السياسية: متابعات : صادق سريع

 

 

نُقل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، جوا إلى المستشفى، قبل مضي 24 ساعة على إعلان إصابته بفيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد-19.

وقال طبيبه إن ترامب يشعر “بالإرهاق لكن معنوياته جيدة”، وأنه يعاني من أعراض طفيفة، وفي تحديث لاحق ، قال إنه بخير.

وعولج ترامب حتى الآن بحقنة من مزيج من العلاجات التجريبية ودواء ريمديسفير Remdesivir المضاد للفيروسات بعد أن أثبتت إصابته والسيدة الأولى، ميلانيا ترامب، بفيروس كورونا.

وقال البيت الأبيض إن قرار نقل ترامب إلى مركز وولتر ريد العسكري الطبي، في ضواحي العاصمة واشنطن، اتخذ “بدافع الكثير من الحذر”.

وفي وقت مبكر من يوم الجمعة، أعلن ترامب أنه وزوجته ميلانيا أُصيبا بفيروس كورونا.

ويأتي هذا قبل شهر تقريبا من انتخابات الرئاسة، التي يواجه فيها ترامب منافسه الديمقراطي جو بايدن.

ترامب يعاني من “أعراض خفيفة” جراء إصابته بفيروس كورونا
وقال طبيب ترامب، شون كونلي، في أحدث تقرير صدر في وقت متأخر من يوم الجمعة “يسعدني أن أبلغكم أن وضع الرئيس جيد للغاية”، مضيفا أن ترامب لم يكن بحاجة إلى استخدام الأكسجين.

ومن المتوقع أن يبقى ترامب في المستشفى خلال “الأيام القليلة المقبلة”.

*كيف بدا الرئيس يوم الجمعة؟

مرتديا كمامة وبدلة، خرج ترامب عبر حديقة البيت الأبيض بعد ظهر يوم الجمعة ليستقل مروحيته في رحلة قصيرة إلى المستشفى.

ولوّح ترامب للصحفيين ورفع إبهامه مشيراً إلى أن كل شيء على ما يرام، إلا أنه لم يقل شيئاً قبل ركوب الطائرة.

وفي مقطع فيديو نُشر على حساب الرئيس الأمريكي على تويتر، قال ترامب: “أريد أن أشكر الجميع على الدعم الهائل. سأذهب إلى مستشفى ولتر ريد. أعتقد أنني بحالة جيدة جداً”.

وأضاف: “لكننا سنتأكد من أنّ الأمور تسير على ما يرام. حالة السيدة الأولى جيدة للغاية. لذا شكراً جزيلاً لكم، وأنا أقدّر اهتمامكم، ولن أنساه أبداً – شكراً لكم”.

وعند وصوله إلى المركز الطبي، لم يذهب الرئيس إلى غرفة الطوارئ لتلقي العلاج، بل ذهب مباشرة إلى الجناح الرئاسي بالمستشفى.

قبل منتصف الليل بقليل، غرد ترامب مرة أخرى على تويتر قائلا “كل شيء على ما يرام، على ما أعتقد! شكرا للجميع. أحبكم !!!”

وقد أعاد ولدا ترامب، إيفانكا وإريك، نشر تغريدته السابقة، مشيدين به على أنه “محارب”. وأضافت ابنته “أنا أحبك يا أبي”.

تشمل أعراض ترامب ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، وفقً لشبكة سي بي إس نيوز، الشريك الإخباري لبي بي سي في الولايات المتحدة.

 

*ماهو العلاج الذي تلقاه الرئيس؟
قال الطبيب، شون كونلي، إن الرئيس “لم يكن بحاجة إلى أي استخدام الأكسجين، ولكن بعد التشاور مع المختصين، اخترنا بدء علاجه بدواء ريمديسفير. لقد أكمل جرعته الأولى وهو يخلد الآن للراحة”.

وأظهرت الاختبارات أن دواء ريمديسفير، الذي تم تطويره في الأصل كعلاج للإيبولا، يمكن أن يقلل من مستويات الفيروسات ويعجل عملية التعافي.

