تعاون العدوان مع “القاعدة وداعش” وسقوط بعبع الإرهاب الأمريكي..
السياسية – تقرير: نجيب هبة
تبدو واشنطن ومن خلفها تحالف العدوان بعد النجاحات العسكرية التي حققها الجيش اليمني واللجان الشعبية ضد معاقل القاعدة وداعش وقد خسرت رهانا كانت تستخدمه كفزاعة من أجل استمرار الحرب والعدوان على بلادنا بتلك الذريعة والأسطوانة التي تم شرخها على يد أولئك الأبطال ولم تعد ذات جدوى.
فقد تمكنت قوات الجيش اليمني واللجان من اقتحام معاقل القاعدة وداعش في محافظة البيضاء وأسقطت المئات من العناصر الإرهابية ما بين قتيل وجريح وأسير وطهرت عدة مناطق كانت تعد معاقلا أساسية للتنظيمات الإرهابية في المحافظة الواقعة وسط اليمن كما دمرت عددا من المعسكرات التابعة لهم.
حيث أكد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، قيام أبطال الجيش واللجان بعملية عسكرية كبرى استهدفت التنظيمات التكفيرية.
وأعلن سريع القضاء على إحدى الجبهات العسكرية الهامة للعدوان في مديرية ولد ربيع بمحافظة البيضاء والمناطق المجاورة لها التي كانت خاضعةً لمرتزقة العدوان من الجماعات التكفيرية والأدوات الاستخبارية الأجنبية ما يسمى بالقاعدة وداعش.. لافتاً إلى أن العملية العسكرية النوعية أدت إلى سقوط أكثر من 250 من العناصر التكفيرية ما بين قتيلٍ وأسيرٍ ومصاب، بالإضافة الى تدمير أكثر من اثني عشر معسكراً وتجمعاً لتلك العناصر في نفس المنطقة.
وأكد تحرير الجيش لمساحة تقدر بألف كيلومتر مربع كانت تحتلها تلك الجماعات التكفيرية والعثور على المئات من الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة.
كما غنم الجيش اليمني كمياتٍ كبيرةٍ من الأسلحة التي منحها تحالف العدوان لتلك الجماعات التكفيرية.. ولفت إلى أن العدوان ساند مرتزقته من عناصر ما يسمى داعش والقاعدة بعشرات الغارات إلى جانب الدعم بالمال والسلاح.
كما قتل في العمليات أمير تنظيم داعش في اليمن أبو الوليد العدني، في الظهرة بمنطقة قيفة في مديرية رداع وتم القبض على القيادي في التنظيم سالم حسن الصعيمي و40 من عناصر التنظيم.
وأفادت التقارير كذلك عن مقتل أمير تنظيم القاعدة في “ولاية القريشية” المدعو أبو صريمة، ومسؤول الإمداد في التنظيم وهو باكستاني يدعى أبو حفص وقيادات أخرى.. وتمّ أسر عدد من العناصر من جنسيات متعدّدة باكستانية وأفغانية ومصرية وسعودية.
سقطت إذن فزاعة القاعدة وداعش وبعبع “الإرهاب” الأمريكي في عملية نوعية لوجستياً وميدانياً للجيش اليمني واللجان وسقطت معها كل الأقنعة التي كانت تتخفى خلفها وتستخدمها غطاءً لدعم تحالف العدوان على اليمن تحت مبرر الحرب على الإرهاب والتي لم تؤدي إلا إلى مزيد من القوة والانتشار للعناصر الإرهابية في معاقلها المذكورة في اليمن.
وقالت مصادر عسكرية إن من تبقى من قيادات وعناصر التنظيمين الإرهابيين فروا إلى محافظات مأرب ولحج وشبوة وأبين.. وهو ما يؤكد الأنباء التي تحدثت في وقت سابق عن بدء السعودية بعملية توطين واسعة للجماعات الإرهابية في جنوب اليمن.
ففي هذا السياق.. ذكرت مصادر قبلية إن السعودية نشرت خلال الأيام القليلة الماضية 3 مراكز دينية في لحج تهدف من خلالها إلى استقطاب العناصر المتطرفة.. موضحة بأن المركز الأول أنشئ في مديرية المضاربة ويضم نحو 4 آلاف عنصر بقيادة بسام الحبيشي، والمركز الثاني في طور الباحة بقيادة خليل الحمادي في حين تم نصب الثالث في منطقة المحاولة ويديره جميل الصلوي.. كما أنشأت مراكز تجميع لتلك العناصر في أبين على حدود البيضاء إضافة إلى مأرب وشبوة وحضرموت في خطوة تؤكد مساعيها استغلالهم مجددا على كافة الأصعدة.
وكانت مملكة العدوان السعودية نقلت خلال الفترة الأخيرة المئات من عناصر داعش والقاعدة المقاتلين في سوريا إلى مراكز دينية في لحج في خطوة تشبه عملية التوطين.
