بقلم: سيباستيان بوسوس*

السياسية- ترجمة: أسماء بجاش- سبأ:

أظهر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان, بما فيه الكفاية, مدى الخطر الذي يشكله على الاستقرار الإقليمي، لذا يجب أن يتوقف التهاون الدولي في مواجهته, حيث أكدت مجلة فورين بوليسي الأمريكية مؤخراً ما كان في السابق مجرد شائعة, فقد أتيحت جميع الوسائل، بما فيها الخيار العسكري، من أجل حصر دولة قطر في الزاوية, وذلك عندما أطلقت اللجنة الرباعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة, الأزمة الإقليمية في 5 يونيو من العام 2017 والتي لا تزال سارية حتى الآن، وفي المقابل, لم تنفي الإدارة السعودية بعد ما كشفت عنه المجلة الأمريكية.

وخلال المكالمة الهاتفية التي دارت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز, في 6 يونيو 2017، أثيرت إمكانية القيام بعمل عسكري، حيث تسعى الرياض للحصول على إذن من واشنطن للتدخل الذي قالت فيه إنه جزء من الحرب ضد النفوذ الإيراني في المنطقة, حيث تعتبر الرياض الدوحة قريبة جدا من النظام الإيراني وداعمة للإرهاب.

وفي المكالمة الهاتفية مع العاهل السعودي، رفض الرئيس ترامب وبشدة الاقتراح السعودي والذي يتمحور حول قضية غزو قطر.

وبعد ذلك بوقت قصير ناشدت الإدارة الأمريكية الوساطة الكويتية فى محاولة لحل الصراع داخل مجلس التعاون الخليجى, وذلك بحسب ما أشارت إليه ذات الصحيفة.

ومن المؤكد أن الرئيس ترامب سيتذكر أن قطر هي موطن لقاعدة العديد العسكرية والتي تعتبر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في العالم فوق الأرض، وأنه سيكون من الانتحار تقديم دعم غير مشروط للثنائية الرياض/أبو ظبي في هذه المسألة.

الدور الخطير لتوازن المنطقة:

في الماضي، فإن معنى المؤتمر الصحفي الذي عقد في 7 يونيو 2017 في واشنطن بين الرئيس الأمريكي والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الذي اقترح وساطة بين قطبي الأزمة الخليجية منذ ذلك الحين، مفهوم بشكل أفضل, حيث تم التخلي عن الخيار العسكري, إلا أن الأمير محمد بن سلمان استمر منذ ذلك الحين في لعب دور خطير في توازن المنطقة والعالم.

ومن المؤكد أن محمد بن زايد، ولي عهد دولة الإمارات, لم يكن لديه أي مشكلة مع خيار التدخل العسكري ضد قطر، نظراً لمدى الاستياء الكبير الذي يشعر به من جارته الصغيرة.

فمنذ اندلاع واحدة من أخطر الأزمات السياسية في مجلس التعاون الخليجي منذ إنشائه في العام 1981، بدأ هذا الأخير في النشوء دون أن يتمكن من حلها.

كيف، عندما كانت المنظمة – مجلس التعاون الخليجي- تهدف إلى صون السلام والأمن في منطقة شديدة الحساسية، لذا هل كان بوسعها أن تسمح بالعدوان الذي تقوم به دولة عضو ضد دولة عضو أخرى؟

ومع وضع ذلك في الاعتبار، لم تكن الرياض وابو ظبي تضحيان بدول مجلس التعاون الخليجي على باب مذبح مصالحهما في منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل كانتا ملتزمتان بما لا يمكن إصلاحه من خلال عزل أحد أعضاء المجلس الخليجي بشكل دائم دون حتى محاولة إقامة شكل من أشكال الحوار.

العلامة التجارية السعودية الجديدة:

لطالما حاولت الرياض من خلال حملة إعلامية واسعة النطاق، بيع العلامة التجارية السعودية الجديدة “محمد بن سلمان” إلى العالم, حيث عمل على وضع حداً للوهابية، وأخيراً إصلاح اقتصاد الريع النفطي، كما عكف على تعزيز القيم الأقرب إلى قيم المجتمع الغربي, وبالتالي, أصبح لاعباً أساسياً على الساحة الشرق أوسطية اليوم، وأصبح مركز اللعبة السياسية في السعودية في العام 2015، عندما أصبح والده ملكاً.

وعلى غير استعداده للمسؤوليات السياسية، راقب ولي العهد الشاب أبناء عمومته وأعمامه الأكثر قوة ونفوذاً مما كان عليه, وسرعان ما أصبحت عملية صنع القرار لديه مندفعة، وكثيراً ما بدت مدفوعة بالحاجة الملحة إلى التعرف عليه أكثر فأكثر.

*صحيفة “جون أفريك- jeuneafrique” الفرنسية.
*سيباستيان بوسويس، الحاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية والباحث في العلوم السياسية وقضايا الشرق الأوسط في العلاقات الأوروبية العربية/الإرهاب والتطرف.
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع.