بقلم: إليزابيث هاجدورن
السياسية: ترجمة: جواهر الوادعي- سبأ:

توصل تقرير جديد إلى أنه مع اقتراب الصراع في اليمن من عامه السادس، أجبرت الهجمات على المدارس أو بالقرب منها الكثير من هذه المدراس على إغلاق أبوابه، مما حرم آلاف الأطفال من حقهم الأساسي في التعليم.

وجدت منظمة حقوق الإنسان اليمنية المستقلة (مواطنة) ومركز وقف إطلاق النار لحقوق المدنيين ومقره لندن أن الفصائل المتحاربة في البلد قد “ألحقت أضراراً ودمرت واستخدمت واحتلت أو هاجمت المدارس, ووثق التقرير أكثر من 380 هجوما على منشآت تعليمية أو بالقرب منها بين مارس 2015 وديسمبر 2019.

ووجد التقرير أن الكثير من 153 غارة جوية نُسبت إلى التحالف بقيادة السعودية بدت عشوائية.

وفي الغالبية العظمى من الحالات، عندما ألحقت الغارات الجوية للتحالف أضراراً بالمدارس أو دمرتها، لم يتمكن الباحثون من تحديد هدف عسكري قريب من تلك المدراس.

وقالت نورية الحسيني، الباحثة الرئيسية في التقرير: هناك 140 حالة من أصل 153، لم يكن هناك أي وجود عسكري في المدارس أو بالقرب منها ويبدو الأمر وكأنهم قصفوا المدارس من دون سبب”.

كما وثقت منظمة “مواطنة” ومركز وقف إطلاق النار 171 حالة لاحتلال المدارس أو استخدامها لأغراض عسكرية، مع مسؤولية الحوثيين المتحالفين مع إيران عن غالبية الحوادث.

وخلص التقرير إلى أن القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وكذلك الحزام الأمني للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، قاموا ايضا باستخدام أو احتلال المدارس.

ويسلط التقرير الضوء على مدرسة في محافظة الحديدة استولت عليها القوات المدعومة من الإمارات في فبراير 2018, والتي تستخدم الآن كموقع لتخزين الأسلحة وثكنات عسكرية لكتائب العمالقة، وقال شهود أنه يتم إطلاق النار عليها يومياً من قبل الحوثيين, واليوم, يدرس الطلاب الذين استمر عدد صغير منهم في الدراسة في مسجد قريب.

كما سجل جامعوا البيانات حالات قام فيها الحوثيون بزرع ألغام أرضية وتخزين مواد متفجرة بالقرب من المدارس, وبحسب شهود قام المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الموالية للحكومة, بما في ذلك الجماعات التابعة للإصلاح بنهب وإتلاف أثاث الفصول الدراسية ودخلوا المدارس بقوة الأسلحة.

خلقت الحرب بين الحوثيين الذين اجتاحوا العاصمة صنعاء في 2014, وتحالف من الدول العربية بقيادة السعودية الذي تدخل العام التالي لإعادة الحكومة المعترف بها دولياً، ما تصفه الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وتقول الأمم المتحدة إن القتال الذي يحدث بالفعل في أفقر دول المنطقة، ترك ما يقرب من 80٪ من سكان اليمن في حاجة إلى شكل من أشكال المساعدة.

لا يزال الأطفال يتحملون وطأة الأزمة, حيث قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في عام 2019 إنه لم يعد من الممكن استخدام واحدة من كل خمس مدارس كنتيجة مباشرة للصراع, وهناك أكثر من مليوني طفل خارج المدرسة و3.7 مليون آخرين معرضون لخطر التسرب من المدراس.

وقالت الحسيني: “يظل الحصول على التعليم حلماً لملايين اليمنيين, ومن المثير للصدمة أنه بعد ثلاث أو أربع سنوات، لا تزال المدارس مدمرة أو متضررة ويتعين على الأطفال الصغار الدراسة تحت الأشجار.”

وذكر التقرير أنه مع 155 حادثا موثقا، بما في ذلك 87 غارة جوية للتحالف و 58 حالة لاحتلال المدارس والاستخدام العسكري من قبل الحوثيين، كانت صعدة هي المحافظة التي تعرضت لأكبر عدد من الهجمات على المدارس.

كانت المحافظة الشمالية الغربية التي يسيطر عليها الحوثيون والمتاخمة للسعودية موقعاً لهجوم جوي في أغسطس 2018, مما أسفر عن مقتل العشرات من الطلاب عندما أسقطت طائرة حربية تابعة للتحالف قنبلة أمريكية الصنع على حافلة مدرستهم وأعرب التحالف المدعوم من الغرب في وقت لاحق عن أسفه وقال ان “أخطاء” قد ارتكبت.

تعرضت السعودية والإمارات والحكومات التي تزودهم بالقنابل والأسلحة الأخرى لانتقادات واسعة لعدم بذل المزيد من الجهد للحد من الضحايا بين المدنيين في اليمن.

وتوصل تحقيق أجرته هيئة رقابية حكومية مؤخراً حول صفقة بيع أسلحة بمليارات الدولارات إلى السعودية إلى أن إدارة دونالد ترامب فشلت في التقييم المناسب لخطر وقوع خسائر في صفوف المدنيين في اليمن قبل الإذن بعملية النقل.

في يونيو، أغضبت الأمم المتحدة جماعات حقوق الإنسان بإسقاط التحالف الذي تقوده السعودية من القائمة السوداء السنوية لمنتهكي حقوق الأطفال.

وفي تقريره إلى مجلس الأمن، عزا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش 222 حالة وفاة أو إصابة من الأطفال إلى التحالف في عام 2019, بانخفاض يبلغ 729 حالة عن العام السابق, في حين ظل الحوثيون، الذين اعتبروا مسؤولين عن 313 ضحية من هذا القبيل، والقوات الحكومية اليمنية، المتهمين بـ 96 شخصا على القائمة.

دعت منظمة مواطنة ومركز وقف إطلاق النار الأمم المتحدة إلى إعادة التحالف الى القائمة وإحالة موضوع اليمن إلى المحكمة الجنائية الدولية.

ومن بين توصياتها، حثت الأطراف المتحاربة على وقف وضع أهداف عسكرية بالقرب من المدارس ووضع حد للممارسات التي تعرض الطلاب والمعلمين للخطر.

* موقع “المنيتور” الاخباري
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.