في اليمن، حرب لا نهاية لها
بقلم: ماري تيرير
العاصمة اليمنية صنعاء بعد تعرضها لغارة جوية في 16 يونيو 202/ تصوير: محمد حويس/ وكالة الصحافة الفرنسية
(صحيفة “لا كروا- la-croix” الفرنسية – ترجمة: أسماء بجاش-سبا)
في 23 من يونيو, أطلقت جماعة أنصار الله من اليمن, طائرات مسيرة وصواريخ, باتجاه المملكة العربية السعودية، باعتبارها رأس حربة قوات التحالف العربي الداعم للحكومة اليمنية.
ويبدو أن نتيجة الصراع اليمني الدائر منذ أواخر مارس من العام 2015, غير مؤكدة على نحو متزايد, حيث أن الانفصاليين، حلفاء دول التحالف السابقين، يقودون اليوم حرباً ثانية في المناطق الجنوبية من البلد.
بعد أكثر من خمس سنوات من الحرب المشتعلة، لم يكن هناك حل لهذه الحرب الضروس في اليمن في أي أجندة من أجندات السلام الإقليمية والدولية.
ومن جانبه, أعلن المتحدث باسم دول التحالف العربي السعودي العقيد تركي المالكي اعتراض ثماني طائرات مسيرة معبأة بالمتفجرات, وثلاثة صواريخ باليستية, كانت قد أطلقتها جماعة الحوثيين على مواقع مدنية في العاصمة السعودية الرياض.
فقد بدأت هذه الحرب بسرد فصولها عندما تمكن الحوثيون أواخر سبتمبر من العام 2014, من دخول العاصمة صنعاء وبسط سيطرتهم على السلطة المركزية فيها, حينها وضعت هذه الحرب اوزارها فهذا الفصيل الذي ينتمي للمذهب الشيعي والذي يتلقى الدعم من إيران، في مواجهة مع الحكومة السنية والتي آلت بها الأمور لتبقى في أرض المنفى في الرياض, وذلك بعد أن أخذت الرياض المنضوية تحت رايتها دول التحالف العربي مهمة دعم الحكومة اليمنية, وذلك منذ أواخر مارس من العام 2015, وحتى اليوم وهي تكافح لكسر الجمود اليمني.
ومن جانبه, قال الباحث الفرنسي فرانسوا فريسون روش من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي “CNRS” والمدير السابق لمشروع “المساعدة الانتقالية في اليمن”، الذي اختارته الحكومة الفرنسية ليكون مستشارا لدى الجمهورية اليمنية ليساعد اليمنيين على وضع الدستور اليمني الجديد في فترة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني ولجنة صياغة الدستور في الفترة ما بين 2012 إلى 2014, أنه لم يتغير شيء في الملف اليمني بالرغم من مرور أكثر من خمس سنوات, فالحاصل في اليمن حرب لا نهاية لها، كما أن السعوديون لا يريدون أن يفقدوا ماء وجههم، فهم عاكفون على مواصلة سعيهم الدءوب لإظهار مدى قوتهم, وفي المقابل, يرسل الحوثيون من جانبهم صواريخهم الفتاكة لإظهار قدرتهم على الإزعاج, فهم كانوا على علم بأن الطائرات بدون طيار سيتم تدميرها، حيث أرادوا فقط توصيل رسالة للجانب السعودي.
جبهة مزدوجة:
يأتي هجوم الحوثيين في الوقت الذي تتخبط فيه السعودية على جبهة أخرى مع الانفصاليين من المجلس الانتقالي الجنوبي, الحلفاء السابقون للتحالف ضد القوى في الشمال, بعد أن أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الحكم الذاتي على المناطق الجنوبية من البلد، مما يزيد من تقسيم هذا البلد الذي أنهكته الحرب.
وبعد أن سيطر المجلس الانتقالي على جزيرة سقطرى الواقعة على بعد 350 كلم من الشاطئ من مدينة عدن، أعلن تركي المالكي في 22 يونيو, البدء بأجراء محادثات بهدف إرساء الهدنة.
كما سلط الباحث الضوء على أن المفاوضات التي جرت في خريف العام 2019, لم يتم متابعتها, حيث خططت الرياض لمحادثات بتكلفة كبيرة، لكن الانفصاليين لا يحترمون الاتفاق, وبالتالي فقدت الرياض مصداقيتها.
فوضى حقيقية:
وفي نفس السياق يرى الباحث, أن هذه الصعوبات تكشف عن مدى هشاشة دول التحالف العربي, فالإمارات العربية المتحدة، التي تعتبر أحد أهم ركائز هذا التحالف، هي الجهة التي تزود المجلس الانتقالي الجنوبي بالسلاح, ومن المحتمل أن يكون هناك نزاع أخر بين الإمارات والسعودية، ولا نعرف أيهما يخفي ذلك, فالكثير غير معروف ومجهول في هذا الصراع، وهذا إرباك كبير, ألن تكون هذه “الفوضى” هدفاً تسعى إليه جميع هذه الأحزاب، وأخص بذكر تلك الفصائل التي تم بنائها على اقتصاد الحرب؟ فهذا الصراع لن ينتهي حتى يتخذ أي من المعسكرات قراراً قوياً بوقف تلك الفصائل وأعمالها داخل البلد, وإلا فأن البلد سيتم تقسيمه إلى قسمين أو أكثر, حيث سيكون هذا التقسيم من شأنه أن يغذي كل واحد وفقاً لمصالحه”.
* المقال تم ترجمته حرفياً من المصدر وبالضرورة لا يعبر عن رأي الموقع.