انفجار مرفأ بيروت.. من المستفيد من ذلك
السياسية : المحرر السياسي
حالة من التضامن الأممي والإنساني عمّت دول العالم دون استثناء مع الجمهورية اللبنانية عقب انفجار وكارثة مرفأ بيروت.. هنا تتجلّى الإنسانية بأروع صورها وأبعادها أمام كارثة حلّت بلبنان كون الإنسانية قيّم ومبادئ سامية وراقية تتخطى النطاق الوطني والديني .. يشترك في الانتماء إليها جميع سكان الأرض.
ـ أمام فاجعة وطنية كبرى كهذه حلّت بالشعب اللبناني، كان لزاماً على العالم كله الوقوف إلى جانبه وقفة مشرفة بكل صور التضامن والدعم والمساندة وتقديم يدّ العون للبنان، بما يخّفف من المأساة الإنسانية للبنانيين ومساعدتهم على تجاوزها.
ـ المأساة اللبنانية كبيرة وغير مسبوقة، خلفت نتائج كارثية على مختلف المستويات والأصعدة .. كيف لا والانفجار الشديد ناتج عن 2700 طن من نترات الأمونيوم، سمع صداه إلى قبرص التي تبعد عن لبنان 2500 كيلو متر، فيما وصل عدد الضحايا إلى 160 شهيد وتعدّت أرقام الجرحى أربعة آلاف، فحين تجاوزت الخسائر مليار دولار في دولة تعيش على شفا الانهيار الاقتصادي واضطرابات سياسية، أوجدت حالة من القلق وعدم الاطمئنان على كل المستويات والمسارات .. ما يمكن القول “إن لبنان منكوب قبل وبعد انفجار مرفأ بيروت”.
ـ ثمّة تساؤل يجب البحث عنه وبتعمق شديد مؤداه أن ما حصل في لبنان هل كان حدث متوقع جراء تخزين تلك المواد الخطيرة أم أنه مدبر؟ هنا يكمّن محور الحديث للبحث عن جواب شافي له.
ـ لبنان ومنذ فترة ليست بالقصيرة يعيش أزمة تاريخية وصراع بين القوى السياسية المختلفة يٌقابل ذلك عدو جاهز العدة والعتاد يتربص بهذا البلد منذ زمن بعيد يغدّي النزاعات والصراعات ويشتري الولاءات والعملاء، يُراقب ويتجسس ويبحث عن نقاط الضعف في هذا البلد العربي الشقيق، إسرائيل ومن غيرها من يتربص بلبنان ليل نهار تخترق أجواءه ومياهه على مدار الساعة في ظل تخاذل وانقسام عربي واضح لا يستطيع مد يد العون لإنقاذ لبنان من بطش الكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا والدول الاستعمارية الغربية.
ـ لبنان يصارع ويقاوم وحيداً قوى ذات إمكانيات مهولة وتراث استعماري طويل ولا يرى يد العون والمساعدة تمتد إليه من أي دولة .. من له مصلحة في انفجار مرفأ بيروت غير إسرائيل، لكن في المقابل يمكن القول “إن من خزن تلك المواد شديدة الإنفجار بمرفأ بيروت وعلى مدى سنوات يتحمل مسؤولية كبيرة ويتقاسم المأساة مع من فجّر”.
ـ الجمهورية اليمنية وعلى المستويين الرسمي والشعبي تشعر بحزن وألم عميق لما حل بالشعب اللبناني الشقيق من كارثة وتمد المساعدة للشعب اللبناني بقدر ما هو مسموح لها من إمكانيات في ظل ما تمر به من أوضاع جراء استمرار العدوان والحصار، وحقيقة الأمر فإن التعاطف الرسمي والشعبي اليمني مع الشعب اللبناني أقوى لأنه نابع من شعور صادق مع شعب شقيق يتعرض لمأساة.