بقلم: محمد علي كالفود ومارغريت كوكر

(نيويورك تايمز الامريكية ، ترجمة: انيسة معيض – سبأ):—-

الحديدة ، اليمن – كان من بين ضحايا الانفجار صيدلي ، ورجل يشتغل بالتوصيل يقود دراجة نارية وتاجر سمك ذلك الانفجار الذي وصفته منظمات الإغاثة بالعنيف غير الشرعي ضد المدنيين في اليمن بمدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر ، وهناك حقيقة جوهرية جلية تتمثل في أنه أسفر عن 55 قتيلاً و 170 جريحا.

ومع ذلك، كالكثير من أمثلته في الحرب الأهلية في اليمن ، فالعديد من العناصر للهجمات المتعددة التي وقعت يوم الخميس لا تزال غامضة ، من كان المسؤول ، ومن أو ما الهدف المقصود. وألقى المقاتلون الرئيسيون في معركة الحديدة ، وهي المدينة التي يسكنها 600 ألف نسمة، باللائمة على بعضهم في التفجيرات التي استهدفت حيا سكنيا ، وسوقا للأسماك بالمدينة وكذا محيط المستشفى الرئيسي.

ويقول المتمردون الحوثيون ( حسب وصفه) الذين يسيطرون على الحديدة ، شريان الحياة الحيوي الذي يتم من خلاله تزويد البلاد بالغذاء والدواء، والمسعفون الذين يعالجون الجرحى، إن التحالف بقيادة السعودية هو من قام بشن ضربات جوية ضد أهداف مدنية. وألقى السعوديون باللوم على الحوثيين، مشيرين إلى أدلة تم جمعها خلال عطلة نهاية الأسبوع تشير إلى أن قذائف الهاون، التي أطلقت من الأرض، كانت تستخدم عوضا عن الصواريخ من الطائرات.

وحتى الآن ، لم تنسب كلا من جماعات الإغاثة الدولية ولا الأمم المتحدة اللوم لأحد. وبدلاً من ذلك ، فقد أدانوا الهجمات باعتبارها الأحدث في سلسلة الاعتداءات ،  خلال أكثر من ثلاث سنوات من الصراع، والتي يبدو أنها تنتهك قوانين الحرب الدولية.

تصنف الأمم المتحدة اليمن بأنها  تعتبر أسوأ أزمة إنسانية في العالم. ويعتمد ثلثا سكان البلاد البالغ عددهم 29 مليون نسمة على المساعدات الدولية، والحديدة هي نقطة الدخول لحوالي 70% من هذه المساعدات.

لقد قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص في القتال والأزمات الطبية الحادة التي تفاقمت بفعل الحرب الأهلية (حسب وصفه) التي بدأت في عام 2015 بعد انهيار مفاوضات تشارك السلطة.

تنقسم البلاد حالياً إلى مناطق نفوذ متنافس عليها ، حيث يسيطر الحوثيون، وهم جماعة شيعية في معظمهم (حسب وصفه) على موطن أجدادهم في الشمال الغربي، الحديدة والعاصمة، صنعاء. في حين تقوم القوات المسلحة لكلا من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ، التي تصف الحوثيين باعتبارهم وكلاء إيرانيين بدعم وتسليح وتدريب الميليشيات المحلية المعارضة ، على أمل إعادة السلطة إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي مثار الخلاف لكنه المعترف به دوليًا.

في يونيو الماضي, شن التحالف الذي تقوده السعودية معركة الحديدة في محاولة لقلب موازين القوى ضد الحوثيين ، متجاهلاً الاحتجاج الدبلوماسي المتمثل في القلق على سلامة سكان المدينة وكذا التهديد الذي يمكن أن يشكله القتال على خطوط الإمدادات الإنسانية.

ومنذ ذلك الحين ، اعتاد السكان على أصوات الطائرات المقاتلة التابعة للتحالف ، التي تقوم بغارات متكررة بالقنابل على مشارف المدينة، وصخب معارك المشاة.