واضاف كونلي، في وقت سابق الجمعة، أن الرئيس تلقى “كإجراء احترازي جرعة 8 غرامات من مزيج الأجسام المضادة ريجينيرون” في البيت الأبيض.

وأعطي له الدواء للمساعدة في تقليل مستويات الفيروسات وتسريع الشفاء. ومع ذلك، لا تزال هذه الحقنة تجريبية ولم يتم الموافقة عليها من قبل الهيئة الصحية المختصة.

وعلى الرغم من الآمال الكبيرة التي تعقد على هذا العلاج، فقد أعرب بعض الأطباء عن قلقهم من استخدامه على الرئيس في هذه المرحلة.

وقال الدكتور كونلي إن ترامب يتناول أيضا الزنك وفيتامين د والفاموتيدين والميلاتونين والأسبرين.

ويعتبر ترامب، 74 عاما، المصنف طبيا على أنه بدين، من الفئة المعرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا.

أما ميلانيا، 50 عاما، فقيل أنها “بخير وتعاني من سعال خفيف وصداع”.

وقالت ميلانيا، بعد ظهر الجمعة، إنها كانت تعاني من أعراض خفيفة لكنها “تشعر بتحسن” و”تتطلع إلى الشفاء العاجل”.

وتم اختبار بقية أفراد عائلة ترامب، بمن فيهم نجل الزوجين، بارون، الذي يعيش أيضاً في البيت الأبيض. وأثبتت النتائج خلوهم من الفيروس.

*ماذا يقول البيت الأبيض؟
قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كايلي ماكناني، في بيان: “الرئيس ترامب في حالة معنوية جيدة، ويعاني من أعراض طفيفة، وكان يعمل طوال اليوم”.

وأضافت “من أجل المزيد من الحيطة، وبناءً على توصيات طبيبه وخبراء الصحة، فإنّ الرئيس سيواصل العمل من المركز الطبي لبضعة أيام”.

“الرئيس ترامب يقدّر سيل الدعم له وللسيدة الأولى”.

وتشمل أعراض ترامب ارتفاع طفيف في درجة الحراره، وفقاً لشبكة سي بي إس.

ويعد مستشفى ولتر ريد، أحد أكبر المراكز الطبية العسكرية وأكثرها شهرة في الولايات المتحدة. وهو المكان الذي عادة ما يذهب إليه رؤساء الولايات المتحدة لإجراء فحوصاتهم السنوية.

وقالت مديرة التواصل في البيت الأبيض أليسا فرح إن الرئيس لم ينقل سلطاته إلى نائب الرئيس مايك بنس.

وأضافت: “الرئيس هو من في موقع المسؤولية”.

لكنه انسحب من مكالمة فيديو كانت مقررة يوم الجمعة مع مجموعة من كبار السن، الذين يهددهم فيروس كورونا بدرجة أكبر، تاركاً لبنس رئاسة الاجتماع.

وبموجب الدستور الأمريكي، إذا أصبح الرئيس مريضاً جداً بحيث لا يتمكن من القيام بواجباته، فيمكنه تسليم سلطاته إلى نائب الرئيس بشكل مؤقت. وهذا يعني أنّ مايك بنس سيصبح رئيساً بالإنابة إلى أن يسترد ترامب عافيته مرة أخرى ويصبح بإمكانه استئناف العمل.
لقد انقلبت الانتخابات الرئاسية الأمريكية رأساً على عقب.

كان من الممكن كتابة هذه الجملة عن أي لحظة في عام مضطرب في السياسة الأمريكية، ولكن لم يحدث شيء كهذا هذا العام، هذا العقد، هذا القرن.

قبل 32 يوماً فقط من الانتخابات الرئاسية، أثبتت نتائج اختبار دونالد ترامب إصابته بـ كوفيد-19. ونظراً لعمره، 74 عاماً، فهو في فئة عالية الخطورة بما يتعلق بمضاعفات المرض. وسيضطر على الأقل، إلى البقاء في الحجر الصحي أثناء علاجه، ممّا يعني أن المنافسة الرئاسية الأمريكية – على الأقل جانبه منها – قد تم تغييرها بشكل أساسي.

