بقلم: بيير كوشاه

(صحيفة “لا كروا- la-croix” الفرنسية – ترجمة: أسماء بجاش-سبا)

حذرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” وصحيفة “صنداي تلغراف” البريطانية, من خلال شهادات وصور، من الظروف المزرية واللاإنسانية المفروضة على المهاجرين الاثيوبيين في مراكز الاحتجاز في المملكة العربية السعودية, حيث تُظهر تلك الصور رجالاً سود, عراة الصدر,  في غرف مكتظة بهم، مستلقيين على الأرض في محاولة منهم لنوم, إذ ينتظر العشرات منهم منذ اسابيع واشهر إعادتهم إلى بلدهم إثيوبيا التي غادروها -على أمل البحث عن حياة أفضل- عبر البحر الأحمر إلى السعودية احدى اغنى دول العالم.

تحقيق يستند إلى شهادة المحتجزين:

في عددها الصادر في 30 أغسطس المنصرم، نشرت صحيفة “صنداي تلغراف” البريطانية, صور لأشخاص تعرضوا للضرب والاعتداء الجسدي والعنصري من قبل الحرس السعودي في مراكز الاحتجاز, حيث تظهر العديد من الندوب على ظهورهم.

أثار ضرب وتعذيب  على ظهور المهاجرون الذين تعرضوا للضرب من قبل الحراس السعوديون / الصورة حصرية لصحيفة  تلغراف

أجرى التحقيق الصحفي الإثيوبي زكريا زيلام، استنادا إلى الصور والشهادات التي تم جمعها من المهاجرين الإثيوبيين في أماكن احتجازهم باستخدام الهواتف المحمولة, وتؤكد هذه المعلومات تلك التي جمعتها منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية.

ومن جانبها, أشارت الباحثة اليمنية في منظمة حقوق الإنسان, أفراح ناصر إلى أن المئات وربما آلاف من المهاجرين الإثيوبيين يقبعون في هذه المراكز في ظروف سيئة ومروعة بمنشآت غير صحية, لذا يجب على الأمم المتحدة أن تعمل مع السعوديين والأثيوبيين للسماح للمهاجرين الذين يرغبون بالمغادرة بالعودة إلى ديارهم”.

تعقيد الوضع جراء انتشار الفيروس التاجي والحرب في اليمن:

أشارت التقارير الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة قبل ثلاث سنوات إلى أن نصف مليون إثيوبي يعملون في السعودية, حيث دخل هؤلاء المهاجرين بشكل غير قانوني وبصورة عامه عبر اليمن، ليعملوا بعد ذلك في الأشغال العامة أو الوظائف المنزلية.

ولكن في السنوات الثلاث الماضية، أصبحت المغامرة أكثر خطورة, وذلك لعدة أسباب منها, ضرورة اجتياز الأراضي اليمنية التي تعيش حالة حرب منذ أواخر مارس من العام 2015, وارتفاع حدة العمليات القتالية هناك.

وبحسب الباحثة افراح ناصر فإن بعض المحتجزين الإثيوبيين الموصوفين في التقرير طردوا في شهر أبريل المنصرم من اليمن، حيث استقروا في العمل, وفي المقابل, اتخذ المقاتلون الحوثيون ذريعة بأنهم يمكن أن يكونوا حاملين للفيروس التاجي, ولهذا, فقد قُتل العديد منهم, بعد أن وجدوا انفسهم بين مطرقة مقاتلي جماعة الحوثي وسندان حرس الحدود السعودي.

وثمة صعوبة أخرى تتمثل في كون السعوديين أصبحوا أكثر تردداً في توظيف العمال الأجانب, حيث أدى انخفاض أسعار النفط، والأولوية الممنوحة للسعوديين للحصول على الوظائف، ووقف مواقع البناء بسبب انتشار جائحة الفيروس التاجي إلى قيام السلطات السعودية بطرد عشرات الآلاف من الإثيوبيين, حيث تم إيوائهم أولاً في مراكز احتجاز وذلك استناداً لما اشارت إليه صحيفة صنداي تلغراف قبل نقلهم جواً إلى أديس أبابا.

والآن, تجري مناقشات منتظمة بين الحكومتين السعودية والإثيوبية لتنظيم عمليات الإعادة تلك, حيث وقد عملت الرياض على إبعاد حوالى ثلاثة آلاف مهاجر اثيوبي في الاسابيع الاخيرة رغم المخاوف من أن تؤدي هذه العمليات إلى تسريع انتشار الفيروس التاجي في هذا البلد الواقع في القارة الافريقية.

ومن جانبها,  دعت الحكومة الاثيوبية الى وضع حد لعمليات الإخلاء حتى تتمكن من اقامة 30 مركزا للحجر الصحي فى اديس ابابا, لكن عمليات الإخلاء تلك استمرت, في حين كانت أديس أبابا بطيئة في إنشاء مراكز عبور لاستيعاب المواطنين العائدين اليها.

* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.