بقلم: ليس ميناسه

الجزائر, 7 أغسطس,  2018( صحيفة ” liberte-algerie “الجزائرية, ترجمة: أسماء بجاش- سبأ)

ان تفاقم الحرب المستعرة في اليمن هو نتيجة فعلية لكل التدخلات الخارجية والإقليمية والدولية في هذا البلد الفقير، وذلك نتيجة لأهمية موقعها الجغرافي الاستراتيجي.

ارتفعت حدة التوترات في اليمن بعد الغارات التي شنها المتمردون الحوثيون والتي استهدفت ناقلات نفط سعودية في البحر الأحمر بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي مما تسبب في خلق حالة من الذعر والاضطرابات الشديدة في المملكة العربية السعودية والتي ألقت بظلالها أيضا على المنطقة وأسواق النفط.

ومن جانبها, أشارت وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودية على لسان وزيرها ” خالد الفالح” إلى أن كل شحنات النفط المزمع عبورها مضيق باب المندب قد تم تعليقها بشكل مؤقت حتى يسود الأمن على حركة الملاحة البحرية في المنطقة.

كما أشارت شركة النفط السعودية “أرامكو” في بيان لها, أن ناقلتي النفط البحرية المحملة بمليوني برميل نفط  لكلاً منهما, تم مهاجمتهما من قبل التمرد الحوثي في البحر الأحمر, في حين لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات أو تسرب للنفط.

وقالت المجموعة السعودية أيضاً إن قرار تعليق عمليات تسليم شحنات النفط جاء في صالح سلامة السفن وتجنب خطر تسرب النفط.

ومن جانبهم, أكد قادة التمرد الحوثي، في أعقاب تلك الهجمات، عزمهم مواصلة الانتقام ضد العدوان السعودي على اليمن، الذي يختبئ خلفه أهداف اقتصادية وجيوسياسية بحتة، نظرا لأهمية الموانئ اليمنية بالنسبة للمملكة العربية السعودية وذلك لمنع أي تأثير من المنافس الإيراني لها في المنطقة.

وفي تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا”,  قال نائب المتحدث باسم جماعة الحوثي “عزيز راشد” إن الغارات الجوية ستستمر في استهداف قلب الدول المعتدية.

كما أعلن الحوثيون مواصلة مسيرتهم, حيث تم استهداف مطار أبو ظبي الدولي وذلك من خلال تسيير طائرة مسيرة تسببت في إلحاق بعض الأضرار.

وفي تعليقه على تلك الغارات، أردف حديثه بأن هذا الهجوم هو مجرد البداية ورد الجماعة على مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، حليفهم ضد السلطات الانتقالية ممثلة بعبد ربه منصور هادي, الذي تم نفي حكومته إلى عدن منذ 3 سنوات ونصف.

يعتبر مضيق باب المندب الاستراتيجي نقطة وصل في منطقة شبه الجزيرة العربية بين القرن الأفريقي والبحر الأحمر وبحر العرب, إذ يتم استخدام هذا المضيق من قبل ناقلات النفط التابعة لكلاً من المملكة العربية السعودية, والإمارات العربية المتحدة, والكويت والعراق لنقل النفط إلى القارة الأوروبية, كما تمر تلك الشحنات عبر قناة السويس الذي لا تقل أهميته عن مضيق باب المندب .

ووفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية يتم عبور ما يقرب من 4.8 مليون برميل من النفط والمشتقات النفطية عبر هذا المنفذ المائي (باب المندب) بشكل يومي.

وهذا لا يمثل سوى 8٪ من شحنات النفط العالمية مقارنه مع تلك التي تمر من خلال مضيق هرمز الذي يسجل بصورة يومية أكثر من 30 ٪, أي ما يعادل 18.5 مليون برميل من نفط ومشتقاته.