ميلاد الهدى .. وعظمة الرسالة
السياسية – : المحرر السياسي
بمولده صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله في القرن السادس الميلادي والعالم يموج في الظلمات، فٌتح عصر جديد في تاريخ البشرية وبدأت مسيرة النور التي جاء بها الرسول الكريم محمد بن عبدالله، حاملا الرسالة السماوية التي قدّر لها أن تغير مجرى التاريخ الإنساني.
اليوم والإسلام ورسالته الخالدة يتعرضون لهجمة شرسة من قبل أعداء الحق، يجب العمل بكل همّة وإخلاص للحفاظ على عظمة الرسالة المحمدية والاحتفال بما يليق بميلاده صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي هذا الصدد فإن احتفالات الجمهورية اليمنية بهذه المناسبة الدينية الجليلة لهذا العام تعد الأضخم والأكثر زخماً وتميزاً، بدأت التحضيرات لها منذ وقت مبكر في مختلف المحافظات وبشكل غير مسبوق، تعكس حقيقة ارتباط اليمنيين العميق بالرسول الخاتم محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.
لقد كان للشعب اليمني الدور البارز في نصرة الرسالة المحمدية وحمل راية التوحيد إلى أصقاع الأرض، مبشرين بميلاد عهد جديد قائم على العدل والمساواة وإرساء دعائم نمط من الحكم أساسه الارتباط بالله والعمل بما جاء في كتابه الكريم وسنة الرسول العظيم.
إن واقع الأمة الإسلامية اليوم واقع مرير بعد أن تكالبت على الأمة قوى الشر والهيمنة والاستكبار في مختلف أرجاء الأرض وتمكنهم من تمزيق العالم الإسلامي إلى دويلات هزيلة وضعيفة، حتى أصبحت تعمل بتوجيهات قوى العدوان وأجهزتها الاستخباراتية.
لقد وصل حال الأمة الإسلامية إلى أدنى مستوى له من التشرذم والتمزق والتفكك والتآمر على بعضها البعض بفعل دسائس وحيل الاستعمار، ما يمكن القول معه إن واقع الأمة اليوم في أدنى مستوياته منذ عقود خلت بسبب قيادات مرتهنة تولت مقاليد الحكم في الدول الإسلامية وارتمت في أحضان أمريكا وبقية الدول الاستعمارية.
هذه المسألة تؤكدها حقيقة التهافت والتسارع للتطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي من قبل الأنظمة العميلة، في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، قضية العرب والمسلمين الأولى، وهذا ما يعكسه الحاضر المذل للأمة الإسلامية والذي أوصل هذا الوضع نتيجة الابتعاد عن كتاب الله وسنة رسوله الكريم وسيرته النيرة، وقادة اتسم أدائهم بالضعف والخوف وعدم امتلاكهم لرؤية سياسية صائبة الأمر الذي أدى إلى وضعهم لتاريخ الأمة المجيد بين أحضان قوى الاستعمار والمتربصين بها وموقعها المتميز وثرواتها.
لقد أشار قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي في خطابه الأخير أثناء تدشين فعاليات الاحتفال بالمولد النبوي، إلى ضرورة أخذ العبر والدروس والدلالات من هذه المناسبة الدينية وما تحمله من معان سامية وعظيمة يجب التوقف عندها والتأمل في مضامينها ومقاصدها النبيلة.
واقع الأمة اليوم لا يسر خاطر، ما يتطلب وقفة جادة لمعرفة أسباب ومكامن الخلل والعمل على تجاوزها وتصحيح المسار بتوفير أسباب النهوض للأمة وأخذ الحيطة والحذر من دسائس ومؤامرات الأعداء.