كتب: المحرر السياسي

 

الإمارات لم ولن تكون دولة .. كانت بعد الحرب العالمية الثانية تحت الوصاية البريطانية والاستخبارات الأمريكية .. لا تمتلك المقومات الأساسية للدولة، ليس فيها نظام واضح المعالم بسلطاته التشريعية والقضائية والسياسية، هي بمثابة إقطاعية خاصة لأولاد زايد ومحمد بن راشد.

 

باختصار شديد الإمارات عبارة عن مول تجاري كبير، تتنافس فيها الشركات الغربية على تسويق منتجاتها وتحقيق الأرباح، بالإضافة إلى دورها الخفي كوكر لأجهزة الاستخبارات الغربية، لمراقبة الأنظمة السياسية في المنطقة العربية وجنوب غرب آسيا .. تٌحاك فيها المؤامرات والدسائس وتٌدبر فيها الانقلابات والاغتيالات والتدخلات والتصفيات للرموز والشخصيات.

 

هي دولة عدم من الناحيتين التاريخية والحضارية .. برزت إلى الوجود بالأمس القريب، عمرها لا يتعدي 50 عاماً، شاءت الأقدار أن يٌكتشف فيها الثروة النفطية والغازية وبكميات تجارية، ما جعلها تدر ثروة مالية مهولة.

 

تلك الثروة مع الأسف وقعت في أيدي أشخاص لا عقل لهم، وكما قال أحد السياسيين العالميين “الثروة والقوة والسلطة لمن له عقل” وصفة العقلانية لا توجد لدى مسئولي الإمارات، يتصرفون بالمال النفطي بعدوانية وحقد ضد الدول العربية أولا وخدمة مصالح الاستعمار الأمريكي والغربي ثانياً.

 

ما حدث مؤخرا بين الإمارات والكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين من إعلان إقامة علاقات دبلوماسية برعاية أمريكية، لم يكن مستغرباً من قبل الإمارات، إذ أن العلاقات الإماراتية الإسرائيلية التي ظلت سرّية على مدى الأعوام الماضية، خرجت للعلن.

 

خطوات التطبيع الإماراتي الإسرائيلي مدانة بكل المقاييس والمعايير، خرقت قرار الجامعة العربية وقرارات المجتمع الدولي ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وكانت بمثابة طعنة غادرة للفلسطينيين وقضيتهم العادلة، فضلاً عن أنها خطوة عملية وتنفيذية لمؤامرة صفقة القرن.

 

المتاجرة بالقضية الفلسطينية أمر مرفوض والواجب الإنساني والأخلاقي يتطلب مساندة أبناء الشعب الفلسطيني لا المتاجرة بقضيتهم .. لقد تحوّلت القضية الفلسطينية على يد العديد من الأنظمة العربية إلى ورقة للمزايدات والكسب السياسي الرخيص.

 

وما فعلته دولة الإمارات بإعلان التطبيع مع إسرائيل، إنما أزالت الستار عما يدور في الكواليس والمتوقع أن تخطو بقية دول الخليج نفس مسار الإمارات، بدليل مباركتها لهذا الأمر، فالأنظمة السياسية في الخليج لا تحكم وإنما تٌدار من قبل المخابرات الأمريكية والغربية.

 

المجلس السياسي الأعلى في الجمهورية اليمنية، أكد رفض اليمن لما يسمى الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي الأمريكي، واعتبر ذلك خيانة للأمة والقضية الفلسطينية، وعزّز ذلك الناطق الرسمي لحكومة الإنقاذ بتأكيده أن إعلان التطبيع الإماراتي مع الكيان الصهيوني وصمة عار يستنكرها كل من لا يزال يحمل في عروقه دم العروبة والحرية.