بقلم: أنايس بروسو
صحيفة “لوكروا” الفرنسية, ترجمة أسماء بجاش- خاص :
في هذه النافذة ومن اجل ان تعم الفايده نقوم بنقل ماورد من مصادرها دون تعديل.
أنقضى عام ثالث على بدء عمليات التدخل العسكري الذي اعلنته قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على اليمن.

ففي 26 مارس 2018 احتشد مئات الآلاف من أنصار المتمردين في العاصمة صنعاء لإحياء ذكرى التدخل العسكري,حيث امتازت هذه الذكرى بإشعال فتيل التوترات من جديد بين طرفي النزاع.

ومن جانبهم احياء المتمردون الحوثيون هذه الذكرى على طريقتهم الخاصة, حيث تم اطلاق سبعة صواريخ نحو المملكة العربية السعودية, تم اعتراض جميعها, بيد أن الحطام الناجم عنها تسبب في سقوط شخص, في حين جرح اثنين اخرين.

فعلى مدار ثلاث سنوات من بدء هذا الصراع, لقي أكثر من 10000 شخص مصرعهم, في حين بآت جميع مفاوضات السلام التي تقودها الامم المتحدة بالفشل الذريع ,والنتيجة الآن, وصول الصراع إلى طريق مسدود.

وعلى الرغم من الحرب التي دامت ثلاث سنوات بين المتمردون الحوثيون وقوات التحالف العربي بقيادة الرياض, التي اخذت على عاتقها تقديم الدعم للحكومة اليمنية، إلا أن زعيم المتمردين الحوثيين، عبد الملك الحوثي, لا ينوي التراجع, فقد اشار في احدى خطاباته إلى انهم مستعدون لتقديم المزيد والمزيد من التضحيات لأن الشعب أصبح أكثر قدرة على مقاومة العدوان.

ومن جانبه ردّ المتحدث باسم التحالف السعودي بصيغة شديدة اللهجة على عملية اطلاق الصواريخ والتي تعتبر الاولى من نوعها على المملكة, حيث حذر النظام الإيراني الذي لطالما تم الاشارة اليه بأصابع الاتهام باعتباره الداعم لهذا العمل العدواني والعدائي, إذ ترى قوات التحالف بأن طهران تواصل تقديم المساعدات العسكرية, للجماعة المسلحة, مشيراً إلى أن المملكة تحتفظ بحق الرد ضد طهران.

ومن جانبه, نفى النظام الإيراني على الدوام هذه المزاعم ، في حين أشار التقرير الصادر عن الأمم المتحدة في يناير عكس ذلك.

لاقت عملية اطلاق الصواريخ نحو المملكة العربية السعودية ردود فعل غاضبة, حيث ادانت كلا من واشنطن, باريس ولندن هذا العمل, كما دعت جميع هذه الاطراف النظام الإيراني إلى وقف إرسال الأسلحة إلى المتمردين واستخدام نفوذها لصالح وضع حد لهذا الصراع.

ومن جانبها, القت طهران باللوم على المملكة المتحدة البريطانية, باعتبارها المسوؤل المباشر عن جرائم الحرب التي ارتكبت في اليمن من خلال صفقات بيع الأسلحة إلى دول التحالف.

ففي اواخر شهر مارس انتقدت منظمات غير حكومية، بما فيها منظمة العفو الدولية عدة دول غربية, منها الولايات المتحدة الأمريكية, فرنسا والمملكة المتحدة لبيعها أسلحة إلى دول التحالف العربي المذنب الرئيسي في ارتكاب جرائم حرب محتملة في اليمن.

شهد 26 مارس 2015، الانطلاقة الاولى للعمليات العسكرية التي شنها التحالف العربي على اليمن لاستعادة الدولة التي سقطت إبان اجتياح المتمردون الحوثيون للعاصمة صنعاء وهروب الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته إلى مدينة عدن الجنوبية.

ومنذ ذلك الحين, مرت ثلاث سنوات على لجوء الرئيس هادي إلى منفاه في العاصمة الرياض, كما لا يزال المتمردون الحوثيون يبسطون سيطرتهم على السلطة المركزية في العاصمة صنعاء وعلى اجزاء كبيرة من المناطق الشمالية للبلد.

لا يختلف الوضع الحاصل في المناطق الجنوبية بالرغم من سيطرة القوات الحكومية عليها, إلا ان هذه المناطق اصبحت الآن في ايدي القوات الموالية للجماعات الانفصالية.

ومن جانبه يرى المبعوث الأممي السابق إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد أن المهمة التي القيت على عاتق مارتن غريفيث مبعوث الأمم المتحدة الثالث إلى اليمن خلال سبع سنوات, تعتبر مهمة حساسة في ظل عدم نية جميع أطراف الصراع تقديم أي تنازلات.