وأفادت “أسوشياتد برس” أنّ القتال الذي اندلع في نهاية الأسبوع بين القوات اليمنية المدعومة من الإمارات والحوثيين في ضواحي المدينة الجنوبية أسفر عن مقتل العشرات من المقاتلين.

وقالت منظمات الإغاثة إن الهجمات دمرت الكثير من الأنظمة التي توفر المياه العذبة للمدينة وكذا تلك التي تعمل على التخلص من مياه الصرف الصحي.

ووفقا لمسؤول كبير في التحالف ومسؤول أمريكي : لكن المعركة من أجل الحديدة لم يسفر عنها الخسائر البشرية الهائلة التي كان يُخشى منها. فقد قرر التحالف العربي أنه ليس من البراعة ولا الشجاعة القيام  بمعركة دموية ضخمة بمدينة متنازع عليها.

ومع ذلك فان أعمال العنف التي وقعت يوم الخميس أعادت إحياء تلك المخاوف.

وقال جوليان فلدوجيك” المدير القطري المساعد لمنظمة كير، وهي منظمة إغاثية, “هذه الهجمات خرجت بالفعل عن الحد المتوقع، “نحن في تفكير دائم بان الوضع لا يمكن ان يصبح أسوأ. لكن للأسف نحن مخطئون. ”

وخلال وقت الغداء من يوم الخميس ، سقطت العديد من القنابل على أحد الأحياء المجاورة للمجمع العسكري للحوثيين. وقال أحد السكان الذي تضرر منزله إنه لم تقع إصابات ، فيما صرح آخرون قالوا إن المجمع الأمني قد تم إخلاءه في الغالب وقت وقوع الهجوم.

ووفقا لما قاله شهود عيان : انه وفي حوالي الساعة 4 مساءً ، ضربت ثلاث قنابل سوق السمك الرئيسي في المدينة في تتابع سريع. وبعد حوالي 30 دقيقة ، وقع تفجيران بالجوار ، عند مدخل المستشفى المركزي ، والانفجار الثالث أستهدف سقف غرفة سجلات المستشفى.

وأشارت التقارير الأولية للمسعفين ومنظمات الإغاثة إلى أن الطائرات الحربية التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية نفذت الهجوم. وعارض السعوديون والإماراتيون هذه المزاعم بقوة ، وأخبروا الصحفيين بأن عملياتهم الجوية المخطط لها في ذلك اليوم كانت تستهدف مناطق خارج المدينة.

ووفقا لما قاله شهود عيان في مقابلات أجريت معهم وكذا الشظايا المتناثرة من الذخائر التي تم جمعها في مواقع الهجوم أشارت كلها إلى أن الأسلحة المستخدمة يوم الخميس كانت ناجمة عن قذائف الهاون ، وليس الصواريخ ، مشيرة إلى أن الهجمات أطلقت من الأرض.

أن مصدر قذائف الهاون غير واضح. ولم تُظهر القطع التي وجدت في حالة جيدة في موقع الحدث معلومات صانعيها أو أرقامها التسلسلية التي قد تشير إلى الترسانة التي جاءت منها الأسلحة.

وألقى مسؤولون سعوديون وإماراتيون باللوم على الحوثيين في الهجوم، قائلين إن المتمردين ( حسب وصفهم) هم فقط من كانوا ضمن الأماكن التي ضربت بمجموعة من قذائف الهاون .

فيما يستمر الحوثيون في تحميل التحالف المسؤولية.

خلال نهاية الأسبوع، وافق المسؤولون الحوثيون، والإماراتيون والسعوديون على مقابلة ممثل الأمم المتحدة الخاص لليمن في سويسرا في سبتمبر لمناقشة وقف إطلاق النار وإمكانية استئناف محادثات الشراكة  في السلطة.