بسام أبو شريف*

يوسي كوهين ، الذي سيرأس وفد الصهاينة لتوقيع الذل والعار مع ابن زايد ( الذي خان الشعب العربي في الامارات اولا ، وفي شتى أنحاء الوطن العربي بعقده هذه الصفقة التي يبيع فيها ابن زايد قضية العرب ويبيع فيها شرفه ويشتري بها ذل الخضوع للصهاينة ) ، يوسي كوهين لعب دورا أساسيا في تعقب وملاحقة عماد مغنية ، ومحاولة كشف مقراته السرية ومكان سكنه في دمشق ، وكان أيضا مكلفا باختراق أجهزة شبكات اتصالات الحرس الثوري خاصة تلك الاتصالات ، التي كانت تتم بين الفريق البطل قاسم سليماني والقائد البطل عماد مغنية .

كان رئيسه مئير داغان يشعر بأن هنالك ثأرا شخصيا بينه ، وبين عماد مغنية يريد أن يصفي حسابه تماما كما كان يشعر تجاه الرئيس ياسر عرفات ، هو ورئيسه شارون ، مئر داغان كان عصارة الكراهية والعنصرية والدموية ، ويحلم دائما بقتل كل العرب ، وبقيت شخصية عماد مغنية في حواسيب الموساد شخصية يطول وصفها ، ولكن دون صورة لم تكن أجهزة اسرائيل تعلم ماهو شكل عماد مغنية ، وأي واحد من الذين يحيطون بالأمين العام لحزب الله هو ، ولذلك فان محاولات اغتيال عماد الاولى كانت من خلال طرود ورسائل بريدية ملغومة فشلت كلها في النيل منه في لبنان ، وكان عماد يعلم بأنهم يتتبعونه ، ويحاولون كشف صورته لمعرفة هدفهم المنشود الى أن حصل الاسرائيليون على فيديو يصور عماد مغنية يشرح للأمين العام تفاصيل عملية عسكرية ، وفي احدى اللقطات يظهر وجه عماد مغنية .

وحسب رونين برغمان الموساد المخضرم : صرخ يوسي كوهين : – هذا هو هذا هو …. وقررت القيادة أن ينتقل عماد مقرا وعملا الى دمشق لأنها أكثر حماية وأصعب على الاسرائيليين ، وراح الاسرائيليون عبر عملائهم وأفرادهم بملاحقة عماد لمعرفة عناوينه وتتبع تحركاته ، وعلم مئير داغان من خلال تعاون العملاء أن المكان المؤكد الذي يتواجد فيه عماد مغنية بين فترة واخرى ، هو مقر المخابرات السورية مما جعل اصطياده هناك من الأمور شبه المستحيلة رغم ذلك تتبع الاسرائيليون عماد ، وبلغوا مئير داغان أنه يلتقي بالفريق قاسم سليماني في مقر المخابرات السورية ، وانه من الممكن اغتنام الفرصة لاصطياد الاثنين معا الا أن المسؤولين في الأجهزة الاميركية رفضوا الفكرة عندما طلب مئير داغان مساعدة من السي آي ايه ، فقد كانت قنوات واشنطن / دمشق مازالت مفتوحة في تلك الفترة ، وأخذ مئير داغان على عاتقه اقناع الاميركيين فرتب ” تزويرا ” ، ملفا بعدد العمليات التي قام بالتخطيط لها والاشراف على تنفيذها عماد مغنية ضد القوات الاميركية في العراق !! .

وحمل هذا الملف ، وتوجه الى واشنطن لبحث عملية الاغتيال التي كان مستحيلا على الموساد القيام بها وتتطلب مشاركة اميركية مباشرة ، وتبنى مدير السي آي ايه ومستشار بوش للأمن القومي ( في ذلك الوقت ) ، اقتراح مئير داغان وتوجه الاثنان الى البيت الأبيض لاقناع الرئيس بوش ، أصغى لهما بوش وكان مطلعا على طلب اسرائيل المساعدة في اغتيال عماد مغنية ، وركز الاثنان على حيثية زورها داغان وهي العمليات التي أودت بحياة جنود اميركيين في العراق ، وأعطى بوش موافقته .

” هذا هو القرار … هذا هو من اتخذ القرار ، وهؤلاء هم من نفذوا القرار ” ، وانهمك الاميركيون يحضرون للاغتيال ، وكان الاسرائيليون يشاركون بالمعلومات والاستطلاع والملاحقة ، واستخدموا عملاء سوريين ولبنانيين اضافة لعناصرهم ، واستخدم الاميركيون تسهيلات الوصول الى كراج السيارات المكشوف أمام مقر المخابرات ” تصاريح خاصة للدبلوماسيين المكلفين بالتشاور الأمني مع سوريا ” ، وذلك لالصاق عبوات متفجرة من حرارة الجسم عندما يقترب الانسان لفتح باب السيارة ( حسب رونين برغمان الموساد المخضرم ) .

هل اتصل أحد بعماد ليطلبه لاجتماع عاجل مع سليماني ؟

في احدى الروايات ( ولست متأكدا من دقة المصدر ) ، أن رقم الهاتف الخاص بعماد مغنية تم كشفه من قبل الموساد ” يوسي كوهين ” ، وأن اتصالا جرى عبر هذا الرقم السري … هرع عماد على اثره متوجها لمقر المخابرات السورية ، والراوي يقول ان الاتصال أبلغه أن سليماني يمنظر رؤيته قبل سفره لطهران !! ، وفي الفترة بين توجه عماد وسيارته للمبنى والعودة بعد دقائق لعدم وجود سليماني قام عميل للسي آي ايه بالصاق العبوات التي تتفجر بحرارة الجسم ، وغادر على عجل ، وما أن اقترب عماد من سيارته ( ولاشك أن عقله كان يعمل على تحليل ما جرى ) ، حتى انفجرت العبوات بتأثير حرارة الجسد .
المجرم جورج بوش أضاف لسجله جريمة نكراء لابد أن يحاسب عليها يوما ما .

* كاتب وسياسي فلسطيني
* المصدر : رأي اليوم
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع