بقلم: جاسمن سيح
السياسية:
ترجمة: أسماء بجاش-سبأ

حذر برنامج الغذاء العالمي في أخر تقريرٍ له, من الوضع الإنساني المقلق والمزري للغاية في اليمن, حيث أصبح اليوم قرابة 10 مليون شخص يعانون من نقص حاد في التغذية, وبالتالي يتطلب ذلك الأمر استجابة طارئة للعمل الإنسانية بقيمة 737 مليون دولار, بنهاية هذا العام.

ولحسن الحظ, تمكن برنامج الغذاء العالمي وشركاؤه في اليمن, خلال العام 2019, وبفضل الزيادة الهائلة في حجم المساعدات الإنسانية، من منع وقوع البلد في شرك المجاعة.

ومن جانبها, أشارت اليزابيث بايرز المتحدثة باسم البرنامج، خلال مؤتمر صحفي افتراضي للصحافة من جنيف, إلى أن الأوضاع التي يعيشها البلد, ومع انتشار وباء الفيروس التاجي, توحي بأن الوضع في البلد قد يصبح أكثر سوءا, في حال ما تم تأجيل العمل الإنساني.

كما أضافت أنه يجب التصرف الآن وبسرعة, نظراً لكون جميع المؤشرات تشير إلى انهيار هذا البلد الذي مزقته الحرب جراء وتدخل قوى أجنبية منذ أواخر مارس من العام 2015, حيث تتصارع القوات الموالية للحكومة اليمنية التي تتلقى الدعم من دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية, مع جماعة الحوثي التي تمكنت من بسط سيطرتها على مناطق شاسعة من الجهة الشمالية من البلد, بما في ذلك السلطة المركزية في العاصمة صنعاء, وبدعم من جمهورية إيران.

واليوم, مع وجود ما يقرب من 10 ملايين شخص يعانون من سوء التغذية الحاد, اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى خفض معدل توزيع المواد الغذائية في المناطق الشمالية التي يسيطر عليها الحوثيون, بالرغم من كون التقارير الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة تشير إلى أن اليمن يعاني من أسوأ أزمة إنسانية منذ العام 1945.

فهذا الجزء من العالم يعيش العديد من الأزمات على عده أصعدة, نذكر منها: الارتفاع الحاد الذي صاحب أسعار المواد الغذائية, انخفاض قيمة العملة الوطنية “الريال”, انتشار فاشية كوفيد-19 الذي دق أخر مسمار في نعش القطاع الصحي المنهار بالفعل والحرب التي لا تزال مستمرة في سرد فصولها منذ أكثر من خمس سنوات.

إن الهدف الذي يسعى إليه القائمون على برنامج الغذاء العالمي هو الحفاظ على شبكة أمان للسكان لأطول فترة ممكنة، في الوقت الذي أصبح فيه أطفال اليمن رمز للمجاعة.

واليوم يعتمد أكثر من ثلثي السكان في اليمن والبالغ عددهم أكثر من 24 مليون نسمة على المساعدات الإنسانية، حيث لا تزال العديد من المنظمات الإنسانية الدولية تدق ناقوس الخطر, مشيراً إلى الوضع الحاصل على أرض الواقع خطير جداً.

وبالرغم من ذلك, لم تتمكن الأمم المتحدة من جمع نصف المبلغ المطلوب لتلبية احتياجات العمل الإنساني, من خلال تنظيمها إلى جانب الرياض مؤتمر للمانحين في يونيو المنصرم، حيث جمعت حوالي نصف المبلغ المراد جمعة والذي قدر بحوالي 2.41 مليار دولار.

* موقع” hespress” الفرنسي
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.