الآثار الأولية واضحة. الجدول الصارم لحملة الرئيس – والذي تضمن زيارات إلى مينيسوتا وبنسلفانيا وفرجينيا وجورجيا وفلوريدا ونورث كارولينا خلال الأسبوع الماضي فقط – معلق إلى أجل غير مسمى.

ومن المؤكد أنّه سيكون لترامب بدائل في المسار، ولكن بالنظر إلى أنه اعتمد بشدة على عائلته وكبار مسؤولي الإدارة والحملة في مثل هذه المهام في الماضي، وقد يضطر العديد منهم إلى الحجر الصحي بسبب تعرضهم للفيروس، ستتعطل عمليات الحملة أيضاً.

 

*كيف كان رد فعل الديمقراطيين؟
جاء اختبار بايدن، المرشح الديمقراطي للرئاسة، وزوجته جيل، سلبياً يوم الجمعة.

وبعد صدور النتيجة، قال مرشح البيت الأبيض في تغريدة بموقع تويتر: “آمل أن يكون هذا بمثابة تذكير. ارتدوا قناعاً للوجه وحافظوا على مسافة اجتماعية واغسلوا أيديكم”.

*كيف تعامل ترامب مع أزمة فيروس كورونا؟
وكان ترامب قد سخر من بايدن خلال مناظرة تلفزيونية مباشرة الثلاثاء، قائلاً: “أنا لا أرتدي كمامة مثله. في كل مرة تراه، فإنه يرتدي كمامة”.

وقالت حملة بايدن إنها بصدد إزالة جميع إعلاناتها السلبية المتعلقة بترامب بشكل مؤقت.

وقال فريق بايدن إنه سيسافر إلى ميشيغان كما هو مخطط كجزء من نشاطات الحملة. وتمنى بايدن وزوجته للزوجين الرئاسيين الشفاء العاجل.

وفي حديثه أثناء فعالية انتخابية عبر الإنترنت، ضمن نشاطات حملة بايدن، أعرب الرئيس السابق باراك أوباما بدوره عن تمنياته الطيبة لترامب وزوجته.

وقال أوباما: “كلنا أمريكيون وكلنا بشر ونريد أن نتأكد من تمتع الجميع بصحة جيدة”.

وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إنّ صلواتها من أجل ترامب “اشتدت” بعد أن علمت بإصابته بفيروس كورونا، وأنها تأمل أن يكون تشخيص إصابته “تجربة تعليمية” للبلاد.

ولم يتم إخطار بيلوسي، التي تحتل المرتبة الثالثة في تسلسل الخلافة الرئاسية، مسبقاً بأنّ الرئيس سينقل إلى المستشفى، وفقاً لشبكة سي بي إس.

ومنذ بداية الوباء، انتقد الديمقراطيون ترامب لانتهاكه المبادئ التوجيهية الصحية الأساسية، مثل التباعد الاجتماعي وارتداء كمامة الوجه في الأماكن العامة، بما في ذلك تلك التي تروج لها إدارته. كما واصل ترامب تنظيم تجمعات حملته الكبيرة، وجمع الآلاف من المؤيدين، غالبا دون كمامات.

ورد أن سبعة أشخاص على الأقل، كانوا في البيت الأبيض خلال إحتفالية لصالح إيمي كوني باريت، جاءت نتائج فحوصاتهم إيجابية

*كيف أصيب الرئيس بالفيروس؟
من غير المعروف بالضبط كيف أصيب ترامب وزوجته بالعدوى. وقال الزوجان يوم الخميس إنهما يعتزمان عزل نفسيهما بعد أن ثبتت إصابة هوب هيكس، المساعدة المقربة لترامب، بالفيروس. وبعد فترة وجيزة، أكدت الاختبارات إصابتهما.

