مع التركيز على التشطير، إسرائيل تقف وراء الدعم للانفصاليين المتشددين في جنوب اليمن
تأمل إسرائيل في الاستفادة من التوترات الداخلية الحاصلة في اليمن، من خلال دعمها لجماعة متشددة تدعمها الإمارات وتسعى للانفصال والسيطرة على مضيق باب المندب.
بقلم: احمد عبد الكريم
موقع “مينتبرس نيوز” الإنجليزي، ترجمة: نجاة نور- سبأ :
عدن، اليمن- مع اقتراب الحرب في اليمن من عامها السادس، يتصاعد الوضع في الدولة التي مزقتها الحرب, مع دخول إسرائيل المعركة بدعمها للجماعة المسلحة الانفصالية “المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم من الإمارات.
استولى المجلس الانتقالي الجنوبي بالفعل على عدن واستولى مؤخراً على جزيرة سقطرى.
ومن المرجح أن يؤدي دخول إسرائيل إلى مسرح الاحداث اليمني المعقد والمزدحم بالفعل إلى فتح الباب لمزيد من التصعيد، خاصة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وسط التطبيع المتصاعد باستمرار العلاقات بين تل أبيب ودول الخليج الثرية، فإن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، وهو الآن سلطات الأمر الواقع في جنوب البلد، قد أقام بالفعل بإقامة علاقة سرية مع إسرائيل بتشجيع من الإمارات بحسب مصادر مطلعة في عدن.
وعلى الرغم من المعارضة القوية من القادة داخل المجلس الانتقالي الجنوبي ومن جمهور جنوب اليمن، تتلقى المجموعة المدعومة من الإمارات أشكالاً مختلفة من الدعم من إسرائيل، بما في ذلك الأسلحة والتدريب الذي تيسره الإمارات بعد محادثات سرية بين مسؤولي المجلس الانتقالي الجنوبي وتل أبيب برعاية الإمارات.
وقبل ذلك، أعلن نائب رئيس المجلس الانتقالي هاني بن بريك أن الجماعة لديها الاستعداد لإقامة علاقات مع إسرائيل، قائلاً “السلام مع إسرائيل” مرغوب وطموح بالنسبة لهم, لكنه ادعى أن أي علاقة مع إسرائيل يجب أن تكون في إطار مبادرة السلام العربية التي أطلقها العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وأكد استعدادهم لإقامة علاقات مع أي دولة تساعدهم على “استعادة دولتهم”.
يأتي هذا التطور بعد مؤتمر “وارسو” الذي عقد في فبراير 2019 والذي ركز ظاهرياً على الأمن في الشرق الأوسط, وهناك، قام خالد اليماني، وزير الخارجية اليمني الأسبق، بإحداث تحسن علني في العلاقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو, وفي أعقاب ذلك، أشار مبعوث السلام الأمريكي جيسون جرينبلات, الذي عمل أيضاً كمحامي شخصي لدونالد ترامب ومستشاراً لإسرائيل، إلى أن الحادث الودي قد يكون الخطوة الأولى في إقامة تعاون بين اليمن وإسرائيل.
وفي تطور ذي صلة، زعمت صحيفة إسرائيل اليوم الأكثر قراءة على نطاق واسع, أن تل أبيب تجري اجتماعات سرية مع المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث ذكرت أن المجلس الانتقالي الجنوبي “أصدقاء سريون” لإسرائيل.
وفي الواقع، تم تأكيد هذا الموقف الإيجابي تجاه إسرائيل من قبل نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نفسه في مقطع فيديو نُشر على موقع يوتيوب.
ظاهرياً، يهدف دعم تل أبيب إلى مساعدة المجلس الانتقالي الجنوبي في مواجهة القوات المحلية التي تعارضه، لكن الحقيقة هي أن إسرائيل تحاول إقامة موطئ قدم على الجزر اليمنية في مضيق باب المندب, حيث تعتبر منطقة البحر الأحمر وباب المندب من المصالح الحيوية لتل أبيب.
