السياسية : المحرر السياسي

المراقب المنصف لما يدور بالساحة اليمنية يصاب بالذهول والصدّمة إزاء ما تعيشه المحافظات التي يدّعي تحالف العدوان أنها محررة كمأرب وتعز وعدن وبقية المحافظات الجنوبية المحتلة من فوضى عارمة، وإنفلات أمني رهيب يعّمها حتى أصبح أمراً واقعاً أنها تٌحكم من قبل عصابات مسلحة لها تمويلها وداعميها وتوجهاتها وأجندتها الخاصة.

ـ عصابات مسلحة عاثت فساداً بالمحافظات المحتلة وروعت المواطنين وزرعت الخوف في قلوبهم ونهبت الممتلكات العامة والخاصة، لا يحكّم عملها قانون ولا شرف ولا مبادئ ولا قيّم ولا شعور بالمسؤولية الوطنية تجاه الوطن والمواطنين.

ـ يومياً نسمع ونشاهد أعمال قتل واغتيالات وتصفية حسابات بالمحافظات المحتلة، دماء يمنية مسفوكة على مدار الساعة يغذي تلك النزعة الإجرامية لدى المليشيات المسلحة بتلك المحافظات، في حين يرى تحالف العدوان بقاء البلاد تحت سيطرة عصابات تكفيرية وداعشية مسلحة، أنه من السهل عليه تنفيذ أجندته الخاصة بتمزيق وتجزئة البلاد والسيطرة عليها ونهب ثرواتها وخيراتها ومقدراتها.

ـ يقابل ذلك حالة مستقرة من الأمن والسلم الإجتماعي في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية، وهو أمر بات واضحاً للعيان، برعاية مصالح المواطنين وممتلكاتهم وأرزاقهم المصانة وحالة الأمان غير المسبوقة تعم مختلف المحافظات الحرة ومديرياتها.

ـ الجريمة التي ارتكبتها مليشيا حزب الإصلاح بحق آل سبيعيان بمحافظة مأرب، دليلاً واضحاً على حالة الانفلات الأمني بمناطق سيطرة قوى الإحتلال، التي تمارس أبشع أنواع القمع على المواطنين بسبب الانتماء والعرق، تلك الجريمة تعبير واضح عن اليأس والفشل والتخبط الذي وصل إليه العدوان ومليشيا الإصلاح، والشيء المؤكد أن الجريمة لن تمر مرور الكرام والمطلوب من الجميع التحرك بمسؤولية لمواجهة العدوان وإسقاط المشاريع التكفيرية التي جاء بها والعمل على إعادة النسيج الاجتماعي إلى وضعه الطبيعي.

ـ إن مهمة المنظمات الإنسانية التي تدّعي الدفاع عن الحريات والحقوق، باتت ملحة اليوم أكثر من أي وقت مضى، والمطلوب منها إدانة هذه الجريمة التي تدخل في إطار جرائم الحرب ضد الإنسانية والمنفذة من قبل مليشيات مرتبطة بالعدوان، لإثبات دفاعها عن الحقوق والحريات، كما أن هذه الجريمة تعد تذكيراً للأمم المتحدة التي رفعت مملكة آل سعود من قائمة العار لمنتهكي حقوق الطفولة.

ـ إن جريمة آل سبيعيان تٌعد سابقة خطيرة في المجتمع اليمني لتنافيها مع الأعراف القبّلية الأصيلة التي تضع اعتباراً كبيراً لحرمة المنازل والنساء والأطفال، والمطلوب اليوم تعزيز التلاحم وتوحيد الموقف والرد على هذه الجريمة وباللغة التي يفهمها أعداء الوطن.