وكانت هناك انتقادات لقرار ترامب الذهاب إلى حملة لجمع التبرعات، حضرها العشرات من الأشخاص في نيوجيرسي يوم الخميس، إذ كان المسؤولون في حملة ترامب على دراية بأعراض هيكس على ما يبدو واحتمال إصابتها بالفيروس.

وقال مسؤولون إن عملية تتبع جميع الأشخاص الذي احتك بهم الرئيس في الأيام الأخيرة مستمرة، مضيفين أن ترامب كان يفكر يوم الجمعة في كيفية مخاطبة الأمة أو التواصل مع الشعب الأمريكي.

ومنذ بداية الوباء، انتهك الرئيس مبادئ الصحة التوجيهية الأساسية، مثل التباعد الاجتماعي وارتداء غطاء للوجه في الأماكن العامة. كما واصل ترامب تنظيم تجمعات كبيرة لحملته، وحشد الآلاف من المؤيدين، كانوا غالباً لا يرتدون أي أقنعة.

وقد ثبت بالفعل إصابة العديد من كبار مساعدي البيت الأبيض بالفيروس، بمن فيهم كاتي ميلر السكرتيرة الصحفية لنائب الرئيس مايك بنس، ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين وأحد المرافقين الشخصيين لترامب.

 

 

*من هم آخر من تعرضوا للإصابة بالفيروس؟
جاءت نتيجة فحص مدير الحملة الانتخابية لترامب، بيل ستيبين، إيجابية، مساء الجمعة، وقيل إنه يعاني من “أعراض خفيفة تشبه أعراض الأنفلونزا”

أعلنت المستشارة السابقة للبيت الأبيض، كيليان كونواي، الجمعة، أن لديها “أعراض خفيفة”.

كما ثبتت إصابة رئيسة اللجنة الوطنية الجمهورية، رونا مكدانيل، التي كانت مع ترامب قبل أسبوع

كانت هناك انتقادات لقرار الرئيس الذهاب إلى حملة لجمع التبرعات حضرها عشرات الأشخاص في نيوجيرسي يوم الخميس، على الرغم من أن المسؤولين كانوا على علم بظهور الأعراض على مساعدة ترامب المقربة، هوب هيكس.

كما ثبتت إصابة السيناتور الجمهوري مايك لي وتوم تيليس.
وقال مسؤولون إن عملية تتبع جميع من كانوا على اتصال بترامب في الأيام الأخيرة مستمرة.

وأصبحت استجابة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوباء فيروس كورونا، الذي أودى بحياة أكثر 200,000 شخص في الولايات المتحدة، قضية أساسية في الانتخابات الرئاسية.

فقد وجهت انتقادات واسعة لترامب لتقليله من خطر الفيروس في المراحل الأولى ومن أهمية تسجيل الولايات المتحدة أعلى عدد في العالم للوفيات المتعلقة بمرض كوفيد-19.

وبعد أن ثبتت إصابة ترامب نفسه بمرض كوفيد-19، فإن هذه القضايا من المرجح أن يسلط الضوء عليها بشكل أكبر خلال المراحل النهائية من حملة الانتخابات الرئاسية.

*”معدلات الوفاة منخفضة مقارنة مع الدول الأخرى”

كان ترامب قد قارن معدلات الوفاة في دول أخرى مع معدلات الوفاة في الولايات المتحدة، زاعماً بأن الأخيرة أقل بكثير.
لكن المقارنات بين الدول ليست عملية بسيطة، حيث توجد أساليب مختلفة في الإبلاغ عن البيانات الخاصة بفيروس كورونا.

فالولايات المتحدة لديها أعلى عدد لحالات الإصابة وأعلى عدد إجمالي للوفيات المسجلة من أي دولة في العالم.

لكن عندما تنظر للوفيات كنسبة من سكان كل دولة، فإن الولايات المتحدة لم تعد على رأس القائمة، مع أنها لا تزال ضمن قائمة الدول الـ10 الأكثر تضرراً في العالم.

كما أن ترامب أشار مؤخراً إلى العدد المتزايد من حالات الإصابة الجديدة في أوروبا، قائلاً: “بصراحة، أرقامهم بلغت مستوى أسوأ بكثير من الأرقام التي لدينا.”

ومن المؤكد أن بعض الدول في أوروبا تشهد زيادة كبيرة في الحالات الجديدة، ولكن هذا ينطبق أيضاً على بعض المناطق في الولايات المتحدة.

“إبطاء عمليات إجراء الفحوص الخاصة بفيروس كورونا”
في تجمع انتخابي في يونيو الماضي، أبلغ ترامب الحشود قائلاً: “قلت لجماعتي، أبطئوا من عملية إجراء الفحوص، من فضلكم”.

لكنه بعد ذلك قال إن تعليقه كان فيه نوع من السخرية.

وقال الدكتور أنتوني فاوتشي، أبرز خبير في الأمراض المعدية في البيت الأبيض: “بحسب معرفتي، لم يطلب من أي أحد منا على الإطلاق إبطاء عملية إجراء الفحوص”.

غير أن الرئيس ترامب وصف عملية إجراء الفحوص بأنها “سلاح ذو حدين”، وقال إن زيادة الفحوص يمكنها أن تعطي انطباعاً مبالغاً به عن ارتفاع في حالات الإصابة.

فعالية العقار المضاد للملاريا

في مايو الماضي، أعلن ترامب أنه يتناول العقار المضاد للملاريا “هيدروكسيكلوروكواين” كإجراء احترازي ضد الإصابة بمرض كوفيد-19.

لكن لا يوجد دليل على أن هذا الدواء يمكنه محاربة الفيروس.

ونصح ترامب بشكل متواصل باستخدام هذا الدواء، خلافاً لنصيحة دكتور فاوتشي، الذي قال: ” نحن نعرف أن كل دراسة جيدة – وأعني بدراسة جيدة دراسة عشوائية مراقبة تكون فيها البيانات راسخة وقابلة للتصديق – أظهرت أن عقار “هيدروكسيكلوروكواين” ليس فعالاً في علاج كوفيد-19.”

كما أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية نصحت ضد استخدام العقار في علاج مرضى فيروس كورونا في أعقاب صدور تقارير عن وجود “مشاكل خطيرة في ضربات القلب” ومشاكل صحية أخرى.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه “لا يوجد دليل حالياً” على أن العقار فعال كعلاج أو أنه يقي من كوفيد-19.

بايدن: “ترامب حاول منع تمويل مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها”
كان لدى مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها، وهي هيئة حكومية مسؤولة عن الصحة العامة في الولايات المتحدة، خلافات مع الرئيس خلال انتشار الوباء حول الإرشادات المتعلقة بالإغلاق والإجراءات الأخرى.

وأدلى المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن بهذا التصريح على موقع التواصل الاجتماعي تويتر في يوليو الماضي دون أن يقدم سياقاً للموضوع أو دليلاً عليه.

في ذلك الوقت، كان المشرعون الأمريكيون يتفاوضون حول مساعدات كبيرة للتخفيف من أضرار فيروس كورونا، وكانت هناك تقارير في وسائل الإعلام الأمريكية تتحدث عن أن إدارة ترامب تمارس الضغط من أجل خفض التمويل المقدم لمراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها.

لكن البيت الأبيض نفى منع التمويل قائلاً: ” الزعم الصادر عن فريق بايدن خاطئ. ففي ميزانيتنا الأخيرة، شهدت مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها زيادة في مخصصاتها بواقع 635 مليون دولار، وهي زيادة بنسبة 8%.”

وهذا صحيح، فقد حصلت مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها على أموال إضافية خلال فترة الاستجابة للوباء.

وفي البداية، تضمن اقتراح الموازنة المقدم من إدارة ترامب للسنة المالية 2021، التي تبدأ في أكتوبر/تشرين الأول 2020، تقليصاً في تمويل مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها، لكنه الآن عدل ليشمل زيادة في التمويل، بما في ذلك التمويل المخصص للأنشطة المتعلقة بالمرض المعدي.

