بئر العبد: قرى في شمالي سيناء تطلب مساعدة الجيش في إزالة عبوات ناسفة تركها مسلحون
السياسية :
طالب سكان أربع قرى تابعة لمركز بئر العبد شمالي سيناء الجيش المصري بالمساعدة في تطهير منازلهم ومزارعهم من عبوات ناسفة تركها مسلحون، وأودت بحياة تسعة أشخاص خلال أسبوع واحد.
وكان سكان قرى قاطية والمريح والجناين وأقطية قد سُمح لهم بالعودة إلى قراهم قبل أيام بعد نحو ثلاثة أشهر من نزوحهم، إثر اشتداد العمليات المسلحة والمواجهات الأمنية بين الجيش ومسلحي تنظيم ما يُعرف بولاية سيناء.
وتمكنت قوات الجيش والشرطة المصرية مؤخرا من طرد المسلحين وقتل بعضهم، وقد أعادت السلطات خدمات الكهرباء والمياه إلى القرى التي يعمل أهلها من أجل استعادة حركة الأسواق، وعودة الحياة إلى طبيعتها.
وبعد عودة الأهالي إلى قراهم في أعقاب طرد المسلحين، وقعت أربعة انفجارات لعبوات ناسفة خلال الأسبوع الجاري أسفرت عن مقتل ست سيدات ورجل وطفلين، وذلك داخل المنازل أثناء عمليات تنظيفها.
وكانت بعض تلك العبوات الناسفة قد زرعت في خزانات الملابس، وفقا لمصادر طبية وسكان محليين في شمالي سيناء.
وكانت حصيلة القتلى بين السيدات مرتفعة نظرا لمبادرتهن إلى تنظيف المنازل وإعادة ترتيب محتوياتها.
وكانت القنابل التي تركها المسلحون خلفهم قد زرعت بطريقة تنطوي على خديعة، لتنفجر مع تحريك بعض محتويات المنزل، أو فتح الأبواب أو النوافذ، أو إغلاقها، أو فتح خزانات الملابس.
وتأتي مطالب الأهالي بضرورة إبطال مفعول العبوات الناسفة التي زرعها المسلحون قبل فرارهم، في ظل امتناع بعضهم عن الذهاب إلى حقولهم أو أشغالهم، خشية الإصابة أو الموت.
وقال صحفي من سيناء “الأهالي فوجئوا بتحول قراهم إلى حقول من العبوات الناسفة والألغام بعد أن خرج منها مسلحو التنظيم”.
وأضاف الصحفي: “العبوات الناسفة التي وجدها الأهالي كانت مزروعة بطريقة تعرف بالأشراك الخداعية؛ حتى تنفجر بمجرد تحريك شيء يُفتح أو يغلق في العادة، كأبواب المنازل أو الغرف أو أبواب الثلاجات”.
وتابع الصحفي أن ذلك هو ما أدى في النهاية إلى سقوط هؤلاء الضحايا.
وتابع قائلا: “الأهالي حاليا ينتظرون عودة شبكات الاتصال للمساعدة في الإبلاغ عن أي أجسام غريبة، أو تحركات مريبة داخل قراهم”.
وكان مسلحون تابعون لولاية سيناء قد شنوا هجوما على معسكر أمني في قرية “رابعة” المجاورة للقرى الأربع في 21 يوليو/تموز الماضي، ما أسفر عن قتلى في صفوف الجيش والمدنيين، واشتدت العمليات منذ ذلك الحين، وهو ما دفع أهالي القرى المجاورة لمغادرة منازلهم.
وكانت مدينة بئر العبد شهدت نهاية أغسطس/آب الماضي انفجار عبوة ناسفة أسفر عن مقتل سبعة من قوات الجيش المصري بينهم ثلاثة ضباط، بعد أن شنت قوات الجيش عمليات مكثفة أدت إلى مقتل العديد من المسلحين في شمالي سيناء.
وتنشط في سيناء منذ سنوات تنظيمات مسلحة وتشن بين حين وآخر هجمات تستهدف بشكل أساسي قوات الجيش والشرطة في المنطقة.
ويجري الجيش من وقت لآخر عمليات عسكرية للقضاء على المسلحين في سيناء.
وقد أدخلت مصر أسلحة ثقيلة، وكتائب من الجيش إلى سيناء، لأول مرة منذ توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل في كامب ديفيد عام 1978، لمواجهة المسلحين في السيناء. وقد أعلن الجيش المصري في فبراير/شباط 2018، عن عملية عسكرية ضخمة في سيناء أطلق عليها اسم “العملية الشاملة سيناء 2018”.