمسلمين ومعتقداتهم الدينية .
وقال المرشد الإيراني علي خامنئي “إن تأييد الرئيس الفرنسي الإساءة للإسلام يعتبر إهانة لضمير المسلمين الفرنسيين الذين انتخبوه”.
وتساءل: لماذا يعتبر ماكرون التشكيك في الهولوكوست جريمة بينما إهانة رسول الإسلام (صلى الله عليه وسلم) حرية تعبير؟
وأضاف أن العمل الذي أساء للإسلام والرسول عليه السلام عمل أحمق، وتأييد الرئيس الفرنسي له محل استغراب واستهجان.
ودان وزير الخارجية الماليزي هشام الدين حسين، مواقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وشدد على أن الإساءة للنبي والإسلام تقع خارج نطاق حرية التعبير، وتمثل استفزازا صريحا لملايين المسلمين في العالم.
ولم يكن موقف الشعوب العربية, والإسلامية ببعيد عن المواقف الرسمية حيث احتج عشرات الآلاف في مسيرات احتجاجية بمعظم دولها من اليمن ,وفلسطين ودول محور المقاومة العربي والإسلامي, ردا على تصريحات الرئيس الفرنسي المسيئة للإسلام .
فيما التزمت الصمت الدويلات الخليجية التي هرولت للتطبيع مع إسرائيل, وتناولت الموضوع بشي من الخجل على صدر صفحاتها دون أي تصريحات ومواقف تذكر لملوك وامراء تلك الدويلات .
بل وصل الأمر أن أصدر ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، تعليماته إلى جهات الاختصاص في الإمارات بعدم تفعيل مقاطعة المنتجات الفرنسية رداً على إساءة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للإسلام والنبي محمد، في خطوة أثارت موجة غضب واسعة في الشارع الإماراتي.
ونشر حساب ” مركز الإمارات للدراسات والإعلام”. تغريده أثارت جدلاً واسعاً جاء تحتها (الشيخ محمد بن زايد يؤكد للرئيس الفرنسي ماكرون دعمه لاقتصاد #فرنسا ضد الحرب الممنهجة التي يقودها تنظيم الإخوان المسلمين العالمي بمقاطعة المنتجات الفرنسية ).
وكان ماكرون قد أكد في خطاب متلفز له إصراره على نشر الرسوم المسيئة للإسلام “نصرة للقيم العلمانية” وفق قوله. وذلك رغم حادثة الطعن لامرأتين مسلمتين محجبتين تحت برج إيفل بباريس والتي وقعت يوم الأحد.
وأكد ماكرون في خطابه أن بلاده لن تتخلى عن الرسوم الساخرة، وذلك في معرض حديثه عن مدرس فرنسي قتل بعد نشره صورا مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام.
وخلاصة القول كما أكد على ذلك الكثير من الكتاب وقادة الرأي بالوطن العربي على أن الغرب الاستعمارى يعلم علم اليقين أنه ما من دين إرهابي بطبيعته، لا المسيحية ولا الإسلام .ولكن الغرب بحاجة إلى غطاء فكرى لمواصلة الهيمنة على شعوب العالم الثالث…
وأشاروا في كتابات عن ذلك إلى أن ماكرون وغيره يحتاج للحديث عن الإرهاب الإسلامي، خاصة أن فرنسا تمر بأزمات اقتصادية واجتماعية من بطالة وإفلاس وقمع للحريات، تجلى واضحاً مع أصحاب السترات الصفراء، هكذا تدخل مقولة ‘الإرهاب الإسلامي‛ في سوق تداول الأقنعة السياسية لعمليات النهب المنظم والهيمنة الاقتصادية”.
وكان اتُهم سبعة أشخاص، من بينهم طالبان، بقطع رأس مدرس اللغة الفرنسية صمويل باتي في 16 أكتوبر/ تشرين الأول بالقرب من باريس. وقُتل قاتله، عبد الله أنزوروف، 18 عاما، برصاص الشرطة بعد وقت قصير من الهجوم، الذي وقع بالقرب من المدرسة التي يدرس فيها باتي.
وفي عام 2015، قُتل 12 شخصا في هجوم على مكاتب المجلة الفرنسية الساخرة شارلي إيبدو. واستهدف المتطرفون المجلة لنشرها رسوم كاريكاتورية رأها المسلمون وهيئات إسلامية في مختلف أنحاء العالم مسيئة للنبي محمد.