ترامب: “زدنا عدد أدوات الفحص السريع لتصل إلى كل دار للرعاية في أمريكا”
يحظى إجراء الفحوص في دور الرعاية بأهمية كبيرة، حيث أن كبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا.

في المراحل الأولى من الوباء، كانت هناك أعداد كبيرة من الوفيات في دور رعاية المسنين في الولايات المتحدة وفي العديد من الدول الأخرى.

وقال البيت الأبيض إن تصريح ترامب كان دقيقاً وإن 4.9 مليون جهاز فحص سريع جرى تسليمها إلى حوالي 14,000 دار معتمدة للرعاية.

وبحسب أرقام مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها، فإن هناك 15,600 دار للرعاية تضم 1.3 مليون مقيم.

وتقول البروفيسورة ديبرا باكرجيان، من مدرسة “بيتي آيرين مور” للتمريض في كاليفورنيا إن “إجراء فحص للمقيمين في دور الرعاية وللعاملين فيها كان صعباً، كما كان الحال بالنسبة لقطاعات الرعاية الصحية الأخرى”.

وتقول باكرجيان: “تسير الجهود الرامية إلى توفير فحص لدور الرعاية قدماً، ولكن ليس بدون مطبات في الطريق”.

ترامب: “إذا ما استبعدت الولايات الزرقاء، فإن الوفيات لدينا عند مستوى منخفض جداً”

قال ترامب إن الولايات التي يديرها ديمقراطيون – والمعروفة بالولايات الزرقاء – مسؤولة عن حصيلة الوفيات المرتفعة بفيروس كورونا في أمريكا.

وقال ترامب مؤخراً: “إذا استبعدت الولايات الزرقاء، فإننا عند مستوى لا أعتقد أن أحداً في العالم قد بلغه. نحن حقاً عند مستوى منخفض جداً”.

ومضى قائلاً: “أخرج نيويورك وبعض الولايات الأخرى التي يديرها الديمقراطيون من الصورة، وسترى أرقاماً لا تصدق”.

وردت اللجنة الوطنية الديمقراطية في تغريدة لها على تويتر قائلة إن “مرض كوفيد ليس مسألة تتعلق بولاية حمراء أو زرقاء”.

ومن بين الولايات الخمس التي تضم أعلى أعداد للوفيات بفيروس كورونا، اثنتان يديرهما جمهوريون: تكساس وفلوريدا.

صحيح أنه في المرحلة الأولى من انتشار المرض كانت الولايات التي يديرها ديمقراطيون مثل نيويورك ونيوجيرسي الأكثر تضرراً، وكان من نصيبها الغالبية العظمى من حالات الوفاة.

ولكن مع تقدم الوباء، حصدت الولايات التي يقودها جمهوريون حصة متزايدة من الوفيات.

*  قراصنة  لتأمين انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة؟

“في وقت سابق من العام الجاري، حضرتُ مؤتمرا وصُدمت لما علمتُ أن بإمكان أي شخص شراء ماكينات تصويت عبر موقع إيباي. فاشتريت واحدة، قبل شهرين، وبتُّ قادرة على فتحها والنظر في الشرائح”.

بياتريس أتوباتيل تحاول قرصنة إحدى أكثر ماكينات التصويت شائعة الاستخدام في الولايات المتحدة، بحثا عن ثغرات، لكنها تفعل ذلك بلا أية نوايا إجرامية.

وتقف بياتريس بين كتيبة تضم أكثر من مئتي متطوع من خبراء الأمن الإلكتروني والهواة أيضا، تطلق على نفسها اسم “إليكشن سايبر سيرج”.

وتأمل بياتريس أن تتمكن من سدّ أية ثغرات قد تكتشفها عبر فهم الطريقة التي تعمل بها الماكينة. “لا زلت أتعلم وأحاول اكتشاف أية ثغرات جديدة لم تُكتشَف بعدْ”.

