كوشنر: المعاهدة الإسرائيلية الإماراتية تغيير هائل للمنطقة
قال كبير مستشاري الرئيس ترامب، جاريد كوشنر، أن اتفاقية السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة التي توسطت فيها الولايات المتحدة تمثل “تغييراً هائلاً” للشرق الأوسط.
(صحيفة “بي بي سي نيوز”البريطانية، ترجمة: نجاة نور– سبأ)
في حديثه إلى شبكة سي بي إس نيوز، قال كوشنر, إن الاتفاق الذي أُعلن بشكل غير متوقع يوم الخميس، سيجعل المنطقة أكثر أماناً، وهي تمثل ثالث معاهدة سلام مبرمة بين إسرائيل ودول عربية في الشرق الأوسط والأولى في دول الخليج.
حظي هذا الاعلان بترحيب من المجتمع الدولي، بيد أن الفلسطينيين وإيران وتركيا شجبته.
ومن المتوقع أن توقع إسرائيل والإمارات العربية المتحدة الاتفاق في غضون ثلاثة أسابيع لتطبيع العلاقات بين البلدين، بما في ذلك فتح سفارات في أراضي كل منهما.
كانت إسرائيل والدول العربية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في حالة صراع تاريخياً منذ إنشاء إسرائيل في عام 1948, ولكن هذا تراجع في السنوات الأخيرة بعد معاهدات السلام مع مصر في عام 1979 والأردن في عام 1994, وهو ما ينظر إليه من قبل الطرفين على أنه تهديد متنامي في المنطقة من إيران.
قال كوشنر لشبكة “سي بي إس” إنه كان يعمل مع الرئيس ترامب على صفقة بين إسرائيل والإمارات منذ أن تولى ترامب منصبه.
ما الذي تعنيه المعاهدة الجديدة للفلسطينيين؟
في حين أن الاتفاق بين إسرائيل والإمارات يؤسس علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين، فإنه بشكل كبير يفتح المجال لواحدة من أكثر القضايا إثارة للانقسام منذ سنوات بين إسرائيل والفلسطينيين: مخطط ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة اليها.
تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ “بسط السيادة الإسرائيلية” على حوالي 30٪ من الضفة الغربية – الأرض التي يطالب بها الفلسطينيون من أجل دولة مستقلة في المستقبل- تماشياً مع رؤية الرئيس ترامب المزعومة للسلام.
يخشي الفلسطينيون من أن تكون مثل هذه الخطوة بمثابة ضربة قاضية لحلم انشاء دولة خاصة بهم، وبينما كان من المتوقع بشكل كبير أن يحدث هذا الآن، لم تحصل فلسطين على الموافقة النهائية من واشنطن وبالتالي يبدو أن كل شيء توقف.
وكجزء من المعاهدة مع الإمارات، وافقت إسرائيل على تعليق خطط ضم الأراضي في الضفة الغربية- التي تحتلها إسرائيل منذ حرب عام 1967- بناءً على طلب دونالد ترامب.
وفي حديثه في مؤتمر صحفي بعد الإعلان عن المعاهدة، قال الرئيس ترامب “إنها خارج الطاولة الآن”، لكنه لم يستبعد أي تغيير في المستقبل.
ومن جانبه, قال نتنياهو إنه لا يزال ملتزما بتوسيع السيادة الإسرائيلية، رغم أنه لن يفعل ذلك في الوقت الحالي.
كيف كان رد المنطقة على المعاهدة؟
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي أن تحقيق السلام مع الإمارات كان “امتيازا كبيرا” وتحدث عن أمله في “مستقبل رائع” للبلدين.
وصف وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش اعتراف بلاده بإسرائيل بأنه “خطوة جريئة للغاية” لوقف ما أسماه “القنبلة الموقوتة” لضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية.
وفي أماكن أخرى في الخليج، رحبت كلاً من البحرين وسلطنة عمان بالاتفاقية، مع عدم وجود تصريح رسمي من السعودية، القوة الإقليمية الرائدة والحليف الوثيق للولايات المتحدة حتى الان.
تحدث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، سابقاً عن المصالح المشتركة مع إسرائيل واتخذ نبرة بناءة تجاه صنع السلام الإسرائيلي الفلسطيني, غير أن رد فعل الفلسطينيين كان غاضباً ووصف معاهدة السلام بأنها “خيانة”.
دعا نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس, دولة الإمارات إلى الانسحاب مما أسماه اتفاق “مشين”، فيما تم استدعاء السفير الفلسطيني لدى الإمارات.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، العدو اللدود لإسرائيل، إن الاتفاق “يطعن الفلسطينيين في الظهر”، ووصفت الإمارات بأنها “مخزية”.
فيما صرحت تركيا، الداعمة القوية للفلسطينيين، أن التاريخ لن يغفر “السلوك المنافق” للإمارات، بينما قال رئيسها إنه يفكر في تعليق العلاقات الدبلوماسية مع الامارات.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.