السويد وألمانيا والمملكة المتحدة: كيف يمكن للدول أن تعمل معاً لسحب البلد من الانهيار

 بقلم: آن ليندي*

  (صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، ترجمة: جواهر الوادعي-سبأ)

 

بعد الربيع العربي، بدا أن اليمن ستتبع مسار التغيير السياسي السلمي, وازدهر المجتمع المدني, وشارك اليمنيون من جميع الانتماءات، بما في ذلك النساء والشباب، في تشكيل مستقبل البلد.

 

واليوم، بعد ست سنوات من الحرب، كاد هذا الأمل أن يختفي واليمن أصبح على حافة الانهيار.

 

يمتد وباء كوفيد-19, إلى نظام الرعاية الصحية الهش في البلد والذي يكاد أن يصل إلى نقطة الانهيار.

 

ووفقاً لنموذج لجامعة لندن للصحة والطب الاستوائي، ربما تجاوزت اليمن مليون حالة من حالات كوفيد-19, الأسبوع الماضي، ولا تزال الحالات في ارتفاع سريع.

 

لدينا مسؤولية عالمية لتخفيف معاناة الشعب اليمني, نحن – وزراء خارجية ألمانيا والسويد والمملكة المتحدة- نود أن نشارك معكم كيف نعتقد أن المجتمع الدولي يمكن أن يساهم في السلام.

 

أولاً، يظل وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني والتسوية السياسية أفضل دفاع لليمن ضد الوباء.

 

ففي أعقاب دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء العالم رداً على كوفيد-19, أعلن التحالف الذي تقوده السعودية وقف إطلاق النار من جانب واحد في أبريل .

 

ولسوء الحظ، لم يرد الحوثيون بالمثل واستمر القتال, حيث أطلق الحوثيون صواريخ باليستية تجاه المملكة العربية السعودية، بما في ذلك على أهداف مدنية، في الأسبوع الماضي، مما يعرض حياة المدنيين للخطر بشكل متهور.

 

ليس هناك وقت لمزيد من التأخير حيث يستمر المدنيون في المعاناة والموت, ويجب على المجتمع الدولي الضغط على جميع الجهات الفاعلة لقبول اقتراح الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار, كما يجب أن يكون هذا بداية لعملية سياسية وضمان المشاركة الكاملة للمرأة.

 

ثانياً، يجب تقديم المساعدة الإنسانية لجميع اليمنيين الذين يحتاجون إليها, وللقيام بذلك، تحتاج الأمم المتحدة بشكل عاجل إلى المزيد من التمويل, وقد تعهدت بلداننا الثلاثة مجتمعة مؤخراً بتقديم 365 مليون دولار إضافية لدعم العمل الإنساني للأمم المتحدة في اليمن هذا العام, ويجب على الدول الأخرى أن تكثف وتتبرع بسخاء وبسرعة.

 

يجب علينا أيضاً تحدي أي عقبات لا تزال تمنع الوكالات الإنسانية من العمل بفعالية في اليمن,  وينطبق هذا بشكل خاص على المناطق الشمالية من البلد التي يسيطر عليها الحوثيون, حيث لا يمكن أن يكون هناك فرصة لمواجهة كوفيد-19 إلا إذا رفعت جميع الأطراف اليمنية قيودها على المساعدات.

 

ثالثا، نحن بحاجة إلى تشجيع تنفيذ الاتفاقات القائمة وهذا يشمل اتفاقية ستوكهولم، التي تدعو إلى الانسحاب المتبادل من مدينة الحديدة الساحلية واتفاقية الرياض, وإذا تم تنفيذها بشكل صحيح، فإن الالتزامات التي سبق أن اتفق عليها الطرفان ستدعم جهود الأمم المتحدة لتحقيق سلام شامل.

 

رابعاً، لكي تتعافى اليمن بشكل فعال من كوفيد-19, يجب أن يبقى اقتصادها الهش بالفعل على قيد الحياة.

 

يمكن أن تكون العواقب غير المباشرة للفيروس التاجي أكثر حدة من التأثير المباشر, على وجه الخصوص، حيث يحتاج شركاء اليمن إلى دعم الحكومة اليمنية لدفع رواتب القطاع العام -على الأقل للموظفين الطبيين- وتنفيذ إصلاحات اقتصادية عاجلة.

 

أخيرا، نتوقع الاحترام الكامل للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني وحقوق الإنسان، من جميع الجهات الفاعلة.

 

ويجب على جميع الأطراف ضمان حماية المدنيين في هذه الحرب القاسية, وهذا يشمل حماية الأقليات الدينية والنساء والأطفال والصحفيين والسجناء السياسيين, كما ندعو الحوثيين إلى تنفيذ إعلانهم بالإفراج عن أعضاء من الطائفة البهائية.

 

إن توريد الأسلحة إلى الحوثيين، بما في ذلك الأسلحة القادمة من أصل إيراني، هو انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، كما يتضح من فريق خبراء الأمم المتحدة، ويتسبب فقط في تمديد الصراع, يجب أن يتوقف هذا.

 

نحن على استعداد للمساعدة بمجرد التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع وعكس تجزئة البلد, ويجب على المجتمع الدولي الموحد أن يوقف أولئك الذين يسعون إلى تمديد الصراع لمصلحتهم الشخصية.

 

نتصور اتفاقية مبنية على القوة المشتركة والحلول الوسط وسيادة القانون, اثنان منا يمثلان الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والذي نشجعه على تعزيز دوره في اليمن.

 

إن اليمن الذي يخرج من اتفاقية سلام يحتاج إلى لعب دور بناء ونشط في المنطقة – المساهمة في أمن جيرانه المباشرين، السعودية وعمان, دولنا الثلاث مستعدة لمساعدة اليمن على التحول إلى قوة إيجابية للأمن الإقليمي.

 

تحت سحابة كوفيد-19, تواجه اليمن مأساة هائلة, لقد حان الوقت لأن يتحد المجتمع الدولي لدعم شعبه.

 

يمكن أن تتحول اليمن, وبدلاً من أن يتم تعريفه بالمعاناة والتهديد للأمن الإقليمي والدولي، يمكن له أن يصبح نموذجاً للدول المجزأة الأخرى في الصراع ومحفزاً لتعزيز الأمن في منطقة ذات مصالح متباينة, لذا نحن على استعداد للعمل مع اليمن ودعمه لتحقيق هذه الأهداف الإنسانية والاستراتيجية.

 

* وزيرة خارجية السويد, كما شارك في كتابة هذا المقال وزير الخارجية الألماني هيكو ماس ووزير الخارجية البريطاني دومينيك راب.

 

  

* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.