*خطأ بشري

مشكلة الانتخابات الأمريكية، من وجهة نظر باتريس وآخرين، تكمن في حالة التفكك وعدم الارتباط التي تعانيها؛ فهناك نحو ثماني آلاف دائرة تشرف على الانتخابات في عموم البلاد.
وثمة تفاوت هائل في طرق ومعدات التصويت. وكل خطوة من خطوات العملية الانتخابية يمكن أن تمثل ثغرة للقراصنة أو تفتح الباب لخطأ بشري.

وفي مقصورة الاقتراع، ثمة طرق عديدة لعملية الانتخاب تتفاوت بين التصويت الآلي المباشر إلى وضع علامات على بطاقات ورقية. وكلما كانت الطريقة أكثر رقميةً وأكثر اتصالا كنظام، زاد خطر اختراقها إلكترونيا.

وشأن كل المتطوعين، تقوم بياتريس بعملها البحثي بعد الانتهاء من عملها الوظيفي اليومي.

وتهتم بياتريس كذلك بكرة القدم، وهي أيضا أم لطفلتين شغوفتين بذات الرياضة في مدينة نيويورك. ويتعين على بياتريس الموازنة بين عملها التطوعي وجدول مهامها اليومية المشحون.

لم تكن بياتريس تسعى لدخول عالم الأمن الإلكتروني على الإطلاق. لكنها قبل 17 عاما خسرت أكثر من ألف دولار بعد أن استخدم قراصنة حسابها في عملية شرائية عبر الإنترنت.

ودفعت هذه الواقعة بياتريس إلى طريق مهني جديد قطعت فيه شوطا كبيرا حتى صارت الآن متخصصة في شؤون الأمن الإلكتروني في الولاية والحكومة المحلية.

*السيناريو الأسوأ
تعتزم بياتريس تقديم ما تستطيع من الدعم، رغم الضغوط الواقعة عليها، حتى تجري العملية الانتخابية بسهولة ويُسر.

وتقول بياتريس: “لكل صوت أهميته المفترضة. وما أخشاه أن تُشنَّ هجماتٌ من ذلك النوع الذي يطلب فِدية على ماكينات التصويت أيام الانتخابات، والذي من شأنه أن يعوق سير العملية الانتخابية – هذا هو السيناريو الأسوأ من وجهة نظري”.

وفي هذا النوع من الهجمات يشفّر القراصنة بيانات أجهزة الضحايا ريثما يدفع هؤلاء فدية.

الانتخابات الأمريكية 2020: مايكروسوفت تتهم قراصنة من روسيا وإيران والصين باستهداف الاقتراع

*مشاكل محتملة
وتعلم بياتريس، وكذا بقية أعضاء فريق إليكشن سايبر سيرج، أن الوقت ليس في صالحهم.

وقد بات الوقت الآن متأخرًا على عمل تحديث لمعدات التصويت، لكن بياتريس لا تزال تتحرى عيوبا واضحة في البرمجيات وتعرض تقديم مساعدة لمسؤولي الانتخابات بأن توضح لهم كيفية عمل ماكينات التصويت وما يعتريها من مشكلات محتملة.

ويشرف معهد سياسات الفضاء الإلكتروني بجامعة شيكاغو على عمل فريق إليكشن سايبر سيرج.

ويحاول الفريق “مدّ جسر من التواصل بين مسؤولي الانتخابات وشبكة من المتطوعين من أجل تواصل مباشر حول أي أمور تتعلق بأمن الفضاء الإلكتروني” وصولا إلى انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني.

الانتخابات الأمريكية عملية معقدة، تشتمل على آلاف الهيئات المنفصلة التي تستخدم أنظمة تصويت مختلفة تماما

وانضم خبراء في الأمن الإلكتروني من أنحاء الولايات المتحدة للمساعدة في تأمين الانتخابات أو للتعامل مع أية هجمات من شأنها تعطيل العملية الانتخابية المشحونة بالأساس.

ويقول متطوع آخر من ولاية واشنطن يُدعى كريستوفر باد: “ليست ماكينات التصويت فقط يوم الاقتراع التي يمكن أن تمثل ثغرة يلج منها القراصنة”.

