تزوير إحصائيات كورونا في الولايات المتحدة
السياسية :
كتب إدوارد تشيسنوكوف، في “كومسومولسكايا برافدا”، حول الأسباب المحتملة لتزوير إحصائيات ضحايا كورونا في الولايات المتحدة، ففي فلوريدا يضيفون إليها قتلى حوادث إطلاق النار وسواها.
وجاء في المقال: اتهمت وسائل الإعلام الأمريكية روسيا مرارا بتزوير البيانات المتعلقة بالوفيات الناجمة عن الفيروس التاجي، مفترضة اختلاف الأعداد الحقيقية بشكل كبير عن تلك المعلن عنها. أما في الواقع، فيتم التلاعب بالإحصاءات في الولايات المتحدة نفسها.
لقد قام صحفيون من قناة CBS12 التلفزيونية بفحص كل اسم وارد في القائمة الرسمية، التي تضمنت 581 من الـ “متوفين بفيروس كورونا بمقاطعة أورانج المليونية في فلوريدا”.
وبالنتيجة، اتضح أن ثمانية أشخاص في القائمة المحزنة إياها، لم يكن سبب وفاتهم كوفيد-19 على الإطلاق.
أجبرت حالات تزوير الإحصائيات، التي تحدث عنها كثير من الصحف، حاكم الولاية على اختلاق الأعذار. فاتضح أن شابا لقي مصرعه في حادثة مرور على دراجة نارية أدرج اسمه في قائمة ضحايا كوفيد-19 في مقاطعة أورانج أيضا.
تسببت المبالغة في إحصاءات الوفيات في ردة فعل صاخبة، فانهالت الدعوات على سلطات فلوريدا مطالبة برفع نظام ارتداء الأقنعة وقيود الحجر الصحي الأخرى.
لماذا كل هذا الخداع في الأرقام؟ هناك عدة احتمالات:
الأول، خطأ عادي من الأطباء، أو عدم رغبتهم في دراسة التاريخ المرضي لكل حالة في زمن الوباء؛
الثاني، جشع الأقارب. فالجنازة تكلف مبالغ غير قليلة. وتقدم حكومات الولايات بعض المساعدة. ومن السهل نسبيا الحصول على خمسمائة دولار أخرى: ينبغي فقط إدراج عبارة الفيروس التاجي في الخانة المخصصة لـ “سبب الوفاة” في الوثائق ذات الصلة. ولا يكلف الأطباء شيئا كتابة ذلك؛
وأخيرا، الاحتمال السياسي. فعمدة أورلاندو، عاصمة مقاطعة أورانج، ديمقراطي معارض. ومثله، أربعة من أعضاء مجلس المدينة الستة. ومبدأ “كلما ساءت الأمور كانت أفضل” يناسبهم. فطالما أن إحصائيات الوباء لا تزال رهيبة، فيجب الحفاظ على الحجر الصحي، ومواصلة إلقاء اللوم على الحكومة الفدرالية في الكارثة الاقتصادية والاجتماعية، أي على ترامب. وفي الوقت نفسه، الحصول على إعانات جديدة لمكافحة كورونا.
* المادة الصحفية تعبر فقط عن رأي الكاتب