السياسية :

كتب سيرغي مانوكوف، في “إكسبرت أونلاين”، حول خطورة أن يتحول الوضع المتوتر بين تركيا واليونان إلى حرب في ظل غياب أفق للحلل وعجز الأوروبيين عن جعل أنقرة تغير موقفها.

وجاء في المقال: تجدد التوتر بين تركيا واليونان مع إعلان أنقرة أنها سترسل سفينة لإجراء استكشاف عن النفط والغاز في المياه المتنازع عليها.

احتمال حدوث صراع في الوضع الحالي مرتفع: فسفينة الأبحاث Oruch Reis مصحوبة بحوالي عشرين سفينة حربية تركية، نفصلها عن السفن الحربية اليونانية بضعة كيلومترات فقط. ومن شأن الاشتباك إذا وقع أن يعقّد الوضع الصعب من دون ذلك في شرق البحر الأبيض المتوسط، ​​وقد يجر لاعبين آخرين، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إلى الصراع بين تركيا واليونان.

الرهانات كبيرة الآن بشكل خاص بسبب الهيدروكربونات. فقبل بضع سنوات، تم اكتشاف حقول غاز كبيرة في المياه القبرصية. علاوة على ذلك، هناك احتمال كبير جدا لأن تكون هناك احتياطيات أكبر من الغاز والنفط بالقرب منها. إن رغبة الجانب التركي في المشاركة في تقاسم كعكة “الهيدروكربونات” الدسمة يفسرها إبرام اتفاق بشأن الحدود البحرية بين أنقرة وطرابلس في نوفمبر الماضي، وهو يتيح، بحسب أنقرة، للأتراك المطالبة بالمياه التي تعود وفق القانون الدولي لليونان.

تجري مراقبة الوضع قبالة الساحل الجنوبي لتركيا عن كثب من قبل عواصم الدول الأوروبية، وواشنطن، بطبيعة الحال. في العام 1996، تم تجنب نزاع مسلح بفضل التدخل الأمريكي في الصراع على جزيرتين صغيرتين معروفتين في اليونان باسم إيميا وفي تركيا باسم كارداك. رسميا، يمكن للاتحاد الأوروبي، الذي تدخل اليونان في عداده وتريد تركيا الانضمام إليه، التدخّل الآن في الصراع. وقد أدى إحجام الأوروبيين عن قبول الأتراك (في الاتحاد) إلى إضعاف قدرتهم على التأثير في أنقرة.

روسيا، التي راحت تلعب في السنوات الأخيرة دورا أكثر نشاطًا في شرق البحر الأبيض المتوسط ​، والتي تتمتع بعلاقات جيدة مع كل من أثينا وأنقرة، وتلتزم في مثل هذه الحالات بموقف محايد واضح، يمكنها أن تلعب دور الوسيط.
* المادة الصحفية تعبر فقط عن رأي الكاتب