ومن جانبهم، لا يحتاج المجلس الانتقالي الجنوبي فقط إلى إحكام سيطرته على المناطق الجنوبية في اليمن ومتابعة هدفه الطويل الأمد المتمثل في إعلان الانفصال عن شمال البلد، بل يحتاجون إلى بوابة إلى الولايات المتحدة وإلى العالم, مثل العديد من دول الخليج العربية، يعتقد المجلس الانتقالي الجنوبي منذ فترة طويلة أن الطريق إلى المصادقة الأمريكية يمر عبر إسرائيل.
ومع ذلك، فإن القادة السياسيين الجنوبيين الذين تحدثوا إلى” مينتبرس نيوز” يدركون أن العلاقات مع إسرائيل لن تؤدي إلى “دولة مستقلة” وأن هذه العلاقة ستكون عقبة في الحصول على الدعم الشعبي.
علاوة على ذلك، يعتبر الجنوبيون أن القضية الفلسطينية هي قضية الجميع، وهو وضع لن ينجح المجلس الانتقالي الجنوبي في تغييره, حيث يقولون إن قضية فلسطين هي قضية تهم المسلمين ككل، وهو أمر لا يمكن لأي قوة محلية أن تأمل في تغييره.
مقاومة الحوثيين:
من بين جميع القوى السياسية والقبائل والقوى العسكرية التي لا تعد ولا تحصى في اليمن، فإن الجيش بقيادة أنصار الله، هو الأفضل استعداداً، وربما الأكثر استعداداً لاتخاذ إجراءات انتقامية ضد كل من المجلس الانتقالي الجنوبي وإسرائيل.
أنصار الله، الجناح السياسي للحوثيين في اليمن، ملتزمون بوحدة أراضي اليمن وأعلنوا أنهم لن يترددوا في “توجيه ضربة موجعة” لإسرائيل في حال قررت تل أبيب التورط في بلادهم.
نقل مسؤول رفيع خطاب زعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي عندما هدد إسرائيل في (نوفمبر) 2011, حيث قال:” شعبنا لن يتردد في إعلان الجهاد ضد العدو الإسرائيلي، وشن أعنف الضربات ضد أهداف حساسة في الأراضي المحتلة إذا تورط العدو في أي حماقة ضد شعبنا”.
وفي الحروب العربية مع اسرائيل في كلاً من العام 1956- 1967- 1973, نجح اليمن في إغلاق مضيق باب المندب ومنع السفن الإسرائيلية من عبوره.
اتهمت حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين الإمارات بتوفير غطاء لجهود إسرائيل في جنوب اليمن, وقال وزير الإعلام ضيف الله الشامي إن “العدو الإسرائيلي يرى اليمن كتهديد له، لا سيما بسبب موقعه الاستراتيجي، لذلك عمل على إيجاد موطئ قدم في اليمن من خلال الدور الإماراتي”.
وفي الآونة الأخيرة، قال سفير الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة، في مقال لصحيفة يديعوت أحرونوت، إن بلاده “دفعت بمبادرات من شأنها أن تمنح إسرائيل امتيازات”.
بالنظر إلى حقيقة أن تجزئة الشرق الأوسط تتماشى مع استراتيجية إسرائيل في اليمن، فإن علاقة المجلس الانتقالي الجنوبي، وبالتالي علاقة الإمارات مع إسرائيل، لا تنتهك الثوابت الدينية والوطنية التي يثبتها جميع اليمنيين تقريباً، ولكنها أيضاً تنتهك الثوابت اليمنية الدينية والوطنية, حيث ترى القوى السياسية اليمنية، بما في ذلك أنصار الله جهود إسرائيل لدعم ظهور دولة منفصلة في الجنوب لعبة خطيرة تهدد لاحتمال قيام يمن موحد.
في الواقع، تزعم تقارير غير مؤكدة أن إسرائيل شاركت في الحرب ضد اليمن نيابة عن التحالف الذي تقوده السعودية كجزء من سلسلة من التدخلات السرية التي شملت قوات المرتزقة، وأفادت التقارير بشن عشرات الغارات الجوية في البلد وحتى إسقاط قنبلة نيوترونية على جبل نقم وسط العاصمة صنعاء في مايو 2015, لكن أي وجود إسرائيلي في الجنوب سيؤدي إلى صدام لا مفر منه مع إسرائيل، بحسب صناع القرار في اليمن.
* الماده الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع.