السعودية غارة جوية في التاسع من هذا الشهر, استهدفت خلالها سوق في محافظة صعدة, مما اسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 29 طفلا.

(صحيفة “لوموند” الفرنسية, ترجمة: أسماء بجاش-سبأ)

دعا مجلس الأمن الدولي التابع لهيئة الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق وصفه “بالموثوق” في جلسته التي عقدت غداة الغارة الجوية التي شنها التحالف العربي العسكري الذي تقوده الرياض والذي أودى بحياة عشرات الأشخاص, بينهم 29 طفلاً.

ومن جانبها, صرحت السفيرة البريطانية “كارين بيرس” التي تتولى بلادها مهام رئاسة المجلس للصحفيين عقب الاجتماع عن قلقها الكبير إزاء ما يحدث في اليمن و إن المجلس يُطالبُ بإجراء تحقيق شفاف وذو مصداقية بشأن ذلك الهجوم.

أعلن التحالف العسكري المنضوي تحت راية الرياض والذي يقود عملاً عسكرياً في اليمن ضد المتمردين الحوثيين فتح تحقيق في ملابسات تلك الغارة.

وقالت “بيرس” أن مجلس الأمن لم يأمر بإجراء تحقيق منفصل لكنه سيبحث حالياً مع الأمم المتحدة والجهات الاخرى لمعرفة كيف يمكن ان يتم تقديم التحقيق على أفضل تقدير.

وذلك موقف انتقدته منظمة “هيومن رايتس ووتش” غير الحكومية, حيث كانت تود أن يعمل المجلس على إجراء تحقيق مستقل, إذ اشارت المنظمة على لسان ” اكشايا كومار” نائب مدير هيومن رايتس ووتش في الأمم المتحدة أن الحقيقة المحزنة هي أن السعوديون قد حظوا بفرصة التحقيق بأنفسهم والنتائج مثيرة للضحك.

إجراء تحقيق موثوق ومستقل:

جاء قرار مجلس الأمن بعقد اجتماع لبحث ملابسات الغارة الجوية التي شنّها التحالف بقيادة الرياض بطلبٍ من الدول الخمس غير دائمة العضوية في المجلس: بوليفيا وهولندا وبيرو وبولندا والسويد.

وقبل الاجتماع أصرت هولندا على أن يكون التحقيق مستقلاً، مما يوحي بأن قرار التحالف بالبدء في إجراء تحقيق غير كافٍ.

كما قالت مساعدة مندوب هولندا في الأمم المتحدة، “ليز غريغوارفان هارن”|، للصحافيين: “لقد شاهدنا صور الأطفال الذين ماتوا”، وأضافت “المهم الآن هو إجراء تحقيق نزيه ومستقل.

لم يحدد مجلس الأمن ما إذا كان التحقيق مستقلاً, وذلك استنادا لما تقدم به الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.

نفذت قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة تلك الهجمات الجوية القاتلة يوم الخميس المنصرم في محافظة صعدة التي تعتبر المعقل التاريخي للتمرد الحوثي المدعوم من قبل الجمهورية الاسلامية الإيرانية, حيث عملت الاخيرة على تصفية حساباتها مع الرياض منذ 3 سنوات الماضية عبر حلفاءها في اليمن ” الحوثيين”.

إذ اعلنت المملكة العربية السعودية على رأس التحالف العربي في مارس من العام  2015, دعم القوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، حيث خلف هذا الصراع اليمنى ما يقرب من 10 آلاف قتيل.

لم يمر سوى بضع الوقت على شن تلك الغارات, حيث ادعى التحالف أنه قام بعملية عسكرية “شرعية” في هذه المنطقة المتمرّدة, التي شهدت إطلاق صاروخ استهدف مدينة جازان السعودية, مما أسفر عن مقتل مدني و جرح آخرين.

لم تكن هذه الحادثة ببعيدة عن تلك التي نفى فيها التحالف العربي شن هجمات استهدفت مدينة الحديدة الواقعه غرب اليمن، وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر, فقد أودت تلك الغارة بحياة 55 شخصًا وإصابة 170 آخرين.