لماذا يُبعد ترامب قواته عن الحدود الروسية؟
تحت العنوان أعلاه، كتب غيفورغ ميرزايان، في “فزغلياد”، حول سبب اختيار واشنطن إيطاليا وبلجيكا لإعادة نشر القوات التي يسحبونها من ألمانيا.
وجاء في المقال: بدأت الولايات المتحدة في سحب قواتها من ألمانيا. فحوالي 12 ألف مقاتل، أي ما يقرب من ثلث الوحدة الأمريكية على أراضي ألمانيا، بدأت رسميا في الانسحاب. والشيء الأكثر إثارة للاهتمام ليس مسألة الانسحاب بحد ذاتها، إنما المكان الذي يتم سوقهم إليه. ففيما سيعود نصفهم تقريبا إلى الولايات المتحدة، سيُنقل البقية إلى إيطاليا وبلجيكا.
قد يبدو القرار غريبا: لماذا بلجيكا وإيطاليا وليس بولندا؟
في الواقع، لا شيء غريبا في القرار. فلكلا الحالتين تفسيرات منطقية. مثل كل خطوة يقوم بها ترامب.
لا يتخلى ترامب عن بولندا ولا يهملها، إنما هي ليست مستعدة اليوم لاستقبال الجنود الأمريكيين. والمسألة ليست فقط في غياب البنية التحتية هناك، فواشنطن ووارسو لم تناقشا بشكل كامل شروط نشر الجنود الأمريكيين.
بالإضافة إلى ذلك، هناك أسئلة حول الخدمات اللوجستية. البولنديون على استعداد لدفع مبلغ ما مقابل نشر قاعدة بالقرب من الحدود مع بيلاروسيا، كاستعراض سياسي أمام موسكو وبيلاروسيا وأوكرانيا. فيما واشنطن، على الرغم من رهاب الروس الذي تعانيه، ليست مستعدة لمثل هذا الاستفزاز العسكري (المحفوف بردة فعل عسكرية روسية خطيرة) وتريد قاعدة في غرب بولندا. كما أن البولنديين ليسوا مستعدين لمنح الجنود الأمريكيين حصانة كاملة من المقاضاة على الجرائم التي يرتكبونها على الأراضي البولندية. والولايات المتحدة، لا ترغب في أن يسجن مقاتلوها في السجون البولندية.
وبالنسبة لعملية إعادة الانتشار الحالية، يتم اللجوء إلى إيطاليا، على الأرجح، كخيار مؤقت. فهناك قاعدة جوية كبيرة إلى حد ما.
أما خيار بلجيكا، فعلى الأرجح دائم. فكما قال خبير المجلس الروسي للشؤون الخارجية، فاديم تروخاشيف، لـ”فزغلياد”، “الأميركيون، لا يريدون مغادرة أوروبا الغربية بالكامل. وبلجيكا، خيار مثالي للحفاظ على السيطرة على أوروبا الغربية “. وحتى إذا وصل بايدن إلى السلطة، واحتفظ ببعض الوجود الأمريكي في ألمانيا، فمن المستبعد أن يتخلى عن الأراضي البلجيكية”.
المادة الصحفية تعبر فقط عن رأي الكاتب