التطبيع مع اسرائيل .. مغامرة ام سلام
السياسية: متابعات صادق سريع
تتابع صحف عربية اراء سياسين وكتاب واعلاميين عرب حول الاتفاق المزمع توقيعه بين البحرين واسرائيل .
ويرى المحللون ان أن التطبيع بين البحرين وإسرائيل سيكون “مقامرة خطيرة” يقود إلى تحالف عسكري وأمني “يتوِّج نتنياهو زعيما على الخليج والجزيرة العربية”، بينما أكد آخرون أن فشل الجامعة العربية في إدانة التطبيع وجّه “صفعة قوية للقوى التحررية العربية”.
فيما يرى اخرونهذا التوجه نحو السلام الذي وصفه أحدهم بأنه “سلام الطموح” وليس “سلام المضطر”، كما دافعت صحف بحرينية عن موقف بلادها من القضية الفلسطينية وأنه راسخ “لا يقبل التشكيك والمزايدة”.
يقول رئيس تحرير “رأي اليوم” الإلكترونية الصادرة في لندن الصحفي عبد الباري عطوان، إن التطبيع البحريني مع إسرائيل “مغامرة خطيرة، تقدم كل هذه الهدايا التطبيعية لرئيس أمريكي نجاحه غير مضمون في الانتخابات الرئاسية بعد أقل من شهرين”.
واصفا الخطوة بأنها “ليس اتفاق سلام، وإنما سلام مقابل الحماية، والدخول في تحالف عسكري وأمني استراتيجي يتوِّج نتنياهو زعيما على الخليج والجزيرة العربية، وإدارة الظهر بالكامل لثوابت الأمتين العربية والإسلامية”.
ويعتقد عطوان أن الأسرة الحاكمة في البحرين وكل الأسر الحاكمة الأخرى في الخليج تخطيء “إذا اعتقدت أنها ستكون أكثر أمنا بعد توقيع هذا الاتفاق، بل ما يمكن أن يحدث هو العكس تماما، لأن إسرائيل لن تستطيع حماية نفسها حتى توفر لهم الحماية”.
ويقول: “إذا كانت هذه الأُسرة تخشى من إيران، بسبب سقوطها في مصيدة الشيطنة الإسرائيلية والأمريكية، فإن الخطر الإيراني إذا كان موجودا، سيزداد لأنها قدمت الذخيرة التي لم تحلم بها طهران بعد إقدامها على هذه الخطوة، بالإضافة إلى إضفاء مصداقية أكثر على مطالب المعارضة البحرينية العادلة بالديمقراطية والعدالة، والشراكة في الحكم”.
من جهته يتساءل سعيد الشهابي في “القدس العربي” اللندنية: “ما الذي حدث لجامعة الدول العربية؟ لماذا صمتها المريب إزاء القضايا العربية الراهنة برغم فداحة بعضها وأهمها خيانة قضية فلسطين المحورية من قبل حكومتي الإمارات والبحرين؟”
ويصف الكاتب فشل الجامعة العربية في إدانة التطبيع بين إسرائيل وحكومتي الإمارات والبحرين بأنه “صفعة قوية للقوى التحررية العربية التي كانت تأمل بحدوث صحوة ضميرية تفضي لتحول سياسي يعيد للأمة دورها المسلوب”.
ويقول وائل قنديل في “العربي الجديد” اللندنية: “انتهى زمن الهرولة، وصار الذهاب إلى فراش التطبيع زحفا على البطون والوجوه، وصرنا بصدد ’معاهرات‘ لا معاهدات سلام، بعد أن دخلنا مرحلة التطبيع على الطريقة الحديثة”.
ويضيف: “عرفت الشعوب أن أعداءها ليسوا فقط أولئك الذين يستعمرون فلسطين، بل معهم وربما قبلهم هؤلاء الذين يستوطنون قصر الحكم اغتصابا وإجبارا. وبالتالي، كل هذا العار سينهار لو استعاد الشعب العربي ربيعه وانتفض في وجه الاحتلالين: الاستبداد مغتصب الحكم والصهيوني مغتصب الأرض”.
ويدافع محميد المحميد في صحيفة “أخبار الخليج” البحرينية عن موقف بلاده من القضية الفلسطينية قائلا: “تاريخ دعم مملكة البحرين، رسميا وشعبيا، للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، لا يعد ولا يحصى… وغير قابل للتشكيك والمزايدة”.
ويضيف: “مملكة البحرين كانت ولا تزال، وستستمر دائما وأبدا، تخدم القضية الفلسطينية، انطلاقا من موقفها الراسخ والثابت، العربي والإنساني”.
ويرى أن الخطوة التي اتخذتها بلاده نحو التطبيع مع إسرائيل “لا تعني تراجعا عن الالتزام بخدمة القضية الفلسطينية، ولا التخلي عن الثوابت العربية، بل إن الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة كاملة”.
ويؤكد أن “إعلان تأييد السلام قرار سيادي لمملكة البحرين، ويهدف إلى خدمة المصالح العليا في الداخل والخارج، تماما كما يهدف إلى دعم القضية الفلسطينية، والجهود الرامية لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، وانهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وصولا إلى حل الدولتين، وفقا للقرارات الدولية والمبادرة العربية”.
كمايقول سعيد الحمد في “الأيام” البحرينية إن مواقف البحرين “الثابتة تجاه حقوق الشعب الفلسطيني يشهد بها التاريخ العربي والتاريخ الفلسطيني نفسه، ولن يزايد فيه طرف على طرف، ففي صدارة أولوياتها ضرورة حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه”.
يرى كُتّاب أن التطبيع بين البحرين وإسرائيل “مغامرة خطيرة” يقود إلى تحالف عسكري وأمني
ويقول محمد درويش في “الوطن” البحرينية: “غداً سيتم – بإذن الله – طي صفحة من صفحات التاريخ لنبدأ بكتابة صفحة جديدة نتمنى أن تكون أكثر هدوءا واستفادة من التي قبلها. عندما يلتقي ممثلو البحرين والإمارات مع قيادة كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في البيت الأبيض لأول مرة أمام وسائل الإعلام وأمامهم أوراق اتفاقية إعلان تأييد السلام حيث سيعلم العالم أن الخليج الآن هو مركز الثقل العربي والإسلامي وهو الذي يقود المبادرات الجريئة الشجاعة ليحمي نفسه ويحمي أشقاءه”.
ويرى الكاتب أن “المرحلة الحالية كانت بحاجة ماسة لكسر معادلة القوى في المنطقة التي لا تخدم العرب إطلاقا في ظل تغلغل شنيع للفرس ومعهم ’العثمانيين‘ في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا وقطر. فالفكان الإيراني والتركي يسعيان لقضم أكبر قدر ممكن من أراضي بلدان العرب في محاولة مكشوفة للسيطرة والتحكم. وبصراحة، أبله وساذج من يقف مكتوف الأيدي وهو يرى هذا المشهد القبيح أمامه دون أن يتحرك ويسعى لحفظ أمنه وحدوده”.
وتحت عنوان “من سلام الاضطرار إلى سلام الطموح”، يقول خالد البري في “الشرق الأوسط” اللندنية: “إن لم تفعل شيئا اضطرارا، فلا بد أنَك اخترت فعله طموحا. في ظني أن هذا ما يزعج المنزعجين من موجة السلام الحالية”.
ويضيف: “البحرين، وقبلها الإمارات، ليستا دولتي مواجهة، ولا دخلتا حربا مع إسرائيل تريدان أن تفكا الاشتباك بين طرفيها. الغرض الوحيد من السلام لا يملك إلا أن يكون السعي إلى مصالح ومنافع مشتركة”.
ويقول إن “ارتباك طهران وأنقرة له أسباب أخرى تردنا إلى إدراكهما الفرق بين سلام الطموح وسلام المضطر. سلام الطموح ينذرهما بأن هذه خطوة إلى خطوات. السياسة الآن مفتوحة على المجهول بالنسبة لهما”.
ويتساءل: “ما الخطوة التالية بين الإمارات والبحرين وإسرائيل؟ ما نوع التعاون؟ هل سيشجع ذلك دولاً محورية أخرى في المنطقة على الانضمام إليهما؟ وهل يشجع هذا بدوره تكتلا كبيرا من هذه الدول على فرض واقع جديد يكتبه هو بفلسفة التنمية لا فلسفة الحرب؟”.
وكالات