بقلم: سيث ج. فرانتزمان

(صحيفة “جور زاليم بوست” الإسرائلية- ترجمة: جواهر الوادعي – الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”)

تشعر إيران بالقلق إزاء الخطوات التالية التي ستقوم بها إسرائيل وشركاؤها الخليجيون الجدد في أعقاب اتفاقات إبراهيم الموقعة في واشنطن.

من الصعب قياس مدى استياء طهران، لكن السياق العام والتلميحات في وسائل الإعلام الموالية لإيران لا تخفي الشعور بأن النظام وحلفائه ووكلائه في الشرق الأوسط ينظرون بقلق إلى العلاقة السعودية-الإسرائيلية المحتملة.

كانت إيران مترنحة بين الإدانة المفرطة للإمارات والبحرين جراء التعامل مع إسرائيل ومحاولة تجاهل الانتكاسة التي تسببت فيها تهديداتها.

استفادت إيران من تهديداتها الاخيرة والرجوع إلى الاتفاق النووي الموقع في العام 2015 (JCPOA) لتتجنب الوقوع في شرك العقوبات الدولية، وتمكنت من إشعال فتيل العداء وتأجيج العلاقة بين إسرائيل والخليج في جميع أنحاء المنطقة.

اعتقدت إيران خطأً أن لديها شيكاً على بياض بعد توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة للسيطرة على الشرق الأوسط, حيث أرسلت طائرات بدون طيار وصواريخ بأعداد متزايدة إلى اليمن في عام 2015, مما أجبر السعودية على التدخل ودفعها إلى جانب الإمارات إلى الانخراط في الحرب الأهلية اليمنية, لم تكن المملكة تريد وجود وكيلاً مدعوماً من إيران على أعتابها.

وبمجرد وصول السعودية إلى اليمن، زاد الإيرانيون بسرعة من إنتاج المساعدة التقنية للحوثيين وسرعان ما كانت الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة تتساقط على جنوب السعودية بل وتستهدف عاصمتها.

لكن إيران لم تكن راضية حتى عن هذا الإنجاز الظاهر, فاستهدفت محطة ضخ النفط السعودية في محافظة الدوادمي في منتصف مايو 2019, باستخدام طائرات بدون طيار يُزعم أنها أرسلت إلى كتائب حزب الله في العراق.

ثم أمرت إيران الحوثيين بضرب حقل الشيبة النفطي بالقرب من الحدود الإماراتية, وكان هذا الهجوم بمثابة رسالة تم إرساله في أغسطس 2019.

في سبتمبر 2019, قطعت إيران خطوة أخرى إلى الأمام باستخدام 25 طائرة بدون طيار وصواريخ كروز لمهاجمة منشأة بقيق السعودية, حيث تعتقد إيران، لسبب ما أنه كلما زادت مهاجمتها للسعودية، زاد الضغط، لكنها فوجئت بعد ذلك بأن السعودية وحلفائها الخليجيين سيصبحون أكثر استعداداً للنظر في محادثات محتملة مع إسرائيل.

وبالمثل، بدأت إيران في زيادة دورها في سوريا بعد الاتفاق النووي وشمل ذلك بناء المنشآت ودعم مصانع الصواريخ في سوريا وبحلول خريف عام 2017, كان لإيران عملاء في منطقة مصياف ومواقع أخرى مثل الكسوة جنوب دمشق.

تم استهداف هذه المواقع بضربات جوية في عامي 2018 و 2019, وبدأت إيران في ضخ الموارد في قاعدة تي-فور (T-4) السورية، وأيضاً منطقة معبر البوكمال الحدودية في عام 2018.

أصابت الضربات الجوية كتائب حزب الله  الوكيل الإيراني، في مدينة البوكمال بسوريا في يونيو 2018, وبحلول عام 2019, كانت إيران قد بنت قاعدة كاملة تسمى الإمام علي بالقرب من مدينة البوكمال.

وفي أبريل 2018, حاولت إيران تفريغ نظام دفاع جوي ثالث من طراز خرداد في قاعدة “تي-فور” السورية، وفقاً لتقرير وارده من موقع Ynet.

كانت هذه المشاريع الإيرانية – تهريب الأسلحة إلى حزب الله ووضع بصمة في سوريا لتهديد إسرائيل، بينما تهدد السعودية من اليمن–عبارة عن استراتيجيات طهران الرئيسية.

تمول إيران ايضا حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي الفلسطيني, ومن جانبها, تشعر الرياض بالقلق من دور إيران في لبنان، بعد أن استدعت الزعيم السني اللبناني سعد الحريري للتشاور في عام 2017.

حاليا تقوم وسائل الإعلام الموالية لإيران، مثل قناة الميادين بالترويج عن العلاقات السعودية الإسرائيلية المحتملة.

في زمن التطبيع، لا مكان للحياد، اما ان تكون مع فلسطين أو ضدها”، هكذا هتفت في العناوين الرئيسية في قناة الميادين في 16 سبتمبر: “يتم تدوين من يتنازل اليوم”، هكذا يقول الحوثيون  بحسب وكالة فارس للأنباء, العناوين الرئيسية كلها متشابهة, حيث يُطلب من الحوثيين وحزب الله وإيران وكتائب حزب الله وجميع الوكلاء ومخالب اخطبوط طهران في جميع أنحاء المنطقة تكرار نفس الشعار.

لهذا السبب تحشد كتائب حزب الله وقفة احتجاجية في البصرة، غير بعيدة عن الحدود الكويتية والسعودية، لاظهار قوتها، بحسب التقارير.

كانت البصرة مركز الاحتجاجات في العراق لمدة عام للمطالبة بمزيد من فرص العمل والاستثمار, الآن الاستثمار الوحيد الذي يحصلون عليه هو الدعاية المعادية لإسرائيل والسعودية.

كما تفيد أخبار وكالة “تسنيم” الإيرانية أنه بينما تدعم السعودية الفلسطينيين، يمكنها العمل مع إسرائيل في المستقبل, وهذا لا يترك مجالاً للشك في أنه بعد خمس سنوات من الهجمات والتهديدات والضغوط الإيرانية على إسرائيل والسعودية، فإن القلق الرئيسي لإيران هو التحركات التالية في الرياض.

ذكرت قناة “برس تي ” الإيرانية في 16 سبتمبر أن السعودية جزء من “مؤامرات ضد المسلمين”، وسلطت الضوء على الغارات الجوية السعودية على اليمن وكذلك المنشآت النووية السعودية المزعومة وتحدي السعودية لقطر.

لا تضع خمسة عناوين رئيسية ضد السعودية على موقعك في اليوم التالي للاتفاق الإماراتي- البحريني إلا إذا كان هذا هو شاغلك الرئيسي.

بينما تريد إيران التقليل من شأن الاتفاق الإماراتي-البحريني في وسائل الإعلام الخاصة بها وتسليط الضوء على السعودية، فإنها تعلم بهدوء أنها عانت من نكسة.

لقد شجعت خمس سنوات من محاولة الهيمنة على سوريا ولبنان والعراق واليمن، إسرائيل والخليج على العمل معاً بشكل أوثق وحققت سلسلة من النجاحات في السياسة الخارجية لإدارة ترامب الخاصة بعقد الاتفاقات.

وفي العام الماضي، استخدمت ضربات بطائرات بدون طيار وشنت هجمات صاروخية على القوات الأمريكية في العراق، بالإضافة إلى تعدين سفن في خليج عمان, ولا يزال لديها سلاح طائرات بدون طيار وصواريخ وشبكات سرية لنقل أسلحتها في جميع أنحاء المنطقة.

على الرغم من أن إيران قامت بتفعيل لوبيها في الغرب للحديث عن كيفية “تطويقها” ، إلا أن طهران تعلم أن عدوانها قد أدى إلى نتائج عكسية وقد يكون له نتائج عكسية, يجب عليها الآن أن تزن الخطوة التالية.

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.