ويوضح كريستوفر: “يمكن للقراصنة تتبُّع قوائم التسجيل التي يتم إعدادها الآن في أنحاء الولايات المتحدة، ويمكن أن يمثل ذلك تهديدا كبيرا بإفساد العملية الانتخابية”.

“وإذا لم أكن مسجلا، أو تم تبديل السجِلّ بطريقة ما، حتى لو تم تأمين عملية التصويت بنجاح، فإن صوتي قد يبطُل”.

ومرة أخرى، تمثل الطبيعة المفكَّكة للنظام الانتخابي خطرا إضافيا.

وتختلف طريقة التأمين، بل وحتى البنية الفعلية لقواعد بيانات تسجيل الناخبين.

وكان مكتب التحقيقات الفيدرالية قبيل انتخابات 2016 قد أطلق تحذيرا من أن عملاء خارجيين تمكنوا من اختراق بعض قواعد بيانات تسجيل الناخبين.

ويزداد قلق كريستوفر في ظل عمل المسؤولين عن تنظيم الانتخابات عن بُعد بسبب تفشي وباء كورونا.

ويقول: “لا شك أن هذه الانتخابات تكتنفها مخاطر عالية. الجميع يركز على أماكن الثغرات في جسم العملية الانتخابية، وأنا أيضا لا أبخل بالوقت ولا الجهد في تقديم المساعدة لسدّ تلك الثغرات”.

*الترقب الحذر
اكتسب كريستوفر خبرة في إدارة الاتصالات وقت الأزمات. ويعمل مستشارا يقدم خدمات في حالات الهجمات الإلكترونية الكبرى التي تُخضع كبريات الشركات.

ويولي الفريق أهمية كبرى لحماية البيانات. وتعرضت العمليات الانتخابية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في السنوات الأخيرة لعمليات “قرصنة وتسريب” كبرى.

وفي عام 2016، تعرضت حسابات البريد الإلكتروني الخاصة باللجنة الوطنية الديمقراطية وببعض الشخصيات البارزة في الحزب الديمقراطي للقرصنة ثم لتسريب البيانات.

وفي الانتخابات العامة التي شهدتها المملكة المتحدة عام 2019، سُرقت وثائق حول المحادثات التجارية بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة من حساب البريد الإلكتروني لرئيس الوزراء وسُرِّبت عبر الإنترنت.

أما جاسون كيركلاند، المتخصص في حماية الحواسيب والهواتف، فيرى أنه لا داعي للقلق كثيرا من الهجمات الإلكترونية بالغة التطور وقت الانتخابات، وإنما القلق أكثر على التقنيات الأساسية.

يقول كيركلاند: “أغلب الظن أنهم سيلجأون إلى استخدام برمجيات خبيثة أو ما شابه لتعطيل عمل التطبيقات المكتبية الاعتيادية، وإذ ذاك فإني أنصح بعدم تحميل ملفات خبيثة أو النقر على روابط دخيلة”.

*الإضرار بالعملية الديمقراطية
تتهم الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية والبريطانية بشكل علني قراصنةً روس بالضلوع في عمليات “قرصنة وتسريب”، وغيرها من العديد من حملات التضليل بهدف التأثير على الناخبين ونشر بذور الفُرقة على منصات التواصل الاجتماعي.

وتنكر روسيا الاتهامات.

وهناك دول أخرى تواجه اتهامات بالوقوف وراء أنشطة ضارة للأمن الإلكتروني وللديمقراطية.

وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، حذفت شركة تويتر نحو 130 حسابا على علاقة بـإيران، قالت الشركة إن تلك الحسابات كانت تحاول إفساد حوار عام حول الانتخابات الرئاسية.

وتثير حملات التضليل قلق الخبراء المتطوعين الذين يقولون إنه لا وقت لديهم ولا طاقة للتعامل مع تلك الحملات.

لكن كيركلاند يتعهد بالمساعدة قدر الإمكان في إبعاد هؤلاء الأشرار.
وكالات