وتأتي هذه الخطوات في الوقت الذي تعمل السعودية على فرض صيغة اتفاق جديد على المجلس الانتقالي وحكومة المرتزقة تتضمن تسليم المدن الجنوبية للقوات السعودية والفصائل التابعة لها ، كما تشير إلى أن السعودية تحاول حماية مناطق نفوذها جنوب اليمن بتلك العناصر الإرهابية تحسبا لهجوم محتمل من الجيش اليمني.. كما تستخدم السعودية التنظيمات الإرهابية كورقة تهديد للمعارضين لها داخل مناطق سيطرتها.. وتمنحها حجة للبقاء في اليمن بذريعة محاربتها.
لقد حققت قوات الجيش اليمني بعملياتها المهمة ضد تنظيمات الإرهاب ، والتي تمت رغم التسويق الإعلامي الغربي بحاجة اليمن لسنوات طويلة لقتالها، عدة أهداف استراتيجية أولها أنها قضت على تحركات التنظيمات في البيضاء والتي ظلت عائقا أمام تحرير ما تبقى من المحافظة ، وثانيها إثبات زيف ادعاءات تحالف العدوان بالحديث عن تحالفات للجيش اليمني مع هذه التنظيمات، كما أن من شأن تزامن هذه العملية قبيل الانتخابات الأمريكية أن تربك حسابات ترامب الذي دائما ما يتغنى بمكافحة الإرهاب كإحدى أهم سمات فترة حكمه.
وكان تقرير صادر عن لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي، في يوليو الماضي، أشار إلى تنامي نشاط التنظيمات التكفيرية وعلى رأسها ما يسمى بتنظيمي القاعدة وداعش في محافظة البيضاء اليمنية، وقد تزامن ذلك مع اشتداد المعارك في محافظة مأرب بين ابطال الجيش واللجان الشعبية وبين تحالف العدوان الأمريكي السعودي ومرتزقته.
وعلى ضوء ذلك التقرير، أعدت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية تقريراً أشارت فيه إلى الدعم اللوجيستي العسكري الذي قدمته الإدارة الأمريكية لتحالف العدوان، حيث قالت “كان للدعم اللوجيستي العسكري الذي وفرته واشنطن للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن انعكاسات سلبية خطيرة”.. مشيرة إلى تنامي التنظيمات التكفيرية في اليمن وامتلاكها للأسلحة التي باعتها أمريكا للسعودية والامارات .
وأكدت المجلة أن “التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن قام بإبرام صفقات سرية مع مقاتلي القاعدة لمواصلة القتال” في صفوف المرتزقة ضد الجيش اليمني.
وبعد أسابيع من صدور تقرير مجلس الأمن وأيام من نشر المجلة الأمريكية لتقريرها ، خرج التنظيم الإرهابي ليعلن عبر إحدى وكالاته الإخبارية عن فتح مواجهات جديدة مع الجيش اليمني في محافظة البيضاء.
وتأكيداً على ما نشرته مجلة فورين بوليسي بشأن الاتفاق المبرم بين القاعدة وتحالف العدوان ، أعلنت وزارة الدفاع في حكومة المرتزقة عن خوض من أسمتهم بـ “الجيش الوطني” معارك طاحنة في البيضاء ضد الجيش اليمني.
يذكر أن هذه العملية جاءت بعد عدة جرائم ارتكبتها الجماعات التكفيرية بحق المواطنين في المحافظة كان آخرهم طبيب الأسنان مطهر اليوسفي الذي ينتمي إلى محافظة تعز حيث أعدمته القاعدة في مديرية الصومعة شنقا مع صلب جثته في الشارع العام.. ووجهت تهمة التجسس لليوسفي الذي تحدثت مصادر محلية عن عدم مغادرته المديرية منذ انتقاله إليها قبل نحو عشر سنوات.
وكان التنظيم ارتكب في يونيو الماضي جرائم بشعة بحق سكان آل عزان وآل النشامي في مديرية الصومعة.. وقالت مصادر محلية إن عناصر تنظيم القاعدة اقتحمت في متنصف يونيو بالمدرعات والعربات العسكرية منطقة حجلان في مديرية الصومعة وقامت بمهاجمة منازل قبائل آل عزان وآل النشامي.. وأن الهجوم أسفر عن سقوط قتلى ومصابين من قبائل آل عزان والنشامي.
وكانت القوات الأمريكية أعلنت في بداية عام 2017 تنفيذ أكبر عملية عسكرية في تاريخها ضد القاعدة في اليمن وتحديدا في منطقة يكلا التي تحتضن معسكرات للقاعدة وداعش .. وقد تمت تلك العملية بعد أيام من تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة حيث ظهر بعد العملية العسكرية منتشيا بما حققه في حربه ضد الإرهاب رغم الخسائر التي تكبدتها قواته ومنها تدمير مروحيتي بلاك هوك وحصيلة كبيرة من القتلى في صفوف القوات الأمريكية والمدنيين.