بقلم: كارلا فورنيت

(موقع”مجموعة أريون نيوز- “areion24.news الفرنسية – ترجمة: أسماء بجاش- سبأ)

أثارت ناقلة النفط العائمة “صافر” ذعر المجتمع الدولي برمته, بعد أن تم التخلي عنها وعلى متنها قرابة 1.14 مليون برميل من النفط.

ومن جانبها, تدق الأمم المتحدة ناقوس الخطر, منذرة بوقوع “كارثة بيئية وشيكة” في البحر الأحمر, لدرجة أن مجلس الأمن الدولي لم يروق له هذا الأمر! فقد تم هجر هذه الناقلة التي ترسو على بعد 60 كم من سواحل اليمن منذ العام 2015، الذي شهد بدء الحرب التي تعيشها اليمن والتي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.

فهذه الناقلة النفطية تستخدم منذ العام 1987 كـ “خزان نفط عائم” محملة بـ 1.14 مليون برميل من النفط الخام, وبالتالي فأن خطر انسكاب النفط, يهدد الملاحة والحياة البحرية في البحر الأحمر والشواطئ المجاورة له والناس الذين يعيشون هناك.

هذه الناقلة متصلة بالأرض بواسطة خط أنابيب يبلغ طولها قرابة سبعة كيلومترات ينقل النفط إلى السفينة.

يقول الخبراء انه في أي لحظة يمكن أن تنفجر الناقلة أو تشتعل النيران فيها أو تنكسر, ففي مايو المنصرم, تم تسجيل حالة تسرب مائي, حيث غمرت المياه غرفة المحرك, وهذا التسريب، الذي تم إصلاحه الآن، يظهر أن الناقلة أصبحت في الواقع بمثابة قنبلة موقوتة, وسيكون انفجارها، الذي سيسمح بتحويل ملايين اللترات من النفط إلى البحر الأحمر، بمثابة كارثة دراماتيكية للبلد.

المخاطر البيئية والبشرية:

فهذه الكارثة البيئية ستكون حتما كارثة ذات بُعدين: الأول من الناحية الإنسانية، والثاني من الناحية البشرية.

فاليمن يعاني بالفعل من ضعف شديد بسبب الحرب المشتعلة فيها منذ أواخر مارس من العام 2015, والتي يدور رحاها بين القوات الموالية للحكومة اليمنية التي تتلقى الدعم من دول التحالف العربي بقيادة السعودية ودولة الإمارات وبين الحوثي الذي يتلقى الدعم بدوره من ايران, فهذه الحرب أنهكته البلد, ناهيك عن انتشار المجاعة وتفشي أمراض يمكن الوقاية منها مثل وباء الكوليرا.

تعيش أكثر من 100 ألف أسرة يمنية على صيد الأسماك في المنطقة، كما ستمنع محطات تحليه المياه التي غالبا ما تكون الوسيلة الوحيدة للحصول على مياه الشرب، من العمل جراء التسرب النفطي.

ومن جانبه, يقول محمد الحوثي، أحد قادة التمرد في العاصمة صنعاء، أن الأميركيين وحلفائهم الإقليميين مثل السعوديين يهتمون بحياة الروبيان – الجمبري- أكثر من اهتمامهم بحياة السكان في اليمن.

ومع ذلك، فإن الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر, حيث تسعى إلى الإسراع ما أمكن لتجنب الكارثة, حيث قال ينس لايركى المتحدث باسم مكتب تنسيق الشئون الإنسانية أن فريقاً من الخبراء مستعد بالفعل للذهاب إلى الموقع لتقييم مدى الأضرار.

ففي 16 يوليو الجاري، أذن الحوثيون، الذين يسيطرون على المنطقة التي ترسو فيها الناقلة “صافر” للأمم المتحدة بتفتيش الناقلة من أجل تقييم الأضرار المحتملة لتجنب الكارثة, ولكن من المتوقع أن يتم هذا الفحص في الأسابيع المقبلة.

مع المخاطرة بأن يتراجع انصار الله عن قرارهم كما حدث في العام 2019, عندما  كان الحوثيون قد وافقوا على دخول بعثة من الأمم المتحدة من جيبوتي إلى الناقلة، بيد أنهم ترجعوا عن قرارهم عشية البدء بالمهمة.

* المادة تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.