زهير أندراوس*

ذكرت صحيفة “معاريف” العبريّة، أنّ دولة الإمارات العربيّة المُتحدّة وقعت اتفاقًا مع شركةٍ إسرائيليّةٍ تُصنِّع النبيذ في هضبة الجولان السورية المحتلة بهدف استيراده، وأضافت أنّ شركة A&E ستقوم بتنفيذ عملية استيراد وتسويق هذا النبيذ، وسيتم في البداية تسويقه في دبي الأسبوع المقبل، وفي وقت لاحق في جميع أنحاء الإمارات، طبقًا للمصادر التي اعتمدت عليها الصحيفة.

وقال يائير شابيرا الرئيس التنفيذيّ لمصنع نبيذ مرتفعات الجولان: نحن متحمسون لأنْ نكون مصنع الخمور الإسرائيليّ الذي سيفتح البوابة ويعرف سكان وضيوف الإمارات في دبي بصناعة النبيذ الإسرائيلية، وفقًا لما ذكرته صحيفة “جيروزاليم بوست” مؤخرًا. واعتبر الرئيس التنفيذي أنّ توقيع اتفاقية التوزيع مع A&E هو لحظة تاريخية مثيرة بشكل خاص لصناعة النبيذ الإسرائيلية، على حدّ تعبيره.

وأشارت المصادر في تل أبيب إلى أنّه لأكثر من ثلاثة عقود، يقوم مصنع نبيذ مرتفعات الجولان العربيّة-السوريّة المُحتلّة بتصدير النبيذ إلى العديد من البلدان حول العالم. ويأتي هذا الاتفاق في الوقت الذي تتجه فيه دول في العالم، وخصوصًا في دول الاتحاد الأوروبيّ، إلى مقاطعة منتجات المستوطنات في الأراضي المحتلة عام 1967، الجولان والضفة الغربية والقدس، من خلال إزالة هذه المنتجات، وبينها نبيذ مستوطنات الجولان والضفة الغربية، أوْ وضع علامات على الزجاجات تفيد بأنّه مصنوع في المستوطنات غير الشرعيّة.

وشدّدّت صحيفة (يسرائيل هايوم) العبريّة اليمينيّة، والتي تناولت قضية بيع نبيذ الجولان المُحتّل للإمارات، شدّدّت على أنّ التوقيع على الاتفاقيّة الإماراتيّة-الإسرائيليّة خرج إلى حيِّز التنفيذ على الرغم من الحملة التي قامت فيها حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها (BDS)، لافتةً في الوقت ذاته إلى أنّ احتساء الخمور في الدولة الخليجيّة ممنوع، ولكن تقوم المطاعم والفنادق وفي حاناتٍ معيّنةٍ ببيعه للسُيّاح ورجال الأعمال القادمين من دولٍ غربيّةٍ، كما قالت الصحيفة العبريّة.

وقال جيسون ديكسون، المدير العّام لشركة (E&A)، التي تقوم بتسويق النبيذ في الإمارات، قال للصحيفة العبريّة إنّ النبيذ الذي يُصنّع في المستوطنات الإسرائيليّة الواقعة في الجزء المُحتّل من هضبة الجولان العربيّة السوريّة، وهو أحد أهّم أنواع النبيذ التي تُنتِج في إسرائيل، مُشيرًا إلى أنّ متأثر جدًا من هذا الاتفاق، لأنّه للمرّة الأولى ستقوم الشركة بتوريد النبيذ الإسرائيليّ من الجولان إلى الإمارات، مُضيفًا أنّ شركته تطمح في توسيع الاتفاق على أنْ تكون مدّته طويلةً جدًا، كما قال.

ومن الجدير بالذكر أنّ هضبة الجولان تُعتبر ذات مكانة إستراتيجيّة بالغة الاستثنائية في الشرق الأوسط، من الناحية الأمنيّة والاقتصاديّة على حدِّ سواء، إذْ أنّه مجرّد الوقوف على الهضبة يسمح للإنسان من كشف أربع دول هي فلسطين وسوريّة ولبنان والأردن، علاوة على أنّ هضبة الجولان، التي احتلتها إسرائيل في عدوان يونيو 1967 تعد خزّانًا استراتيجيًّا للمياه وأرضًا للنبيذ الفاخر بفضل كرومها وثرواتها الزراعية ووفرة مياهها.

ويُشار إلى أنّه في شهر آذار (مارس) الماضي وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعلانًا يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وضمتها عام 1981. وقال ترامب في البيت الأبيض وإلى جانبه رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو: “لقد جرى التخطيط لهذا الأمر منذ فترة”. ويعد هذا الاعتراف خروجا على الإجماع الدولي.

ووصف نتنياهو الاعتراف بالتاريخيّ، وقال إنّ مرتفعات الجولان ستظل إلى الأبد تحت السيطرة الإسرائيلية. وقال لن نتخلى عنها أبدًا، وخاطب ترامب قائلاً: يأتي إعلانكم في وقت أصبحت فيه الجولان أهّم بالنسبة لأمننا أكثر من أيّ وقتٍ سابقٍ، بحسب تعبيره.

* المصدر : رأي اليوم
* المادة تم نقلها حرفيامن المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع